الأزرقي: من المهم اتفاق المقاومة على رؤية لاستعادة مؤسسات الدولة في تعز بعد تحريرها من مليشيا الانقلاب مميز

  • الاشتراكي نت/ خاص - حاوره راشد محمد

الأربعاء, 02 كانون1/ديسمبر 2015 22:30
قيم الموضوع
(0 أصوات)

أكد نائب مدير عام المستشفى الجمهوري التعليمي العام في مدينة تعز وعضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني الدكتور عبد الرحمن الأزرقي على اهمية توحد مختلف القوى السياسية والاجتماعية في جبهة موحدة لمواجهة حرب الانقلاب التي يقودها تحالف الحوثي صالح، وضرورة تمسك الجميع بمخرحات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.

الأزرقي الذي شغل في وقت سابق موقع سكرتير أول منظمة الحزب الاشتراكي اليمني في محافظة تعز اكد في حوار مع "الاشتراكي نت" على اهمية وجود رؤية موحدة للمقاومة لما بعد تحرير تعز من مليشيا صالح والحوثي بما يعمل على استعادة مؤسسات الدولة. فإلى تفاصيل

حاوره / راشد محمد

س: بداية دكتور عبدالرحمن نود أن تطلعنا على الوضع الانساني الذي تعيشه مدينة تعز ؟

ج/ شكراً لك ولموقع الاشتراكي نت على هذه الاستضافة، وأقول إن التوصيف الدقيق للحالة التي تعيشها تعز هو أنها مدينة منكوبة من كل النواحي، فمن ذلك الحصار المستمر منذ أشهر، والذي بلغ الى مستوى الكارثة الحقيقية، واضافة الى تواصل القصف اختفت كل الخدمات الأساسية من صحة وماء وكهرباء...الخ، وما رافقها من اختفاء المواد الغذائية والوقود وسوى ذلك من متطلبات المعيشة، وارتفاع اثمان مايمكن ان يتوفر منها.

س: بحكم تخصصك المهني ماهو تقييمك للوضع الصحي في المدينة؟

ج/ما يخص القطاع الصحي فقد اصيب بالشلل منذ الأيام الأولى للحرب، حيث اغلقت كل المستشفيات الحكومية ومعظم المستشفيات الخاصة في وقت نحن بأمس الحاجة للخدمات الصحية.

ويمكن القول إن ما حصل هو انهيار كامل لكل مؤسسات الدولة ومنها خدمات الصحة، لتفتضح الكذبة الكبيرة عن ما كان يسمى دولة ومؤسساتها، فالواقع ان الدولة من قبل الحرب الراهنة لم تقدم الرعاية الصحية للمواطنين،  فما كانت تقدمه المستشفيات والمستوصفات أقل من ١٠٪ من الخدمات الصحية وتركت البقية ليتحمل المواطن اعباءها في المستشفيات والعيادات الخاصة، وهذا ضمن السياسات الرسمية التي تعتمدها الدولة بتشجيع من المؤسسات المالية الدولية الهادفة الى تقليل الخدمات الأساسية للمواطنين وادماج البلد بما يسمى بالإقتصاد الحر.

لاخلاف في ان انهيار المنظومة الصحية في فترات الحرب أمر كارثي ً ومن المؤسف القول إنه لا يوجد أي اهتمام من قبل قيادة المقاومة أو من قبل الحكومة الشرعية في الجانب الصحي وتركت اعباء وتكاليف الصحة على مسؤولية المنظمات الإغاثية العربية والدولية وهذا الأمر لا يكفي وسيفاقم الحالة المأساوية للجرحى والمصابين والمرضى.

س: كيف تنظرون لطبيعة ومسار الحرب في تعز؟

ج/ الحروب دائماً يرافقها الدمار وهي كارثة على الشعوب التي تعيشها، ولكنها في بعض الأحيان تفرض على الشعوب فرضا كما هو الحال اليوم بالنسبة  لشعبنا اليمني، فبعد ثورة شعبية شاملة وحوار حقيقي ترجم اماني الثوار بما عرف بمخرجات الحوار الوطني الشامل، وادارة عملية سياسية توافقية وجدنا من يعترض على ذلك، ويقيم تحالفات لإلغاء الإرادة الشعبية واعادة البلاد لعصور الظلام.

ولذلك اقول إن الحرب الدائرة الأن بالنسبة للمقاومة الوطنية هي حرب دفاع عن النفس ضد النظام السابق وتحالف الحوثي، وهي بهذا الوصف تعتبر حربا عادلة، وتكتسي على توصيف اخلاقي، فقد هوجمت كل المحافظات ومنها تعز، لذلك فهي حرب عادلة، واذا كانت بعض الجهات تراها حقا، فإننا نراها واجبة.

س:وماذا بشأن القول إن حسم المعركة لصالح المقاومة قد تأخر كثيرا؟

ج/لا أريد أن أدخل في التفاصيل العسكرية، ونترك ذلك للمتخصصين، ولكن أقول أن منطق التاريخ غير قابل للإرتداد أو ايقاف ساعة الزمن، والإرادة الشعبية هي صاحبة النصر الأكبر، وإن تأخرت لبعض الوقت.

س: ماهو دور القوى السياسية والمجتمعية في دعم المقاومة في تعز وتحديداً الحزب الاشتراكي اليمني؟

ج/ لقد كانت القوى السياسية والمجتمعية بتعز هي المولد الحقيقي للمقاومة، كان ذلك منذ سنوات ما قبل الثورة الشبابية، بالوسائل السلمية، وفي 2015م بالعمل المسلح، وكان للحزب الاشتراكي الريادة في مقاومة النظام السابق، واتخذت روأه السياسية محدداً في ادارة النضال السلمي، وامتداداً لتلك المقاومة يوجد حالياً الألاف من أعضاء الحزب وكوادره مشتركين في عملية المقاومة وفي أكثر من مجال، وقدم العشرات من الشهداء في سبيل ذلك.

س: تثار احيانا شكوك تقلل من مستوى الثقة بالمقاومة  من حيث طبيعتها ومسارها.. ماهو الحاصل فعليا في هذا الجانب ؟

ج/ المقاومة دائماً تأتي كرد فعل، وهذا ما حدث بإعتبار هذه الحرب دفاعاً عن النفس، والإرادة الشعبية في مواجهة الانقلابيين، وهذا الأمر لا يلغي حق المواطنين والقوى السياسية والمجتمعية في نقد المقاومة، وكشف مظاهر استغلال مسمى المقاومة لتحقيق أهداف لبعض المشاريع الصغيرة، واجندات لا تتفق وقضية استعادة الدولة والعملية السياسية، وصولاً للدولة المدنية الفيدرالية، لذلك فإن كشف الأخطاء والعيوب، من أجل تصحيحها، من الأهمية بمكان، لأن العمل المقاوم يجب أن يتسلح بالوعي الناضج، لتحقيق الأهداف المنشودة، لذا يجب تعرية الذين يتدثرون بإسم المقاومة ولكن لهم أهداف غير وطنية.

س: هل من أفق سياسي لهذه الحرب، بمعنى هل ستفضي الى تسوية سياسية وطنية، أم ستنتهي باعادة ترتيب موازين القوى والمصالح؟

ج/ من الطبيعي أن تنتهي أي حرب بتسوية سياسية تعكس موازين الثقل والمصالح للقوى الفاعلة، وهذا منطق الواقعية، لذلك على جماهير الشعب المقاوم الذي خرج بالملايين في 2011م أن يتشكل في جبهة موحدة وأقصد هنا بشكل اكثر تحديدا الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشباب والمرأة، بحيث يتمسك الجميع بوثيقة مخرجات الحوار الوطني بإعتبارها وثيقة اجماع وطني، لأن هناك الكثير من الأطراف تعتبر هذه الوثيقة قد أتت على امتيازاتها غير المشروعة، والمسألة ليست أماني، فالأمر يحتاج الى عمل منظم وواع لتحقيق الأهداف، مالم سيتأجل الأمر لجولة جديدة وثورة أخرى لتحقيق آمال الشعب اليمني، والسياسة محكومة بالخيارات، فهل نحن متمسكون بخيارات الشعب اليمني.

س: هل لدى المقاومة رؤية واضحة للمرحلة القادمة، وماهي رؤيتكم في الحزب الاشتراكي اليمني لما بعد تحرير تعز؟

ج/ هنا سأكون متسقا مع ما قلته سابقاً بشأن ممارسة النقد، باعتباره أداة لتصحيح الواقع، وكشف عيوبه، فاستطيع القول أن المقاومة ينقصها الكثير في توحيد موقفها ازاء كل القضايا، لأن المعركة واحدة، والخصم واحد، فحتى الأن لا توجد قيادة موحدة، ولا توجد غرفة عمليات موحدة، ناهيك عن عدم وجود اهتمام بالجبهة الداخلية، وتفعيل مكاتب الدولة الخدمية، وهذا من الأهمية بمكان، لتعزيز صمود المواطنين في المدينة، وقد بُذلت بعض الجهود لمعالجة ذلك، ولم تحظ بإهتمام قيادة المقاومة، وهنا أوجه دعوة لكل القوى السياسية والمجتمعية المقاومة لإعداد رؤية مشتركة للجميع لقطع طريق الراغبين بأن يستمر وضع اللادولة واللانظام.

س: لكن مؤسسات الدولة لاتعمل حاليا في تعز حتى في المناطق الواقعة تحت سيطرة المقاومة؟

ج/ هنا أكرر القول بوجوب استعادة مؤسسات الدولة لواجباتها الخدمية وقيادة المقاومة معنية بذلك، وأن المواجهة عبر جبهات القتال لا تعفيها من تحمل مسئولية الجبهة الداخلية، بل أن ذلك يدعمها ويقويها بتعزيز صمود المواطنين فهم السند الذي تعتمد عليه المقاومة.

س: اين ستكون تعز بعد هذه الحرب...وهل ستعزز  الحرب خيار الفيدرالية بشكل أعمق، أم يمكن أن يأخذ خيار الفيدرالية صيغة جديدة سترسمها آلة الحرب التي تقودها مليشيات الحوثي صالح؟

ج/ اولاً يجب أن نحدد موضع مكانة تعز. هل هو ذلك البعد الجغرافي، أم تعز باعتبارها رؤية وطنية أوسع، وأستطيع ان اقول جازماً ان مصالح ومكانة تعز تكتسب بعداً وطنياً، وهذا واضح لدور أبناء تعز في التاريخ الحديث، حيث كانت تعز همزة الوصل بين الشطرين سابقاً، وهي حالياً حاملة لمشروع الناس بيمن ديمقراطي موحد، بالخيار الفيدرالي، ومحكوم بدولة وطنية تعلي قوة القانون، وتحقق المواطنة، والتنمية الحقيقية، بما يمكنها من اللحاق بركب العصر الحديث، وأن خيار الفيدرالية هو الطريق السالك للعمل السياسي، لإبقاء اليمن موحد، اما إعادة الأمور الى الوراء، فستؤدي حتما إلى الصوملة، واحتراب الجميع ضد الجميع، لذلك نؤمل أن مختلف القوى ستحرص على ان تمضي باتجاه الطريق الصحيح، طريق يمن المستقبل.

قراءة 10052 مرات آخر تعديل على الخميس, 03 كانون1/ديسمبر 2015 17:36

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة