لماذا الاعبوس؟!!!

الإثنين, 08 آب/أغسطس 2016 19:27 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

هذه هي حيفان، وتبدو فيها الاعبوس تقف وحيدة (لماذا؟) في مواجهة جبروت مليشيات الثورة المضادة، و الرأسمالية المحلية المتحالفة معها. ورغم أن ميزان القوة الهائل يميل لصالح مليشيات الثورة المضادة في مقابل إمكانيات المواطنين الشحيحة والمنعدمة أحيانا. إلا أنها لم تنكسر ابدا. فهل هناك من تفسير لهذا ؟ لا يمكن فهم وتفسير حرب الإبادة والتواطأ المستتر من قبل الرأسمالية المحلية ضد عزلة بعينها من خلال تحليل اللحظة الراهنة فقط، بل بالرجوع إلى التاريخ الذي يبين أن الاعبوس( معقل الحركة الوطنية التقدمية ومشعل التنوير) لها تاريخ عريق وممتد من المواجهة العسكرية والسياسية مع نظام علي صالح الإستبدادي و الرأسمالية المتحالفة معه ويكفي فقط إستدعاء بعض من تلك المحطات التاريخية السياسية من التاريخ القريب التي تبين أن الاعبوس كانت بمثابة شوكة في حلق الرأسمالية المحلية وعقبة صلبة أمام طموحها في المزاوجة بين التجارة والسياسة من خلال السلطة لأنها اي الاعبوس كانت تملك كلمة الفصل في تلك المواجهات السياسية على مستوى مديرية حيفان برمتها، وعلى سبيل المثال

في انتخابات عام 1993م البرلمانية بعد أن كانت النتيجة لصالح المرشح( مصطفى عبد الخالق ) مرشح الحزب الاشتراكي  وكان قاب قوسين من إعلان الفوز قام المرشح رجل الأعمال ( محمد عبده سعيد ) مرشح المؤتمر الشعبي العام  والرأسمالية وبمساندة نظام علي صالح بتزوير الانتخابات بطرقه المعروف من خلال الدفع بجميع موظفي وعمال المصانع لكن الاعبوس رفضت النتيجة المزورة وكادت أن تحدث مواجهة عسكرية لولا ترفع مرشح الحزب الاشتراكي إضافة إلى الضغوط المادية والنفسية التي مارسها نظام علي صالح ولعل الجميع يعرف قصة الشهيدة لينا عبد الخالق الذي لازال الغموض يلفها حتى اليوم قرر قبول النتيجة المزورة لتجنيب المواطنين عواقب وخيمة.

في انتخابات 1997 البرلمانية آثر المرشح  راشد عبد الحق ( شقيق رجل الأعمال شاهر عبد الحق ) مرشح المؤتمر الشعبي العام والرأسمالية المحلية الإنسحاب مبكرا من السباق بعد أن شاهد مهرجان المرشح( طاهر سيف ) في عزلة الاعبوس تحاشيا للفضيحة بعد أن تأكد منذ البداية أنها معركة خسارة.

وقبل انتخابات 2003 ولضمان الفوز بالانتخابات دون عناء المواجهة الصعبة مع الاعبوس ككل مرة وهو ما حدث فعلا فيما بعد . فكر نظام علي صالح و الرأسمالية المحلية المتحالفة معه في إزالة تلك العقبة الصلبة ( الاعبوس ) من أمامهم ولكن كيف؟ اهتدى النظام وبتنسيق مع الرأسمالية المحلية إلى قرار إعادة التقسيم الجغرافي لمحافظة تعز وتشتت قواها الشعبية فكان أن تم فصل مديرتي( القبيطة و المقاطرة ) من محافظة تعز والحاقها إداريا وانتخابيا بمحافظة لحج. لكن الجدير بالملاحظة والإهتمام هو هذا الجزء من القرار : فصل عزلة الاعبوس انتخابيا والحاقها بمحافظة لحج مع إبقائها إداريا ضمن مديرية حيفان التابعة لمحافظة تعز ليبدو ذلك القرار وكأنه فُصل تفصيلاً  من أجل استهداف عزلة الاعبوس تحديدا وإلا كيف نفسر أن تكون عزلة بعينها دائرة انتخابية لوحدها كما هو حاصل مع عزلة الاعبوس. طبعا جاء ذلك القرار تلبية لرغبة الرأسمالية المحلية في فصل عزلة الاعبوس ونفيها عن تعز انتخابيا ( في مواسم المواجهة السياسية ) ومنحها دائرة انتخابية لوحدها مع إضافة أجزاء صغيرة أو بضعة قرى من مديرية القبيطة هي الدائرة( 70). ولكن هناك على تخوم محافظة لحج وبعيدا عن مديرية حيفان ومحافظة تعز.

وعليه فإن الجدير بالذكر أن ما يجري في عزلة الاعبوس اليوم لا يمكن فصله عن سياق ذلك التاريخ الحافل بالمواجهة بين الاعبوس من جهة ونظام علي صالح و الرأسمالية المحلية المتحالفة معه من جهة أخرى.

قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet 

قراءة 1601 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة