في تطبيع الحرب الاهلية واخفاء الجريمة

الأحد, 28 آب/أغسطس 2016 18:32 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

في مقالة نشرتها جريدة السفير اللبنانية يتحدث الناشط والباحث اليمني فارع المسلمي عن الحرب في اليمن يحمل فيها جميع الاطراف اليمنية مسؤوليتها بل ويكيل النصيب الاكبر من اتهاماته صوب الرئيس هادي حاشدا مجموعة من المواقف التي يعتبرها هو انقلابات صغرى سبقت الانقلاب الكبير للحوثيين وصالح، منها التمديد للرئيس واقرار الجرعة في سياق يفهم منه ان الانقلاب ما كان ليحدث لولا التمديد والجرعة وهما الخطوتان اللتان يعتبرهما الباحث انقلابا على ثورة فبراير الشعبية التي قضت عليها المبادرة الخليجية حد تعبيره مع انه في ذات الوقت يقترح مبادرة وتسوية لحقن الدماء دون ان يقول لنا كيف ذلك ودون ان يطرح على نفسه سؤال عن فشل المبادرة ومخرجات الحوار وما الذي يدفعه اليوم للاعتقاد بنجاح اي تسوية قادمة مبهمة لا يقترح لها ولو بند بسيط يفكك لنا احجية المحايد الجديد.

 

وعوضا عن ذلك ذهب لاغراقنا بتفاصيل كل ما تقول به ان الكل مجرم وتنفي التهمة عن المجرم المتلبس بجرم انقلاب 21 ايلول الاسود هذا التعميم الذي يسقط القارئ في فخ ملتبس لا معنى له يبعدنا كثيرا عن حقيقة الغاء الانقلاب للمسار السياسي وتكريس القوة الغاشمة بديلا له ليخضع الحق القوة .

بعد ذلك يذهب الباحث المسلمي نحو التنظير لمسألة الحرب الاهلية اليمنية وللانقلابات قائلا انها شأن يمني دائم ومتكرر وطبيعي ايضا ،في ما يبدو انه تطبيع كامل مع الانقلاب وتسويقه في المجتمع على انه امر عادي الحدوث وان الامر الغير عادي والجديد هو التدخل الخارجي وتحديدا التدخل الخليجي واصفا اياه بالاخطر على الشعب معا ان الحقيقة البسيطة والملموسة ان الف حرب خارجية لا يمكن لها ان تحدث في المجتمع من دمار بمقدار ما تحدثه الحرب الاهلية داخل المجتمع وبين اطيافه من تمزق مخيف في النسيج الاجتماعي يؤدي بالضرورة وفي حال من غياب المشروع الوطني الي دمار هائل وتفتت وتمزق يصعب رتقه .

في الاخير كنا نتمنى من الباحث فارع المسلمي ان يضعنا امام تصوره للسلام وللحل في البلد وهل بالامكان انتاج حلول للمشكلة دون فهم اسبابها وانهائها كمقدمة ضرورية للحل، وهل علينا ان نجرب ماسبق وان جربناه مرات ومرات متوقعين النجاح وهل الادوات التي وسبق ان اثبتت فشلها يمكن لها ان تنجح.

 الم تكفي مسيرة خراب عمرها اكثر من قرن لنتعلم ان لا نتيجة جديدة بالاداة نفسها وهل مساواتك الانقلاب بالشرعية التي تعتبرها شرا محض برأيك هو الحال الا ترفع رأسك وتنظر ولو قليلا لمستقبل البلد وقد تخطفها امراء الحرب وتقاسموا تركتها كلا يزعم شرعيته واحقيته على قدر ما تحمله ماسورة مسدسه ومدفعه.

وهل علينا سيد فارع ان نرتكب الاخطاء بمبرر اننا اقترفناها في الماضي اين المنطق في ذلك واين مستقبل السلام يا داعية السلام .

قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

قراءة 2227 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة