الوعي الديني المشوه واحتقار الدولة والشعب

الأحد, 06 تموز/يوليو 2014 23:54
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

حماقة تطرف السنة والشيعة أعيت من يداويها. حماقة الفتوى في قضايا سخيفة تبتهج بالماضي البائد كما بمخاصمة التنور والتطور . ماذا تتوقعون مثلاً من الذين رفضوا الاعتراف بأن الأرض كروية ويرون مسألة أن تقود امرأة سيارة بمثابة جرم لا يغتفر؟ ماذا تتوقعون من الذين يرون عزة الدين في تمكينهم من الدولة والمجتمع دون اعتراف بالمواطنة وكرامة الناس والشراكة المجتمعية . ماذا تتوقعون مثلاً من الذين ينتظرون الخلاص قادماً من السرداب كما يعتبرون آل البيت فوق مستوى البشر؟.

 إنها عقول سقيمة ولئيمة باسم الدين. تستغل الدين سياسياً ولتجهيل الشعوب . أصحابها ضد الوعي الديني السمح والمدني والعقلاني والمتجدد والعادل والمنفتح .

 إنهم مع الحاكم فقط باعتبارهم أيديولوجية الحاكم. وهم بأفكارهم الرثة والمتصلبة والاستبدادية يغزون جهات الحلم محاولين فرض تصوراتهم التي ضد مدنية الدولة وضد المساواة وتكافؤ الفرص بين الشعب كشعب وليس كملبي نداء للفتوى وما تقرره رغماً عن إراداته كشعب . بينما لا مستقبل للدين ولا للدولة ولا للمجتمع في ظل وعيهم الغبي والانغلاقي والاستعلائي والرث . ترى متى نرتاح من كل هذا الضجيج بإختصار؟.

 ولماذا قدر الدين ان يعيش في عهد بائد ومظلم كما بتصورات بسيطة وعقيمة للذات وللآخر، للمجتمع وللدولة على وجه الخصوص ؟.

 هل غاية الدين تحويل الحكم الى ملك عضوض بشتى الطرق لصالح جماعة محددة وجدت لها فتوى لمشروعها ؟

 ذلك مايدور الدين في فلكه منذ قرون للأسف . وتاريخ الكراهيات والحروب خير شاهد على فداحة العقل العربي الاسلامي ومصائب الوعي الديني المشوه الذي يستلب الانسان ولايحرره.

والمطلوب ان يصير الدين عامل تعزيز للمعرفة وللتقدم وللمستقبل ومثار فخار حقيقي للشعوب التي تحكم نفسها بنفسها وتبدع وتتسامح وتتسق وتحترم الدين أكثر من خلال فصله عن غايات الاستغلاليين من شتى الانواع والاصناف . على ان الشعوب المخدرة بذلك النوع من العصاب الديني غير السوي ستبقى بلا إنتاج مشرف ونوعي كما ستبقى في مدارات العنف والترهيب على نحو عبثي بائس.

وبالمحصلة فإن أوهامها تمثل العبء الكبير على التقدم والتحديث لأنها في الأساس تمثل العبء الكبير على الحياة الجديرة بتراكم خبرات الإنسانية من أجل التمدن والرقي والدمقرطة.

تلك النوعيات ببساطة شديدة هي من افسدت وتفسد الدين لاغيرها فضلاً عن انها اكثر من يحتقر قيمة الشعب وصولاً إلى احتقارها فكرة الدولة كدولة تصون حقوق وحريات الجميع بلا استثناء وليس بإعتبارها مجرد حظيرة طاعة للحاكم القروسطي ومزاجه وأزلامه.

قراءة 1621 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة