طوق نجاة للشرعية

الإثنين, 27 نيسان/أبريل 2020 03:09 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

نكسة جديدة للحكومة الشرعية وللمجلس الانتقالي الجنوبي معا، بقبول تحالف دعم الشرعية.

اعلان الانتقالي الادارة الذاتية للجنوب دون شرعية ودون قدرة فعلية على تحقيق ذلك، يضعه موضع رفض شعبي اوسع في عدن، وفي بقية محافظات الجنوب التي لاتلقي له بالا منذ وقت طويل، ولاترى فيه معبرا عن وجودها وحلمها في الاستقرار الحقيقي، واقامة دولة منشودة، وقد عجز منذ وقت مبكر عن تقديم رؤية حقيقية تعبر عن القضية الجنوبية، وتمضي بها بوسائل واقعية وسلمية نحو مبتغاها، وبذلك يمثل اعلانه الادارة الذاتية للجنوب خطوة اخرى اكثر تخبطا من سابقاتها.

هذا الاعلان نفسه جعل الحكومة الشرعية أكثر عجزا، وقد فشلت في ادارة شرعيتها على مدى خمس سنوات حتى وصلت الى عدم قدرتها على العودة الى عدن.

الطرفان في وقت التيه والتخبط يلجأ كل منهما الى التحالف لطلب الانقاذ والتماس الوقوف ضد الطرف الآخر، وهما معا-الحكومة والانتقالي- هناك في ابو ظبي وفي الرياض.

تحتاج السعودية للخلاص من الحرب في اليمن، فقد أتت أكلها، بما انتجته من تمزق وخراب، يحتاج عقودا فقط كي تعود اليمن الى ماكانت عليه، ناهيك عن نهوضها، وقد اثقلت السعودية هذه الحرب اليوم خاصة مع ثقل ملفات اخرى تخصها، ابرزها جائحة كورونا، ومانتج عنها من كارثة اقتصادية طالت النفط الذي أثر بقدر كبير على السعودية المثخنة باوضاع اقتصادية واجتماعية، لم تستطع رؤية ٢٠٣٠ ان تعالجها بشيئ، وهي منشغلة في الأساس بتمزيق المنطقة العربية وتمويل ثورات مضادة لثورات أرادت ان تمضي الى ضفاف ربيعها.

من جانب آخر لاتستطيع الامارات ان تدعم الانتقالي للسيطرة بالقوة على عدن والجنوب، كما فعل الحوثي بدعم ايراني في  الشمال، ولايمكن للامارات دفع فاتورة هذا التوجه الذي من شأنه اضافة المزيد من التمزق والتشظي في الجنوب وفي اليمن بشكل عام، كما لايمكن للسعودية ان تستمر الى الابد في احتواء الحكومة الشرعية في الرياض وخلق مسكنات مستمرة لها باتفاقات ورقية.

ولن تكون اية مواجهات عسكرية ان حدثت بدعم للطرفين في عدن ومحافظات الجنوب مقتصرة على الانتقالي والحكومة، ولكنها ستتمدد، ومعها سينهض تنظيم القاعدة ويتوسع اكثر، كما سيوفر هذا الصراع ارضية صلبة لتمدد الحوثي الثابت بقوة على الأرض في الشمال.

 معضلة اليمن لم يكن بالإمكان حلها بغير القوة المفترض ان تكون بيد الحكومة الشرعية، لتفرض وجودها وتوفر معها احتياجات المواطنين، وتضمن التفافهم خلفها، لكن هذه الحكومة سلمت شرعيتها وقراراها ومصيرها للتحالف دون ادنى رؤية لما تريده، وتركت الشعب دون قيادة ودون حياة، فكان مايحدث اليوم..

وكون هذه القوة غائبة وغير ممكن امتلاكها في ليلة وضحاها، فليس لدى هذه الحكومة، بما تبقى لديها من شرعية قانونية على الأقل سوى ان تعلن الانقلاب على ذاتها، وتختصر حجمها الكبير المترهل المتخم بالفساد، وتعود الى عدن بطريقة أو بأخرى، وتستعيد مؤسساتها منها إليها، مفترضة ان ليس لديها سوى عدن، ومنها تنطلق بإدارة صغيرة وبأداء فاعل الى محافظات اخرى.

 ان تدير الحكومة عدن فقط بقدرة تحقق احتياجات الناس فيها، يعني انها استعادت شرعيتها الحقيقية، ومنها تنفذ اتفاق الرياض وسواه برؤية يمنية، وشراكة فعلية مع مختلف القوى، وحينها ستستعيد شرعيتها بالمثل في محافظات اخرى.

هي خطوة صعبة لكنها الطريق الوحيد الممكن أمام الشرعية، وحين يجد المواطن اليمني بداية طريق حقيقية لخلاصه سيساندها، ولن تكون تلك الصعاب شيئا بالنسبة له، فقد عاش كل ألوان الصعوبة دون أمل في النجاة، فكيف ان لاح له بارق أمل في حكومة ان لم تمض قدما، لن تجد لها بقية من شرعية في وقت لاحق.

قراءة 2432 مرات آخر تعديل على الإثنين, 27 نيسان/أبريل 2020 03:14

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة