عذراً يا أبا رامي

الأحد, 28 آذار/مارس 2021 22:21 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

منذ غداة رحيلك ايها المرتحل الى ضمائرنا، ونحن نحاول لملمة شتات النفس، وجمع ما يعتصر زوايا الروح من حسرات، لنكتب لك واليك، غير ان كل الكلمات تغرق في غصتنا وتأبى المغادرة.

نستميحك العذر، فأنت أكبر من حجم الكلمات الناعية، اكبر من مفردات التعازي، و اكبر من كل عبارات الحزن التي تقال للراحلين.

نعتذر لك بألم كبير، فلم يتسنى لنا ان نصلي عليك، ولم يحالفنا شرف الحضور في مراسيم توهجاتك لندمدم على ضريحك سورة الانسان.

كنت وستظل لكل رفافك الغائب الحاضر دوما، سيمفونية بقاء ونبل وتضحية ونضال ، سفر من أسفار التكوين الخالدة ، مشعا على الدوام كأحجار الله الكريمة.

كنت ملهما وستبقى ملهما، نقش في جبين الدهر لن يمحى، وقصة كفاح انسانية لن يطالها غبار النسيان، ونبع وفاء لا ينضب، وشجرة سنديان لا تموت.

لا نبكيك ولكننا نبكينا، لا ننعيك ولكننا ننعي انفسنا بعدك، ولا نرثيك ايضا ولكننا نرثي حاجتنا اليك ، لقلبك النقي كاللبلور، لشموخك كالقمم الشماء، للصباحات المشرقة التي سكنت روحك.

في رحاب الخالدين ايها الخالد ما بقت الارض والسماء، لنا الصبر بفداحة المصاب ولنا السلوان بفاجعة الرحيل الموجعة، ولتكن في كنف الرحمن وفي جناته الواسعة.

28 مارس 2021

قراءة 1914 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة