ذكرياتي وحزني على الراحل السفير علي عبدالله السلال (14) مميز

الثلاثاء, 13 نيسان/أبريل 2021 23:13 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

(14)

وأبرز القادة في الشمال الذين اصطفوا مع جار الله عمر عبدالله حميد العلفي وسيف احمد حيدر وعبدالباري طاهر وعبدالقادر هاشم وعبدالجليل سلمان وعبده علي عثمان ويحيى عبدالرحمن الارياني وعبدالحافظ قايد وكان ابرز المؤيدين بل والداعمين لنفس افكار جار الله عمر هو عمر الجاوي الذي أعلن تأسيس حزبه التجمع الوحدوي اليمني قبل الجميع. ومثل عمر الجاوي بهذه الخطوة الشجاعة فاتحة لبقية الأحزاب لتحذوا حذوه وتفتح مقراتها.

وفي اول ابريل 1990م اتصل اخي احمد منصور ابو اصبع من مقر وزارة الخارجية في صنعاء إلى عند السفير علي السلال تلفونيا (كانت الاتصالات ضعيفة جدا) يطلب منه اشعاري بمرض امي وانها راقدة في مستشفى الكويت  وفي غيبوبة وهي تصحو وتنطق باسم يحيى وتريد ابنها يحيى. اخبرني السفير لم أتمالك نفسي وانفجرت بالبكاء إلى درجة أذهلت السفير علي السلال لأن العلاقة بيني وبين والدتي هي استثنائية من كافه الوجوه فأنا أتمتع بمودة خاصة وحب زائد على اخواني وأنا أبادلها بالمثل، طلبت من السفير الاتصال بالخراجية وبالذات بالسفير أحمد الارياني أو السفير علي محسن حميد أو يحيى عبدالرحمن الارياني هؤلاء على علاقة قوية مع اخي احمد منصور وسيكون لديهم التفاصيل لأن احمد لا يتواجد في الخارجية ولم نتمكن من الاتصال بتلفونه. اجاب احمد الارياني وتحدثت معه وأكد أن الوالدة في المستشفى قلت له أنا قادم إليكم إلى صنعاء وعليك اشعار الدكتور عبدالكريم الارياني بهذا، قال أحمد الارياني الرجاء يا أخ يحيى عدم التسرع والتمهل حتى نرى الأمور هنا مع الآمن (الأمن السياسي) قلت له لن أتأخر ثانية واحدة بعد الآن ولكين الأمن السياسي في انتظاري في المطار وهذه أمي وأنا لا أحب أحد في هذا الوجود مثلها. تحرك السفير على السلال حين رآني اتجهت الطيران وحجزت على باريس – جدة – صنعاء فلم يقصر واهتم جدا في الأمر فقد حصل على اخبار من صنعاء أن يحيى منصور مطلوب للأمن السياسي منذ الستينات والثمانينات وسوف يعتقلونه.

اتصل لي السفير علي السلال  بالاستاذ علي الآنسي مدير مكتب رئيس الجمهورية وأخبره بالوضع وحدثه عني كلاما طيبا ورد عليه الآنسي أنه يسمع ويقرأ  التقارير الدبلوماسية التي يرسلها  يحيى منصور أثناء عمله في الصين أو السودان أو الجزائر وطلب من السفير أن ينصحني بالتريث حتى يطلع الرئيس ورأيه في الأوامر.

 جاءني علي السلال والسفير  قاسم عسكر وأنا جاهز للسفر بعد ساعات واخبرني بنصيحة علي الآنسي بعدم التسرع والانتظار حتى يأتي الاذن من الرئيس قلت له لن أتأخر لحظة لو يشنقوني بدار مديور هذه أمي أحبها حتى أعماق أعماق كياني.

قال السفير علي السلال ما هو هذا دار مديور، قلت له هذه  قصة أمي مع اخي أحمد منصور وعبدالله الوصابي عام 1972م حين خرجت عليا وعلى المنطقة أول حملة عسكرية قادها الضابط منصور النخلاني وكنت قد علمت عن تحركها من الرفيق المناضل محسن خصروف والذي كان يشغل مسئول الاستخبارات العسكرية في اب، المهم هددوا أمي أنني إذا لم أسلم نفسي فسوف تصل الأذية إلى كل الأسرة والأصحاب وإلى النساء وقالوا لها لا أحد يقدر يقنع يحيى ابنك إلا أنت وإلا قد تصل الأذية إليك شخصيا فكان ردها على أخي أحمد وعلى الاستاذ عبدالله الوصابي قاطعا حاسما بقولها ابني يحيى بخير أما أني فليشنقوني برأس دار مديور وهو أكبر بيت أو دار في مدينة جبلة حتى اليوم.(2021م).  وصلت المطار الجزائري وفي وداعي الزوجة خديجة وبناتنا كفاح ونجلاء وكذلك بعض اعضاء السفارتين وفجأة وصل السفير علي عبدالله السلال ليودعني وينقل اليا آخر اخبار اتصالاته بغية ابعاد الخطر عني إذا ما تعرضت للاعتقال عند وصولي مطار صنعاء وقال لي انه مستمر في اتصالاته إلى بيت الرئيس ويعتقد أن الرئيس بمجرد اخباره بأن السفير يريد التحدث معه سوف يتصل قلت له كثرالله ألف خيرك وما قمت به وما تفعله من اجلي اكثر من الأب والشقيق ولا تنزعج ما سيصحل فليحصل أهم شيء أن أكون قد عملت ما ينبغي نحو أمي قبل أن تفارق الحياة. وفجأة وقبل دخولي الطائرة وصل الأخوة من اللقاء الدبلوماسي العربي وهم ممثلو الكويت والسودان وفلسطين وشكرتهم بحرارة وقالوا أنهم قد أخبروا السفير اليمني علي السلال وسيبعثون ببرقية  إلى الرئيس اليمني حتى لا أتعرض لمكروه وقال لهم السفير قد بعثت بطلبكم إلى الرئاسة. وكان في استقبالي في مطار جدة الأخ العزيز صادق عبدالكريم زاهر حيث كنت قد اتصلت به لأن الاتصالات إلى السعودية أسهل بكثير من الاتصال إلى صنعاء ثم وصل عمي الحبيب وازع عبدالحميد ابو اصبع والدكتور نجيب ابو اصبع الذي كان مغتربا وقد مكثت في جدة حوالي خمسة عشر ساعة حتى يحين اقلاع الرحلة إلى صنعاء وعند وصولي إلى قاعة الانتظار في المطار جاءني ضابط سعودي وقلب في الجواز ويقارنه بأوراق معه ثم قال لي كلاما هادئا ومهذبا قال أنت أبو اصبع من برط محافظة صعدة وفي الجواز أنك من مواليد إب نحن لدينا اخبار عنك حين كنت في صعدة والجوف، وقلت له هل لديكم شيء تقولونه لي أو أي معاملة أخرى تفضلوا أنا الآن دبلوماسي يمني منذ عشر سنوات، قال لا لا تذهب بعيدا وإنما أردنا أن نقول لك أننا نعرف عنك الكثير ومرحبا بك في المملكة شكرته واخبرته باستعجالي ومرض امي وصافحني بصورة مهذبة إلا أنني لم أطمئن إلا حين اصبحت بالطائرة وقلت في نفسي يا سبحان الله أنا انتظر الشر من مطار صنعاء وإذا بالمفاجأة الأمنية تأتيني في مطار جدة لأن الماضي يطاردني إلا أنه ماض وطني شريف واعتز به.

وصلت مطار صنعاء مع أذان العصر وخرجت من التفتيش وأخذ الأمن جوازي الدبلوماسي وعند وصولي قاعة الانتظار إذا بالصياح والترحيب تتعالى وإذا بجمهور من الشبان يلوحون بالسلام عليا استغربت من الذي أعلمهم من الذي جمعهم وهات ياسلام وهم كثير يزيدون على المائة شخص من إب ومن جبلة ومن برط ومن صنعاء فهذا الموقف بعث في نفسي الارتياح والاطمئنان بأن الأمن قد كف الخطاب وأن توجيهات رئاسية قد حسمت الأمر وأن تواصل السفير علي السلال بالرئيس قد أثمر هذا الاستقبال الحار وبعد انتهائي من مصافحة المستقبلين ظهر أخي أحمد منصور ثم ظهر أحمد قاسم دماج ومعهم الأخ العقيد محمد الخالدي مدير مكتب القائد العام للقوات المسلحة وقاموا بمصافحتي  ومعهم الرفيق الشيح أحمد علي عبدالباقي الشهاري قالوا لي أن الرئيس اتصل بأخي أحمد منصور وقال له أهلا وسهلا بالأخ يحيى وتمنى الشفاء للوالدة وأن علي عبدالله السلال قد لعب دورا كبير هو والدكتور عبدالكريم الارياني.....

.................يتبع

قراءة 1825 مرات آخر تعديل على الإثنين, 19 نيسان/أبريل 2021 23:27

من أحدث يحيى منصور أبو اصبع

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة