ومات توفيق سيف القباطي!

السبت, 10 تموز/يوليو 2021 22:17 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

قال لي في آخر مكالمة لي معه إنه أكل من الدواء أكثر مما أكل من الطعام!

لقد تعب، ورفضت عائلته أية مساعدة مالية من أصدقائه الأقرباء من أجل السفر للعلاج متمنية، فقط، أن تصرف الحكومة مرتباته ومستحقاته كباحث في مركز الدراسات والبحوث!

لكن هذه الأخرى لم تعمل شيئاً ولم يكلف (المناضلون) في السلطة أنفسهم حتى في الرد على رسائلنا أو أن يعملوا شيئا من أجل رفيقهم العزيز.

لقد متم، بموت توفيق وبموت رفاقه السابقين الذين لم يلقوا منكم أي اهتمام، أو مواساة، في الوقت الذي تتجولون فيه من عاصمة إلى أخرى ومن فندق إلى هاوية!

أتذكّر توفيق منذ أن عرفته قبل أكثر من ثلاثين سنة،

الشاعر الذي يكتب قصيدته حياة، والمفكّر الذي يعيش ما يقول،

قبيل حرب صيف 1994، حين تحالفت سلطة صالح مع الجماعات الإسلامية في حربهم ضد الجنوب ومن أجل اقصاء الحزب الاشتراكي اليمني من السلطة والحياة، كان توفيق من القلائل الذين لم تبهرهم الخطابات الاستهلاكية السريعة، وبنظرة ثاقبة لم ير أي بديل يمكن أن تقدمه الثقافة البرقية بشعاراتها الرنانة في واقع مهترئ يُعيد ما كان! ولم ننتبه لقوله إلاّ بعد أن عشنا الكارثة.

أثناء حملات التكفير التي قادها المتطرفون ضدي 1997، 2006 و2013 كان توفيق إلى جواري كصديق وأخ. قال لي وهو يستنكر الحملة الأخيرة ضد رواية "حُرمة": أنت لم تكتب عن معاناة النساء والكبت الذي يعشنه في مجتمع تحاصر فيه كل متطلبات الحياة بل عبّرت عنا، نحن الرجال أيضاً، ما نعانيه من كبت وحصار.

توفيق الذي سجنته ميليشسة الحوثي قبل سنوات، ولم يغادر اليمن، ظل طوال العقود التي عرفناه فيها متمرّداً على كل مظاهر المؤسسة بما في ذلك مؤسسة العائلة والكتابة، وبقي بهذا ملتحفاً بهوى الفقراء اليمانيين الذين عاش معهم في الأماكن الرخيصة والفقيرة.

لتنم روحك بسلام يا صديقي وحبيبي.
ــــــــــــــ
* من صفحة الكاتب على فيسبوك
 


 

قراءة 1075 مرات آخر تعديل على السبت, 10 تموز/يوليو 2021 22:19

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة