وترجل فارس مبدع في مختلف مراحل النضال الوطني

الثلاثاء, 05 تشرين1/أكتوير 2021 20:26 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

مثل فقدان الرفيق المناضل الوطني الاستاذ عبدالله محسن محمد لطف الشراعي - عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني سكرتير الدائرة السياسية بمنظمة الحزب بمحافظة إب الذي وافاه الاجل يوم السبت الموافق 11 سبتمبر 2021م - صدمة عبرت عن نفسها بالنسبة لي ولغيري من الرفاق بالحيرة والذهول والحسرة والاسى بل لا بالغ إن قلت أني شعرت لحظة تلقي الخبر أن جزءا من ذاتي الاجتماعية والسياسية انسلخت بعد أن كانت تغزل الحوارات نغما متجانسا مع اطراف القوى الاخرى التي اختلفت واتفقت معنا رأيا وفكرا واتجاه . متجاوزا ببصيرته وحكمته اي اختلاف ممسكا بعصى التوسط  نحو التقارب بما يضمن تماسك وسلامة المحافظة التي ابت الا أن تعيش السلام في اشد فترات الصراع ; ولفني الحزن اوردة بين ثناياه ألما .. لم يفارقني التفكير والشرود والآهات والضيق الذي لم يبارحني لحظة على فراق رفيق كنت في اليوم الاول احادثه وكان بإبتسامته المعهودة يخفي ورائها الألم والوجع ولم أشعر أن القدر يترصد روحه الطاهرة ليرفعها الى جواره رحمة إلهية كما هو الحال بكل البشر لتعيش الحياة الابدية بين الصدقين الانبياء والمرسلين والشهداء لأنه كان من الصادقين المصلحين الصالحين, ورحمة إلالهية بعبد كان مستقيما يتحلى بكل الإخلاقيات التي امرنا بها الكتاب الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم . وكان رجلا رصينا أتبع نهجا في حياته وازن بين الاصالة والمعاصرة. وكان يحلم مع رفاقه بمجتمع يسوده الرخاء والنماء والازدهار والاستقرار والامن والحرية وتسود فيه ثقافة المحبة والتعايش السلمي والعيش الكريم .

   إن فقدان الرفيق المناضل عبدالله محسن الشراعي يشدني الى ماض فارس وطني بدأ مشوار نضاله من اسرة ذات طبيعة شعبية وسار مع جماهير الشعب الثائر منذ شبابه الذي صادف حراكا وطنيا قوميا ثوريا وكان ابطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية  لازالوا يدافعون عن ثورة 26سبتمبر المجيدة وعن عاصمة الجمهورية في ملحمة السبعين يوما 1968م مقتحما الصعاب صانعا تاريخا مع رفاقه حين كانت الارض تطبع الرجال النوادر الانقياء منذ بزوغ شمس حرية الوطن الذي كان لا يزال يتشكل فكرا وحياة بين أولئك الشباب الثوري الذي يتدفق تنميتا وثقافة وسياسة عبر نضال حركي بين الجماهير يجسد به حلمه ببناء دولة وطنية ديمقراطية موحدة حديثة متخطيا كل عقبات التخلف الموروث من عهد الائمة في الشمال والاستعمار البريطاني في الجنوب.

وقد مثلت بداية الحياة النضالية للرفيق عبدالله مطلع العام التالي 1969م منطلقا ابداعيا فكريا ثوريا إذ كانت قدراته الفكرية والتعليمية والثقافية والاجتماعية والسياسية التي تأسست بدأ من عزلة الشراعي كعضو في الحزب الديمقراطي الثوري اليمني في مقتبل شبابه وأستمرت لتستقر معنا في الحزب فكرا ابداعيا ناضجا هناك وحتى الحظة في سكرتارية منظمة إب بل وبين كل رفاق الحزب حيث يعيش معنا روحا وفكرا وقيما وإخلاقا متجسدة عبر الاجيال.

    حقا جلت بذاكرتي في النشاط الثوري ووجدت أن إي نشاط ثوري لأي رفيق خلال مراحل نضاله لا يمكن إعتباره ثوريا ما لم يكن هذا الرفيق اثناء نضاله مع الجماهير في بيئته الاجتماعية يستشعر ألأمهم  وأنينهم وبؤسهم وشقاءهم ومعاناتهم ; والأهم من كل ذلك أن يعرف جيدا مصدر هذه المعاناة والبوس والشقاء والعمل معهم على إزالتها.  وما لم يحول هذه المعاناة الى عمل الى حكايات "قصص" ومسرحيات وقصائد شعريه ويعزف على اوتار آلاف الجماهير إن لم تكن الملايين المتعاطفة في جميع انحاء الارض مع هذه المعاناة , وما لم يخلق هذا الثوري حسا ثوريا من شأنه تغيير حياة الناس انفسهم الى وضع يليق بهم والعمل معهم للخروج من معانتهم , وقبلها ما لم يحثهم على الثورة على البؤس والشقاء والمعاناة, وقبل القبل ما لم يكن ملتزما بصفات وسمات المناضل الثوري التي تحتم عليه الالتحام بالجماهير معلما ومتعلما منهم منضبطا في مواعيده متحديا ومذللا الصعاب متحليا بالروح النضالية والشجاعة والثبات والصلابة الثورية, وقد كان هذا هو الرفيق المناضل عبدالله محسن الشراعي . الثوري الكفؤ الذي كرس جهده ووقته من اجل الاخرين منذ التحاقه بالعمل الوطني حتى مغادرته الحياة ' والى جانب ذلك كله حافظ على رفاقه وعلى اسرار حزبه واجتماعاته اثناء العمل السري واستمرت هذه ميزته حتى وفاته. وكان يتميز برباطة الجأش وهدوء الاعصاب . كما كان حكيما وحصيفا في اصدار الاراء والاحكام على الاخرين وفي مختلف الامور التي تعرض عليه . متواضع ونشيط ولديه القدرة على حث الناس واستمالتهم ودفعهم الى المطالبة بحقوقهم المشروعة . كان متحرر من نزعات التملق والخوف والنفاق لذلك حرك وتحرك مع الجماهير في المهرجانات الجماهيرية وفي المناسبات الاحتفالية واثناء الاحتجاجات والثورات, محاضرا وقائدا للمسيرات والتظاهرات والاجتماعات وعمل على تنمية ثقافته وثقافة رفاقه.

كما عمل مع الجماهير لتنمية مناطقهم وتغيير احوالهم فكان القائد المعلم المبدع والتلميذ المتعلم من حركة الجماهير في مختلف مراحل نضاله الوطني.

لروحة الرحمة والخلود والسكينة والسلام

سكرتير اول منظمة الحزب الاشتراكي محافظة إب

ا.د/ عبدالعزيز مهيوب الوحش

5 -10- 2021م

قراءة 1095 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة