النبيل فضل سعيد شايف

السبت, 03 أيلول/سبتمبر 2022 20:41 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

لا الكلمات بمقدورها أن تعبر عن فداحة الخسارة ولا كل أشكال التعبير قادرة أن تغطي مساحة الحزن وحجم جلل الفقدان الذي منينا به في الحزب الاشتراكي اليمني برحيل المناضل فضل سعيد شايف ، ولكم اشعر حتى هذه اللحظة بألم الغصة التي تنتابني كلما تذكرته وهو يصارع المرض بوجه باسم وعيون يملؤها الامل ورغم ما كان يمر به من وطأة المرض الا انه كان حريصا على ان يكون هو هو ببشاشته وذوقه الرفيع في استقبال زائريه ورباطة جأشه ، ورغم منع الاطباء زيارته نظرا لحالته الصحية المتعبة الا ان ذلك لم يكن نافعا مع رجل كفضل سعيد شايف.

لقد مثل الفقيد حالة استثنائية من النضال والثبات على المبادئ والقيم التي كانت صورة طبق الأصل لسلوكه وأخلاقه ، حالة من الحضور الكثيف الجميل بين رفاقه يوزع الأمل في أصعب اللحظات حلكة وسوادا والذي لم يكن يشبهه إلا  حضور الغيث في الأرض اليباب ، كان ربيعا اخضرا بتفاصيله الصغيرة والكبيرة وفي كل المواسم ، معطاء كامتداد الحقول ، مفعما بسيماء الانقياء الذين لم تتلطخ ايديهم ولا ضمائرهم بالمصالح والنفعية الانتهازية ، جليا كالشمس في كبد السماء بمواقفه الكاملة التي عبر عنها في كتاباته وفي قناعاته وفي خياراته التي تمحورت حول الانتصار للشعب وقضاياه وإنتاج دولة المواطنة والعدالة وإعلاء قيم النظام والقانون.

كنت بمعيته في العام 2017  في بيروت بورشة عمل عن الهيئة الوطنية للإشراف على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وكان معنا الرفيق د محمد قحطان استاذ الاقتصاد بجامعة تعز  وكنا الثلاثة لا نفترق الا عند النوم وفي السفر كما يقال تعرف جواهر الناس ، ولقد عرفنا بعمق الفقيد فضل سعيد شايف ، لكم كان نبيلا في مواقفه الى ابلغ درجات النبل ، شهما وكريما وذا مرؤة ، لا تشعر وانت معه الا بالسلام النفسي والطمأنينة ، وفوق كل ذلك كان اديبا ومثقفا عضويا ينتمي للناس وهموهم ويكافح من اجل الانتصار لقضاياهم ، كما كان مثالا للاب الذي غرس في نفوس ابنائه قيم الخير والمحبة والاخلاق الرفيعة والصبر والجلد فكانوا خير معين وسند له اثناء مرضه ، انه من المعادن النفيسة التي لا يصبها الصدأ ولا تتغير بتغير الأحوال والظروف ، زخرت جوانحه بالنقاء وامتلك روح عظيمة لم تشكو أو تتذمر أو حتى تعاتب ، استثنائيا ومتفردا وشامخا كأشجار الصفصاف الباسقة.

رحل الرفيق فضل سعيد شايف جسدا وبقي معنا روحا تلهمنا دائما المبادئ والمثل والقيم العليا التي عاش الراحل من اجلها حتى اخر نفس ، رحل مجيدا شامخا لم ينكسر او يهادن في احلك الظروف التي مر بها الاشتراكي وجسد قولا وفعلا معنى النضال ومعنى التضحية ومعنى الوفاء ، رحل نقيا ونظيفا ونزيها ،  بكبرياء الجبال وبشموخ المبادئ التي عنونت سيرته ومساره ،ألقا زاهدا لم تغره المغريات ولم ينخرط في التكسب غير المشروع ولم ينحن في زمن الانحناءات وبيع وشراء المواقف ، وظل ذلك البسيط الذي رفض بكل إباء كغيره من رفاقه المناضلين نتائج حرب 94 الظالمة وتبعاتها وكل سياسات الظلم والاستبداد والضم والالحاق والإقصاء التي تعرض لها الاشتراكي والجنوب ،  والمؤامرات التي حاقت ولا تزال بالقضية الجنوبية العادلة.

لروحك السلام والطمأنينة ايها الرفيق النبيل فضل سعيد شايف ، ستظل حيا في قلوبنا ولن يطالك النسيان ، خالدا  نقتبس من روحك العظيمة مشاعل للطريق نحو المستقبل .

 

قراءة 1245 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة