٢٦ سبتمبر الثورة الضرورة ومتوالية الانقلاب

الأحد, 25 أيلول/سبتمبر 2022 18:13 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

في الذكرى الـ٦٠ للثورة السبتمبرية المجيدة نحتفل جميعنا بطريقة من يعتقد أنه أسقط واجبه تجاهها وتجاه مناضليها وتجاه الشعب وجمهوريته المفترضة.

نحتفل ومازال الهدف الأسمى والأعلى للثورة المتمثل في التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة نظام جمهوري عادل وإزالة الفوارق بين الطبقات على جدول مهامنا التاريخية دون تحقق، بعد أن أسقط في أكثر من مناسبة أولها 5 نوفمبر 1967م وآخرها الثورة المضادة في 21 سبتمبر 2014م، التي كانت بحق، الطعنة أو الطلقة الأكثر غدرا، القادمة من أزمنة القهر والتخلف لتستقر في قلب الحاضر.

اليوم ونحن نحتفل ينسى البعض منا أن البلد مفخخ أكثر من أي وقت مضى بكل المشاريع الظلامية وغارق في حرب أهلية طاحنة، تهدد بإغراقه وإهدار كل تلك التضحيات العظيمة لأبطال سبتمبر وأكتوبر، مرة وإلي الأبد، فالماضي الذي لم يغادرنا يسكن قلوب وعقول كثير من الجمهوريين الذين لا يرون من الإمامة إلا العمامة ومن الجنرال غير البريه، ويعتقدون أن الجمهورية ربطة عنق  وبذلة مودرن وشعار مدني وإعلام يهاجم الإمام، نعم كثير من الجمهوريون لا يرون المشكلة في الأنظمة المتعاقبة منذ انقلاب ه نوفمبر ١٩٦٧م أو نظام الحوثي وعلاقته بباقي الشعب، بل ويذهبون أبعد من ذلك في تصورهم، أن تغيير  الإمام والعكفي والإبقاء على نظامهما وتصوراتهما للحكم كفيل بانتصار ثورة سبتمبر وأكتوبر وفبراير. أولئك الذين لا يفهمون الثورة إلا بما تعود عليهم من مصالح شخصية ضيقة الأفق، لا يعرفون أن الثورة هي هدم كامل لكل ما هو سائد، وقطع علاقته تماما بالحاضر والمستقبل، الذي يحتاج إلي بنى وهياكل جديدة تسمح لنا بالمرور والبقاء ضمن شروط العصر. ذلك المرور الذي كان مستحيلا وجعلته ثورة سبتمبر وأكتوبر ممكنا بأعظم أهدافها على الإطلاق، الذي تمثل في إزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات، ودون هذا الهدف سننزلق مجددا في فخ معتم لمشاريع سلالات وجهويات لا تموت في بيئة تمدها بكل أسباب حياتها وموتنا.

قراءة 1513 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة