الاشتراكي حاجة اجتماعية وفكرة لا تموت

الأحد, 09 تشرين1/أكتوير 2022 20:15 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

انتصر الاشتراكي منذ قيامه قبل أربعة وأربعين عاما للناس وقضاياهم، وسطر بدماء مناضليه أنصع صفحات التاريخ دفاعا عن الحرية والكرامة، وكان صوت العمال والفلاحين والمرأة وكل فئات المجتمع، كما كان أداة الثورة لتحقيق العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية ودولة النظام والقانون، كما اضطلع كوريث شرعي لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة بقيادة التحولات التاريخية في الجنوب وترجمة أهدافها إلى منجزات عملاقة تمثلت ببناء الدولة الوطنية الفتية التي قدمت تجربة فريدة في العمل المؤسسي والخدمي والرعاية الاجتماعية وتحقيق الأمن والاستقرار، واضطلعت ببناء الإنسان فكرا وثقافة وسلوكا، وعملت على تقديم فرص العمل والمنح الدراسية ومجانية التعليم والصحة وتقليص الأمية وتعزيز مفاهيم المساواة وحق المرأة في المشاركة السياسية وحماية الأسرة والسيادة.

لقد كان الاشتراكي الصوت الأبرز في معارضة نظام يوليو الأسود وانخرطت قياداته وقواعده في ثورة الحراك السلمي الجنوبي ويقف مع القضية الجنوبية بكل طموحاتها الأخيرة، كما كان أول بيان لثورة فبراير مدموغا بصوت طلاب الاشتراكي بجامعة صنعاء، وكان ولا يزال حاضرا في المشهد السياسي ومساهم في صناعة أحداثه، ولقد خاض كثيرا من التحديات التي هدفت لاستئصاله بصبر وجلد وتمثل أخطر تلك التحديات بحرب 94 الظالمة التي شنت عليه وأقصت كوادره وصادرت أمواله واجتاحت الجنوب ونهبت ثرواته ومقدراته، وهي الحرب ذاتها التي أسست لحروب وصولا إلى واقع اليوم، وما كان لكل ذلك أن يحدث إلا كون عقلية المنتصرين تنكرت للشراكة وهربت من استحقاقات بناء الدولة وأخرجت الشريك من المعادلة السياسية لتدور الرحى وتجد نفسها تشرب من نفس الكأس. وتلك عدالة النهايات الكبرى التي يفرزها التاريخ.

لقد تأسس الاشتراكي  في خضم النضالات الكفاحية ضد الاستبداد والاستعمار وكان الامتداد الطليعي للجبهة القومية ومصبا تجمعت به روافد الحركة الوطنية شمالا وجنوبا وهو على ذلك النحو حزب يعبر عن آمال الغالبية التواقة إلى إنتاج الدولة المدنية وانتصار المشروع الوطني الذي يعد حامله السياسي، ويرفض الانقلاب والحرب ولم يكن له موقف إلا مع الوطن والناس والعمل من أجل السلام واستعادة الدولة، وأن الحملة العدمية التي تهاجم الحزب بين الفينة والأخرى ما هي إلا دليل على وجود هذا الحزب وتأثيره في الحياة السياسية، "ولن يكون الاشتراكي بأقل من تاريخه"، كما قال أمينه العام الدكتور عبدالرحمن السقاف.

كل عام والحزب والرفاق بخير وذكرى تأسيس مجيدة.

قراءة 1613 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة