عريمان.. ماذا أقول؟

السبت, 11 شباط/فبراير 2023 18:01 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

والآن ...     

ماذا أقول؟

ما الذي يمكنني اضافته عمن بكاه المساح حرفا ...

صعب ان ارتقي الى مستوى حرف المساح الذي صاغه تقديرا واكبارا لاحد الجنود النبلاء الذين قدموا ما استطاعوا ...وما استطاعوه كثير كثير...كما كان كل واحد منهم غزير...

عبدالرحمن عريمان...

جندي نبيل ضمن سلسلة طولها يبدأ من أول عامل مطعم ترك مطعمه في عدن وسارع الى بيت الرماح في شارع عصيفرة ينظم الى قوافل رجال الحرس الوطني الذين انصفهم وحده ذلك الرجل علي عبد الله السلال...

سلسلة تبدأ بمحمد ردمان الشيباني ، وناجي صاحب عريمان صاحب المساح وصاحبي ، بيحيى الكحلاني ، ببازرعة، بالكرتوش ، بكاسترو ، بالوحش ، بعبد الرقيب ، بعلي شعنون ، بالديلمي ، بالمعمري ، بقائد الشيباني ، بالحزيمي والسنجم ، بسيف الزجا ، بالأديمي صاحب شعار" الجمهورية او الموت " بعبد القادر احمد ناجي ، بسرحان ، بالعودي ضابط المظلات ، بالميسري يموت في كحلان لان لا طائرة هيلوكبتر تخليه الى الخطوط الخلفية ، الى الحكيمي الذي اتى من عدن في اول سنوية للسلال وفاء لما عناه السلال في حياتنا ...

الى أطفال محمد عبد الولي يشيبون عند الفجر، الى طلبة الكلية الحربية الذين دافعوا عن نقم... الى نساء مصنع الغزل والنسيج اللائي حملن السلاح... الى الصلوي جندي المدفعية، الى كل الرجال الذين دافعوا ، فقتلهم البياعون بالرخيص...

عرمان احد اولئك الأبطال، لم يطلب ثمنا لما قدمه... بل اكمل واجبه هنا وعاد الى قريته نقطة البداية لدفن في تربتها وهو الذي كان يتمنى ان يستشهد ويلحق برفاقه في قبر لا يعرف صاحبه...

في بيوت المساح عرفت عبد الرحمن عريمان وعبده العزعزي والصايدي والرداعي والحظراني والحمادي ...

في بيوت المساح عرفت طه العزعزي ذلك النبيل الاخر، عرفت الوهاس ، عرفت احمد المساح... عرفت رجالا منهم من خرج من المعتقل ، ومنهم من جاء من عدن ، ومنهم من تخبأ عند المساح واكل على حسابه عند العزعزي ، جاءوا اليه هربا من بطش الأمن وعملاء اللجنة الخاصة الذين ليسوا برجال... فأن تبيع دمك فلست برجل ولا تنتمي للرجال...

كل خميس يأتي العريمان هكذا كان المساح يميزه عن الاخرين...

المساح المتمرد على القهر والجوع والفقر...على الظلم والتجبر...

ذات مساء وسيارة العتمي تلقط عباد الله من شارع علي عبد المغني وكنا أمام مطعم فلسطين ، لمح العريمان سيارة الاعتقالات، همس في اذني:

ايش رأيك اهِرٍب المساح؟

قلت:

لا... المساح لا يهرب

فوجئنا بالمساح يذهب الى سيارة علي العتمي ، مساء الخير ياعم علي ، انا بينهم؟

يقلب العتمي اوراقه:

المساح ..المساح ..المساح ، أيوة اطلع..

فيتعلق في الخلف.. ونعود وعريمان الى البيت ، يستقبلنا عبده العزعزي:

أين المساح؟

يرد عريمان:

في بيت خاله..

سنوات ونحن وشلة من اجمل خلق الله شبابا في بيوت المساح نشرب المجد من وجوه الرجال...

كان عريمان متفردا بهدوئه ، يدري ماذا يفعل ..من صاعقة الرجال الى مظلات المجد...

قاتلوا وامنوا صنعاء..

وقطعت حتى مرتباتهم...

هل قلت شيئا؟

كيف نكرم عريمان؟ كيف نكرم اولئك الشجعان الذين دافعوا عن صنعاء؟؟

هنا السؤال..

الى روحك يا عريمان الى روح محسن الرداعي..

سلام عليك... سلام عليه

سلام على المساح الذي لايزال قادرا على بكاء الرجال..

عبد الرحمن بجاش

10 فبراير2023

 

قراءة 1729 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة