قرات خبرا في صحفية الايام الصادرة من عدن مطلع هذا الاسبوع مفاده ان قيادات اصلاحية جنوبية تداعت وتتشاور حول الاوضاع بعد سقوط صنعاء بيد مسلحي الحوثي وهي الان تتدارس اتخاذ قرار بفك ارتباطها عن صنعاء واعلان تجمع الاصلاح الجنوبي والمطالبة بانفصال الجنوب.
يكشف هذا الخبر عن هشاشة هذه التنظيمات القائمة على العلاقات الشخصية وارتباط المصالح الغير مشروعة.. كما يدل على ان هذه الاحزاب ليس لها اي ارتباطات وطنية ولا تمتلك اي مشروع وطني جامع لا يتهاوى امام حركة التاريخ ويصمد في مواجهة اقسى الظروف.
كما يوضح الخبر صورة ما كانت تقوم به قوى النفوذ التي كونت هذه الاحزاب من استخدامها للمال السياسي في شراء الولاءات والاتباع فعندما رأت هذه القيادات صاحبت الخبر سابقا ان مراكز نفوذ الشمال تنهار شعرت انها ستفقد الكثير من المصالح.. وتدرك انها بدون هذه المراكز التي اعاقت التقدم في هذا الوطن لن تكون شيء في المعادلة السياسية.. فحتى بدائلها وخياراتها تأتي خارج السياقات الوطنية او وبعيد من ان تساعد في حلحلة الازمة بل تفاقمها.
هي الان تتجه لإرباك المشهد في الجنوب تحديدا الذي تجاوزها بمئات الخطوات وكانت هي من يمثل عائق حقيقي وفعال امام كل الحلول المطروحة لحل قضيته.. حاولت تشويه حراكه السلمي ونضال جماهيره، استخفت كثيرا في التعامل مع القضية الجنوبية حتى وصل بها الامر الى تبرير القتل التي كانت تمارسه اجهزة الامن بحق ناشطين الحراك.. وحاولت تمزيق لحمته الجماهيرية مصطفة مع السلطة والنافذين بشراء بعض قياداته.
واليوم تعود للواجهة للمطالبة بانفصال الجنوب تحت ذريعة الخوف من اجتياح الحوثي للجنوب.. في ممارسة تلغ قمة الغباء والانتهازية السياسية التي تمارس في وقت تتداعى فيه كل القوى السياسية للعمل الحثيث من عدم سقوط الوطن كله في يد مليشيات الموت القادمة من كهوف التاريخ المعززة بالكهنوتية الدينية المقيتة والمذهبية العفنة.
لهذا السبب نحن حتى الان لم نستطيع بناء وطن ويفقد الناس ثقتهم بالأدوات السياسية والعمل السياسي لان هذه الاحزاب لم تكن نشأتها وطنية ولم تبني سياجاتها على هذه الاسس نشأت رديفة لسلطة قمعية وغير وطنية ايضا استخدمت هذه الاحزاب أداة لظرب كل الاحزاب والتوجهات الوطنية في هذه البلاد وظلت معيقة لحضور الدولة كرافعة حقيقية اجتماعية واقتصادية وثقافية وسياسية في عملية التنمية والتقدم.
الخبر الوارد قد يقرأ اكثر من قراءة ربما تعمد الان قيادة الاصلاح للي ذراع الرئيس هادي مرة اخرى في الجنوب مثلما فعلت وتعاملت مع الشمال يبدوا انها لم تستفد من الدرس هناك وقد تتوهم انها تستطيع تحريك الشارع الجنوبي في هذا الاتجاه.. في كل الاحوال تعيش اليوم قيادة الاصلاح سواء في الجنوب او في الشمال حالة من الارباك والتخبط نتيجة لما حصل في صنعاء.. ما يتوجب عليها اليوم التعامل مع هذا الوضع في سياقاته الوطنية وان تستفيد من ما حصل والا تكون حكمت على نفسها بالفناء.
