واقعٌ محصور الخيارات

الثلاثاء, 18 تشرين2/نوفمبر 2014 17:56
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يتحدّث الدكتور ياسين فيشغل الناس، ويصمت فيشغل الناس أيضاً، وفي الحالتين - اختلفنا معه أم اتفقنا - يبقى على الجميع الإصغاء إليه ومنظوراته في الفكر والسياسة ومختلف مستجدات الواقع.

بالتأكيد إذا كان البعض يؤلّه ياسين؛ فإن البعض يشيطنوه، لكنه صوت ذاته الإنسانية والرؤيوية العميقة، وليس شرطاً أنه يتحدّث من موقع الصفات التي يحملها بالضرورة، فضلاً عن ذلك أرى أن ما أراد قوله في موضوعته الأخيرة «بقع البارود فوق جدارية الحلم» يتكثف في أهمية إعادة بناء تصوّرنا للسياسة وأدوات الصراع والعمل العام في هذه البلاد المكتظة بمشيئات مراكز القوى والنفوذ والهيمنات التاريخية المعقّدة والقاهرة.

***

الخصوم يتصارعون، القبيلة مشكلتنا الكبرى، فيما المذهب يفاقم من هذه المشكلة دائماً؛ ذلك أن المذهب أناني لا يفكّر ويريد امتيازاته فقط، وهو الذي يعمل على إرهاق أي مسعى إلى التغيير بمؤازرة القبيلة، هكذا يقول التاريخ.

أما الواقع فإنه يحتاج إلى تراكم لا أمنيات، كما أن التغيير يحتاج إلى واقعية لا غرق في التهاويم، والأنكى أن شروط التصوّر للحكم تفعلها أدوات القوة فقط شئنا أم أبينا.

كذلك التحدّيات يجب الاعتراف بها أولاً حتى نستطيع الانتصار عليها بالفعل، أما المناكفات فهي لا تجلب حلولاً، والنزعة التسطيحية التي تتهرّب من الإشكال الأساس لا يمكنها أن تقدّم أي برهان موضوعي للمستقبل.

وفي واقع محصور الخيارات كهذا تصبح حتى «العداوات كالصداقات تؤذي؛ فسواء من تصطفي أو تعادي».

قراءة 2029 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة