كعادته عندما يتحدث يتوقف الجميع عن الكلام ويجذبه بحديثه ودقة وعمق طرحه وبهدوء رغم كثافة الضجيج داخل القاعة وخارجها .. عقل وفكر الوطن اليمني الكبير المتجرد من الأحقاد والضغائن ، الصادق مع نفسه ومع الآخرين ،رصيده الوحيد هو حب الناس له على أمتداد اليمن

الدكتور ياسين سعيد نعمان تحدث بما فيه الكفاية وبشجاعة نادرة أمام جميع المندوبين لمؤتمر المجلس الحزبي الوطني الأول وعلى مدى ثلاثة أيام فتح المجال للحديث وبدون سقف إلى درجة أستخدامه الظريف في إدارة الجلسات مستشهدا بلكنة   أبناء محافظتي (حجه والحديده) بالقول (خلونا نتآلم منكم وأنتم تتآلمون منا) وهي في الأساس خلونا نتعالم منكم وأنتم تتعلمون  منا) .،

وبالمناسبة يأتي أنعقاد (كونفرنس) المجلس الحزبي الوطني الأول للحزب الإشتراكي في بلاد يعيش أوضاع أمنية  وسياسية غير مستقرة  ساهمت إلى حدا كبير في خنق الحياة السياسية ساعدت على انكماش نشاط المؤسسات السياسية والمدنية حيث شكل انعقاد المؤتمر الحزبي المصغر دافعا حيويا في تحريك المياه في أكثر مجرى متيبس عاشت البلاد لاسيما بعد أحداث 21 ديسمبر 2014م

ولعل أبرز مفردة ينبغي التركيز عليها وسط مفردات لعناوين كبيرة كما قال الدكتور ياسين ويتمسك به الحزب الإشتراكي اليمني يطالب بإستعادة العملية السياسية خارج إطار الحروب ، وكرر حديثه اليوم في نهاية أعمال جلسات المؤتمر فالمشترك بيننا  في هذا الوطن (الحفاظ على مشروع السلام ) بعيدا عن مسارات الحروب.

وفي سياقاته المعروفة حين يعقب  وبصورة غير مباشرة على البعض بحكم تراكماته المعرفية وظف أكثر من قراءة في التأريخ السياسي والأيدلوجي  بقوله (إن الكهنه لايعترفون بأي عمل  ولا منطق ولا حقيقة ولا يؤمنون بكلامك  إلأ إذا أستشرتهم  وإذا لم  تستشيرهم لا يعترفون بكلامك وكل شيء خطأ ) ؟! كانت هذه بعض عناوين  تناولها أثناء إدارته للجلسات ، ربما البعض من المندوبين وخاصة (الجيوب الانعزالية) التي ترى أن الأشتراكي وجد ليعبر عن مصالحها دون غيرها !! ، ويعتقدون نشاط بقية كوادره مجرد ملحقات في هذا الحزب الكبير بكبر حجم الوطن نأى بمشروعه الوطني الذي تحدث عنه الأمين العام  بعيدا عن الوثنية السياسية المتوقوعة في أدغال ذهنيات جامدة غير قابلة للتطور بتاتا.

وما ورد في كلمته  في الجلسة الأفتتاحية  كانت ومازالت وثيقة سياسية من مقررات وتوصيات  المؤتمر  بكل ابعادها ومضامينها السياسية والاقتصادية الوطنية الواسعة  التي تمثل أنتصار للمشروع الوطني الكبير وسقوط مشروع الكهنه!!

المختفيون  منهم او الظاهرين  في زوايا الحزب الإشتراكي الكبير الذي يحمل هم وطني أراد ان يكون حاضن لكل الناس المؤمنين بمشروعه السياسي عبر خارطة  أجتماعية واسعة ومتنوعة تجمع المناضلين الأوفياء متجاوزين (الصغار) فكرا وثقافة ومن ضاق أفقهم برفاقهم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا لبيقى الحزب الإشتراكي الحامل الوطني الأصيل في جميع المعادلات الوطنية خارج إطار الحروب.