لا سبيل إلى الإفادة من الصراع الدائر إلا بتحويله من صراع بصيغته الدينية الطائفية إلى صراع بين التقدم والتخلف والدولة واللادولة والوطنية اليمنية وما دون الوطنية, وحينئذ فقط نستطيع الرهان على كسب نتيجته.
أما تقدير البعض بأن تصارع القوى الدينية سيشغلها بنفسها ويفسح المجال للقوى المدنية والتحديثية للعمل الوطني فأمنية قاصرة, لأن هذا النوع من الصراعات يقوي القوى الدينية أكثر مما يضعفها.
وبدلاً عن ذلك يتجلى أثر الصراع الطائفي في تمزيق المزيج الاجتماعي وتدمير البناء الوطني, مثلما أنه يمثل نقطة جذب سحرية للأفراد والجماعات بما يقود إلى جرف القوة الثالثة التي تشكل ميداناً لنشاط التيار المدني.
ولنا عبرة في الهجرات الصارخة التي ابتدأت منذ بروز قوة الحوثيين المالية والعسكرية في أعقاب ثورة فبراير عام 2011. هي هجرات صارخة بما تنطوي عليه من فارق صارخ بين الاتجاهات التي انطلق منها المهاجرون السياسيون والاتجاهات التي استقروا فيها واقتنعوا بخدمتها.