مهر الكرامة

السبت, 15 آذار/مارس 2014 20:18
قيم الموضوع
(0 أصوات)

رسم ثلة من أنبل الشبان الذين أهدوا اليمن مهجهم قبل ثلاثة أعوام طريقاً واضحاً للكرامة عنوانه التضحية واللامساومة.

وأراد الدكتاتور أن تكون «جمعة الكرامة» يوماً لرفع حصار الحشود المضروب على عهده فانقلب إلى يوم فاصل أطاش صوابه وألقى بكرسيه خارج سنواته الثلاث والثلاثين.

هو مشهد مهيب لا يتكرر إلا بحساب القرون: مئات الشبان الذين أيقظوا روح الثورة يمرقون من شارع ضيق نحو جدار مرصود ثم يختار الله عشرات منهم ليواصلوا السفر إليه في رحلة خلود وثبت من ركام مذبحة مريعة هزت الشعور الإنساني وشقت النظام السابق إلى شقين على النقيض مثلما صدعت تاريخ اليمنيين المعاصر إلى نصفين، لن يشبه أحدهما الآخر. أو هكذا كنا نأمل!

في الثامن عشر من مارس قبل ثلاثة أعوام، رأى اليمنيون تجسيداً واقعياً لما كانوا يقرأونه في كتب الملاحم والحماسات عن مذبح الحرية فكانت «جمعة عظيمة» مُهرت بملحمة خارقة في التضحية، قهرت فيها الصدور العزلاء والأيدي العارية قوة النار والرصاص ووحشية القناصة وكلاء الدكتاتور المتوحش.

ويا للمصادفة! أسمي ذلك اليوم «جمعة الكرامة» قبل أن تتجلى أحداثه لأحد، فأتى كما شاء له المسمي مسبوغاً بكرامة كاملة ويوثق لحكاية فداء شبيهة بأساطير الفدائية القديمة.

في ذكرى جمعة الكرامة التي تحل بعد أيام، هذه تذكرة: لا تخونوا أيها القادمون إلى الحكم تضحية هؤلاء الفتيان الذين مدوا أجسادهم الغضة سقالة عبرتموها إلى السلطة.. لا تطيحوا أحلام الذين اعتلوا الجدار وعبروا، وإلا تحول عبق دمائهم إلى زنخ ولعنة مقيمين في صدوركم وتاريخكم إلى الأبد.

قراءة 1975 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة