قراءة في المشهد السياسي والاجتماعي الراهن في بلادنا اليمن

الجمعة, 03 تموز/يوليو 2015 00:11 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

مدخل
هناك عشرات الآلاف من المواطنين النازحين في الداخل، ويضاف إليهم آلاف النازحين في الخارج، ولا يبدو في الأفق أن ثمة انفراجاً قريباً.
معاناة المواطنين تتضاعف على كل الصعد. كما يبدو أن القوى السياسية المحسوبة على الحداثة، في وضع لايسمح لها بإخراج البلد من مأزقه الراهن ... الأمر الذي شجع الحوثيين على أن يستمروا سادرين في غيهم، وكأنهم لا عقول لهم ، فهم للأسف يدمرون كل شيء جميل في البلد اليوم وفي عدن تحديداً.

ما العمل إذن ؟
في المستقبل المنظور
التأكيد على أهمية وقف إطلاق النار فوراً بالتزامن مع انسحاب الحوثيين غير المشروط من كل المدن التي استولوا عليها، وتسليم السلاح وإنقاذ عدن مما حل ويحل بها من دمار شامل.  
عدن ... الرمز، الحضارة، التاريخ، اليوم في أسوأ حالاتها، وكذا العديد من المدن اليمنية في لحج وأبين وتعز ... وحتى صنعاء ، يجب انقاذ عدن فوراً ويجب انقاذ كل المدن اليمنية الأخرى، والتي هي اليوم تحت الحصار في ابين ولحج وتعز
وعلى المدى الطويل
ثمة حاجة وطنية موضوعية لإعادة صياغة الحركة الوطنية وتفعيلها لتصبح قادرة على الفعل على الأرض ولإخراج البلد من وضعه المأساوي الراهن، كخطوة أولى نحو الشروع في بناء دولة يمنية مدنية حديثة.  

الدعوة إلى إعادة صياغة الحركة الوطنية لا تعني تجاهل القوى السياسية في البلد، ولكن، حقيقة لم يعد في الإمكان الرهان عليها في إخراج البلد من محنتها وإنقاذه لأنها فقدت قدرتها على الفعل، ثمة حاجة وطنية، فعلاً، لإعادة صياغة الحركة الوطنية بأفق وطني، وانطلاقاً من التأكيد على الهوية اليمنية كطابع مميز لهذه الحركة الوطنية المطلوب إعادة صياغتها ، وان إعادة صياغة الحركة الوطنية تشترط اعتماد ثقافة الحوار ، كي تنمو وتتطور هذه الحركة وتصبح قادرة على الفعل ، وغياب الحوار داخل أحزاب قوى الحداثة وفي مقدمتها الحزب الاشتراكي حول التباينات التي يمكن أن تكون طبيعية داخل أي حزب إلى خصومة قاتلة والى كوارث مدمرة، وأشير هنا ، على وجه الخصوص إلى تجربة الحزب الاشتراكي اليمني ، الذي صنع تجربة عظيمة في الجزء الجنوبي من الوطن وبسبب غياب الحوار داخل صفوفه تحولت التباينات التي يمكن النظر إليها بأنها طبيعية إلى خصومة قاتلة ومدمرة تجسدت في كل الكوارث التي عصفت بالتجربة الرائدة في الجزء الجنوبي من الوطن لذلك فإنني أدعو إلى إعادة صياغة الحركة الوطنية اليمنية.

 أخلص مما تقدم ، إلى ان قوى الحداثة في بلادنا فقدت تقريباً ، بالكامل ، أي فعل مؤثر على الأرض ، فسمحت بذلك للحوثيين أن يبسطوا كامل نفوذهم على الأرض وأصبحوا أصحاب السلطة الفعلية ولكنها سلطة مدمرة والقوة السياسية الوحيدة في مواجهة الحوثيين على الأرض تتمثل في حزب التجمع اليمني للإصلاح والفريقان التجمع اليمني للإصلاح والحوثيين لا يمتلكان مشروع بناء دولة مدنية.  
في ضوء هذا الوضع المأساوي لبلادنا، أدعو إلى تبني حل واقعي يسمح بإخراج الوطن من وضعه الراهن وذلك بتبني قيام دولة اتحادية من إقليمين، باعتباره الحل الأمثل للقضية اليمنية ككل وللقضية الجنوبية على وجه الخصوص.  
وأرى ان تستمر هذه الدولة الاتحادية من إقليمين والتي أدعو إليها فترة تمتد من خمس إلى سبع سنوات وفي نهايتها يجري استفتاء في الجنوب يقرر فيه أهلنا مصيرهم ويتمحور الاستفتاء حول الأخذ بأحد خيارين
1- 
خيار الاستمرار في إطار هذه الدولة الاتحادية من إقليمين لتكون لاحقاً من عدة أقاليم ربما خمسة أقاليم أو ربما سبعة حسب الحاجة الموضوعية للبد وخصائص المناطق اليمنية المكونة للدولة وهذا الخيار هو الذي أتبناه وأدعو إليه.  
2- 
خيار الانفصال : الانفصال خيار سياسي مشروع ولا يجوز النظر إليه عملاً آثماً لكن خيار الانفصال خيار مدمر لليمن ككل وللجنوب تحديداً وثمة احتمال قوي أن تنتعش في ظله دعوات مناطقية انعزالية.

قراءة 3188 مرات آخر تعديل على الجمعة, 03 تموز/يوليو 2015 01:18

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة