عن انتهازية السياسي وصعود الثورة المضادة

الخميس, 17 أيلول/سبتمبر 2015 20:34 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

احدى كبرى الإشكاليات التي رافقت ثورة فبراير انها ترسمت في الساحات ولم تجد اليات الانتقال الي داخل البنى والتنظيمات السياسية وما يزال هذا الانتقال مطلوب ومل ح لكسر جمود الاحزاب وتحريرها من نمطها المهادن والإصلاحي واحيانا الانتهازي  في التعاطي مع قضايا مصيرية ينبغي التعامل معها بفكر الثوري والسياسي المبدئي لا بفكر المهادن وانتهازية السياسي .تلك المهادنة والانتهازية التي سمحت لقوى الثورة المضادة للتسلل عبر شقوقها وسقوفها المنخفضة التي لم تراهن ولو مرة واحدة على الجماهير وضلت موهومة بحلم العودة الي السلطة عبر نسج التحالفات الفوقية واختصار حسابات الزمن بعيدا عن قضايا الشعب ولم تكتفي بذلك بل ذهبت لممارسة عملية تضليله كبيرة وتاريخية لجماهيرها وتسويق وهم الحوار وشرعية التوافق مع قوى الثورة المضادة التي قسرتها على الجلوس معها على طاولة الحوار وتحت تهديد السلاح.

2

دماء يمنية ساخنة وكريمة تنزف بغزارة وجروح غائرة تفتك بنسيج المجتمع وحبر كثير يريقه الكتبة في تناول يومي ليوميات الحرب ونتائجها يغفل الكثير منهم عمدا ومن غير عمد تناول الاسباب المباشرة التي قادتنا الي جحيم الحرب الاهلية ليبدو الحديث عن النتائج دون اسبابها حديثا طائشا يتوسل المساوة بين الضحية والجلاد بين المعتدي والمعتدى عليه بين من اختار هذا الدرب الدموي ومن اجبر على الخوض فيه حيث المقاومة وقد صارت جداره وملاذه  الاخير. وبالعودة قليلا للبحث في اسباب ما يحدث اليوم من نتائج كارثية وتحديدا قبل عام من الان  في  ايلول سبتمبر الماضي كانت مليشيا الحوثي وصالح ومعها الكثير من جماهير الشعب المخدوعة بوهم الجرعة وتحت ضغط الفقر يحيطون بالعاصمة مدججين بالسلاح في حين يسيرون المسيرات المسلحة داخل شوارع صنعاء بينما زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي يهدد في خطاباته المتلفزة والمتكررة  من محاولة قمع محتجيه اللذين وصفهم بالسلميين في حين كان يدفعهم للاعتداء على قوات الامن بحثا عن مظلومية تمهد له الطريق الي اجتياح صنعاء استعددا لوثوب ثورته المضادة بشراكة صالح شريكه الاول فيها على كل اليمن .تحالف ايلول الاسود  ذو الرأسين الصالحي والحوثي خاضا ثورتهما المضادة بافق رجعي صرف حيث ارادها صالح عودة الي ماقبل الثورة الشعبية في عام 2011 واردها الحوثي عودة الي ما قبل ثورة سبتمبر 1962م .عاما كامل شهد صعود الفاشية التي تتساقط اليوم تحت معاول المقاومة الشعبية وحلفاء صالح انفسهم اللذين القوا له بطوق النجاة في العام ٢٠١١م عام الثورة الشعبية .وفي عامهم الذي مر سجل التاريخ اسوأ فصل فاشي عاشته اليمن  منذ سنوات طويله قتل وتنكيل وسحل ومصادرات طالت كل قرية وبيت وآفاق الكثيريين من انطلت عليهم خطابات الجرعة  التي جيشت مشاعرهم التواقة الي حياة كريمة، على بؤس  واقعهم المنحدر اكثر في الفقر وفي المهانة نتيجة لفشل تحالف ايلول الاسود الذريع في ادارة الدولة وتوفير الحد الادنى من شروط حضورها القائم على الارهاب وليس على ما تقدمه من خدمات حيث لاكهرباء ولاماء ولاديزل ولابترول المتوفرة طبعا في اسواقها السوداء التابعة لجنرالتها ورجالتها الخلص اللذين يقتاتون من دم وعرق هذا الشعب المكافح بحثا عن فرصة آخرى للحياة بعيدا عن اوهام السلالة ومركز القداسة.

قراءة 2000 مرات
المزيد في هذه الفئة : « سنحيا أوهام القوة »

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة