الثورة بين سندان السلمية ومطرقة العنف

الأحد, 13 كانون1/ديسمبر 2015 18:45 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

يعتقد البعض ان الثورة هي العنف الثوري وحده. ويربطون ذلك بقراّة سطحية و عابرة للفكر الماركسي خصوصا في مرحلته الستالينية و الجدانوفية الاكثر بؤسا ودموية .

لم يخترع كارل ماركس الصراع الطبقي.بل ايضا لم يكن مكتشفه، فقد سبقه مفكرون عديدون.

والصراع الطبقي كما فهمه ماركس وانجلز ولينين  بين المستغلين بالكسر والمستغلين بالفتح هو صراع:اقتصادي وسياسي  و ايديوولوجي و الاقتصادي رئيس ،و ليس وحيدا. وتقوم فلسفة هذا الصراع على الترقي من الادنى الى الاعلى . وتمر بمراحل طويلة عديدة و معقدة و تتضمن مايسميه لينين (خطوة الى الامام وخطوتان الى الوراء). وهو صراع اجتماعي ايديولوجي وثقافي وسياسي بامتياز و لحظة العنف غالبا لا يصنعها المستغلون بالفتح و انما يصنعها دائما وابدا المستغلون بالكسر فالعنف اداة القهر  الطبقية التي لا يستطيع المستغلون بالكسرالحكم او الاستنقاع فيه  بدون ادة القهر "القوة"!

قرأ ماركس وانجلز المراحل الخمس للتطور البشري وفق "المركزية الاوروبية. و حاول المفكران تدارك وضع المسالة الشرقية. وتبادلا الاراء و الرسائل مع نفسيهما .ومع لاسال . ولكنهما لم يتمكنا من وضع او مراجعة مركزية المراحل الخمس بصورة شاملة. وهناك اجتهادات لمفكرين تراجع عالمية هذه المراحل الموجودة في الفكر الاوروبي. وللطبقات خصائص و سمات في الشرق تختلف عنها في الغرب. فالحدود الطبقية هنا تتسم بالميوعة و التداخل. اضافة الى ضعف القطيعة في المراحل. ثم ان العنف الثوري عند ماركس مرتبط بالوضع الاقتصادي الاجتماعي السياسي. وما يسميه الوعي بالذات للقوى المنتجة: و وجود امتين مختلفتين  لا يجمع بينهما شي. ومن هنا خلافه مع باكونين الفوضي المهوس بالعنف. وفصله من الحزب.

راعني ما كتبه الدكتور معن دماج حول الربيع العربي معتبرا ما كتب من قبل "الطاحونة الاعلامية . وبعض الاكاديميين بأنه مجرد ثرثرة.

والكلام له (شهدت الثورات العربية كثيرا من الاوهام و الاساطير. لعل أهمها الثرثرة الطويلة حول المدنية و السلمية الخ .

يمكن لبعض الكتابات ان تكون ثرثرة. و تلكم طبيعة الحياة . وطبيعة صراعاتها أيضا .لكنه يتهم ناشطي المجتمع المدني واكاديميين بالضلوع في هذه الثرثرة. بل يذهب الى الاتهام بأن الثرثرة لا تعكس موقفا قيميا او اخلاقيا بقدر ما تحاول التعمية على طبيعة الحراك الاجتماعي . واحيانا الجهل التام هكذا ؟!

فهل يعتبر الدكتور القول بمدنية الثورة وسلميتها ثرثرة. و افتئات على الحقيقة و الواقع. اما لسوء نية أو جهل ؟ اذن ما الذي حدث يا دكتور في تونس يوم 18 ديسمبر 2010 الى 14 يناير 2011

و انفجار او سطوع شمس الربيع في مصر25 يناير

سوريا في 15 مارس 2011 و لمدة ستة اشهر سلمية

ليبيا 17 فبراير 2011 .

وانبلاج الفجر الربيعي في تعز وصنعاء. ثم بقية المدن اليمنية كلها اقصد كلها وان سبقت  مدينة عدن ومناطق الجنوب منذ العام 2007 وكانت حضرموت هي السّباقة. وتوالى بزوغ فجر الربيع في لبيا و السودان وسوريا و البحرين . اي ان الثورة .وفي زمن جد متقارب قد غمرت الارض العربية من أقصى المغرب الى اقصى الشرق. و مابينهما قد يكون ما كتب ثرثرة. و لكن الثورة بكل المفاهيم و الدلالات قد انبجست انهارها.و يقينا فأن الجوانب الاروع و الاهم فيها كلها هي السلمية و العفوية والتلقائية و المدنية أيضا و تشاركت فيها الوان الطيف المجتمعي و الفكري والسياسي .

اما باعتبارها النقيض التّام للعنف فهو أروع ما فيها. و يا دكتور أن العنف منذ فجر التاريخ ليس سلاح المضطهدين بالفتح. وانما سلاح تمتلكه وتحتكره و تصل به الى الحكم . ثم تجعله (حقيقة الله العظمى)(و من المهد الى اللحد) فمنذ ثورة سبارتاكوس-130 ق.م، و حتى قتل قابيل اخاه هابيل حسب العهد القديم و حتى ثورة الربيع العربي ظل العنف و الارهاب و الحرب سلاح الطغاة و الحكام الفسدة.

وعبر ثورات العصور كلها كانت حروب المضطهدين و المستغلين بالفتح الرد الاخير و النهائي. بعد استنزاف كل وسائل المطالب الحقوقية و النضالات السلمية و المطلبية. وتجربة الجهاد في القران الكريم دالة (اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير" الآية الحج 39"

ويضيف الدكتور (وانها أمر ينم عن وحدة المجتمع لا بلوغ الانقسام الاجتماعي ذروته. فضلا عن اشكال الانقسام القبل وطني وسواه.) وهو كلام ليس بدقيق . فعندما ينقسم المجتمع _اي مجتمع_ ويصل الى ذروته حسب الفكر الماركسي خصوصا في البيان الشيوعي و عند لينين (في الدولة و الثورة) فان المجتمع يتوزع على قوتين رئيسيتين. و لا مجال لتكوينات ما قبل الوطنية.

نعرف جيدا أن انقسامات المجتمع العربي و اليمني بخاصة ليس مجتمع منتصف القرن الثامن عشر الذي تحدث عنه ماركس وانجلز في لندن و باريس و المانيا . و لا هو المجتمع الاوروبي في نهايات القرن التاسع عشر الذي تحدث عنه لينين و بليخانوف و تروتسكى و روزا لكسومبرج في اوروبا و روسيا. نحن نتحدث عن مجتمع مدني نسبة الى المدينة والى ريف  و مجتمع اهلي يتداخل و يتمازج مع المجتمع المدني حدا يجعل الريف القبلي يدع السلاح . ويلتحق بالاحتجاجات السلمية في المدن . وهو ما شهدته أرياف المدن اليمنية جلها.

يرى أن العكس تماما ان تاريخ الثورات الكبرى و الصغرى هو تاريخ تفجر لصراع و الانقسام. وان كل الثورات الكبرى كانت على تماس بالحروب الاهلية. و يدلل بالثورات الفرنسية و الروسية و الصينية و نعرف كما يعرف الدكتور ان تبدلات هائلة و عميقة منذ تلك الثورات العظيمة قد حصلت . وتخلقت قوى مجتمعية مختلفة. و لكن الامر الاهم أن النضالات الاجتماعية و السياسية و الادبية و الثقافية كانت المداميك الاساسية لهذه الثورات الكبرى. و كانت النضالات المطلبية و الحقوقية و الخلاص من سيطرة اللاهوت بمعنييه  الديني والسياسي هو الاساس. ثم ان الحروب الوطنية و الاستعمارية كانت حاضرة اكثر من الاهلية . فما بين الاعوام 1799-1789 تمخضت عن اثار سياسية و اجتماعية هامة. منها الغاء الاقطاع والملكية الاستبدادية و اعلان حقوق الانسان . وكان سقوط الباستيل بزحف جماهيري_. وكانت الاحتجاجات الشعبية ثم ان الانقسامات في صفوف الثوار و موجة التطرف التي شهدته فرنسا امر اخر.

و لا يعني ثورة الربيع العربي في شيء فلا الزمان هو الزمان و لا المكان هو المكان و هل كان على ثوار تونس "المحتجين السلميين. او الملايين المصرية ان تحذو حذو الاحزاب السياسية

المتصارعة في فرنسا آنذاك: الجيرونديون و اليعاقبه وانصار الجمهورية وانصار الملك والبونابرتيون. ودعاة الاشتراكية المثالية التي اصبحت رافد اساسيا من روافد الفكر الاشتراكي العلمي "الماركسية".

كانت  الثورة ثمرة ناضجة لإبداع المفكرين والفلاسفة والمشرعين امثال مونتسكيو صاحب روح القوانين. وجان جاك روسو "العقد الاجتماعي" وديدروا. كانت الحرب الاهلية شديدة الضراوة متزامنة مع الاحتجاجات المدنية. زحفت ربات البيوت الى قصر فرساي مطالبين بالخبز مرغمين الملك و الملكة على مغادرة القصر الى باريس.

ان جل الثورات الكبرى و الصغرى تبدأ مطلبية وحقوقية سلمية و مدنية ايضا و لكن الطغاة هم من يفرض العنف و الحرب.

الثورة الروسية ثورة مارس 1917 والتي كانت مقدمة للثورة الاشتراكية ثورة اكتوبر التي قادها الحزب الشيوعي السوفيتي بزعامة  لينين .فقد بدأت بإضرابات و مظاهرات في شوارع بتروغراد للاحتجاج و طلبا للخبز و رفض الجنود اطلاق الرصاص  على المتظاهرين ثم انضموا للثورة . و لم تتحول الثورة الى الحرب الاهلية الا بعد تدخل بريطانيا و فرنسا و امريكا .فالحرب الاهلية ليست من  فجر الثورة .وانما الاحتجاجات و الاضرابات و المظاهرات.  

اما بالنسبة للصين .فهناك عدة حروب منها حروب الافيون .و التدخل الياباني و مقاومته و الحرب الاهلية بين الشيوعيين وكايتشيك و لكن انتصار الثورة  الحقيقي تجلى في مسيرة الالف ميل التي بدأها الزعيم ماوتسيتنج  وشملت الصين كلها تقريبا.

و كما اشار الدكتور هناك عنف ثوري في تجارب الامم و الشعوب . و لكن الحرب و العنف هو الاستثناء و ليس القاعدة او الشرط الشارط . فالهند مثلا حصلت على استقلالها و ثورتها الكبرى بالنضال السلبي و ليس السلمي. اي عدم المقاومة. وتجارب الاستقلال في القارة الافريقية جلها نضال نقابي و فلاحي سلمي. و حتى الثورة الكوبية. وهي عنوان مهم من عناوين الكفاح  المسلح بقيادة فيدل كاسترو فقد سبقت هذا الكفاح و مهدت له نضالات الشيوعيين الكوبيين منذ العام 1925. فقد شهدت العقود الثلاثة و النصف اضرابات و مظاهرات غطت جل المؤسسات الاقتصادية والخدمية.

بل انه كما يرى جاك و وديس في كتابه "نظريات حديثة حول الثورة ." فالثورة المسلحة ذروة مائة عام من النضال السلمي. وكانت الحركة الاضرابية لعمال السكر الكوبيين مع نضال العمال و الطلاب في المدن هي التي تكللت بالإضراب العام الكبير الثاني  في اغسطس 1933 مما ادى في النهاية الى الاطاحة بدكتاتورية ماكادو.

و رغم ان المناضل الثوري تشي جيفارا يطرح ان ليس على المناضل  انتضار نضج الظروف الا أن الحقيقة ان مناضلي حركة 26 يوليو قد اجتاحوا هافانا دون طلقة رصاصة واحدة نظريات حديثة حول الثورة في ص 191.

كثيرا ما شدد لينين في كتابه مرض اليسار الطفولي لنصح الحركات الثورية في البلدان المجاورة في جورجيا وارمينيا  وداغستان بعدم تقليد التكتيكات الثورية للثورة الروسية.

وفضح ودان الهوس بالعنف. وركوب موجات المغامرات الثورية للبرجوازية الصغيرة.

يتناول الطبيب الجزائري ذو الاصل الفرنسي فرانز فانون  قصة كفاح افريقيا السوداء في كتابة معذبو الارض فيذكر ان النظام الاستعماري قام على العنف. فيذكر ان النظام الاستعماري قام على العنف. وان العلاقة بين الافريقي و المستوطن فيها قامت منذ  البداية الاولى على حشد كبير من الحراب و البنادق و يدعو الافريقي الى ممارسة عنفه الخاص . و يرى ناقد نظريات فانون جاك وديس "أن حصر الرؤية في العنف يعني تبني وجهة نظر ضيقة، و بالغة الخطورة سياسيا. فالعنف الذي مارسته الجيوش و الشرطة لم يكن عنفا من اجل العنف بل كان عنفا من أجل اهداف اقتصادية و سياسية. لقد كان النظام الاستعماري نظام حكم سلطة اجنبية، نظام حكم امبريالي تسانده القوات  و الشرطة و القوانين و السجون و اللوائح الامبريالية التي تستهدف جميعا ضمان السلطة المطلقة للاحتكارات الامبريالية الكبيرة فالكفاح المسلح على اهميته حين يصبح ضرورة ليس سوى مرحلة  للحركة الثورية التي هي في المقام الاول سياسة اساسا.

والتشديد مني.

يضيف جاك و حين يهمل المرء العمل السياسي و الا يديولوجي لكي يركز بشكل خاص على العنف العسكري فان عليه ان يتوقع خيبة العمل ...

يرى "ان الكفاح المسلح هام للغاية .لكن الامر الاكثر أهمية هو أن يتوفر لدينا فهم لظروف شعبنا.

أن شعبنا يؤيد الكفاح المسلح. و ينبغي ان نجعله يثق في أن اولئك الذين يحملون السلاح في ايديهم هم ابناء الشعب .وان السلاح ليس أسمى من أداة العمل. فاذا حمل شخص بندقية و الاخر اداة فان اهم الشخصين هو ذلك الذي يحمل الاداة.

ليصل الى النتيجة التالية لم يكن العمل المسلح سمة للنضال المعادي للاستعمار الا في اقلية من المستعمرات الافريقية _المرجع السابق ص26

وفي حين يشدد على نضال الفلاحين في عموم القارة السوداء يشير الى الاضرابات و المظاهرات في خمسينات القرن الماضي في نيجيريا وايصالها الزعيم نكروما الى الحكم عبر الفوز في انتخابات 1951 وهو ما ادى الى الاستقلال عام 1957 . وينسب الى العمال والنقابات العمالية والاضرابات تحقيق الاستقلال في غينيا عام 1958 فبعد اضراب الستة والستين يوما اصبح سكتوري هو الزعيم المعترف به.

     ويدرس بتتبع نضال العمال والفلاحين في معظم البلدان الافريقية في مالي . والنيجر و الكاميرون وسيراليون وادت الاضرابات في فيرتاون الى صدامات توجت بالاستقلال 1956. وفي جامبيا اصبح اتحاد العمال اداة رئيسية في النضال من اجل الاستقلال وفي داهومي لعب العمال ونقاباتهم الدور الاهم في النضال من اجل الاستقلال . كما هو الحال في مدغشقر. ويأتي على دراسة النضال النقابي و السلمي  في بلدان شرق افريقيا : في اوغندا وتنزانيا وكينيا و نيروبي.

اما في السودان وتونس والمغرب فان النضال السياسي والنقابي العمالي والفلاحي لتحقيق الاهداف السياسية . وفي مقدمتها الاستقلال هو الاساس ففي تونس لعب الاتحاد العام التونسي للشغل ، والاتحاد الاشتراكي الدور الابرز في الاستقلال  . وشارك ستة من الاتحاد في الوزارة بعد تحقيق الاستقلال عام 1956 والمحزن انه في اغلب البلدان الافريقية التي حققت الاستقلال كانت القيادات " الوطنية " والزعامات الجديدة اكثر حرصا على التعاون مع " الامبريالية " والاستعمار . وانغمسوا في الفساد. وقمع شعوبهم . ومصادرة الحريات العامة والديمقراطية.

     وحتى البلدان التي انخرطت قياداتها في الكفاح المسلح . و انتزعت الاستقلال كحركات تحرير وطني . وحرب تحرير وطنية كما في الجزائر ، وكينيا والكاميرون ثم الكونغو وكنشاسا وغينيا بيساو وانجولا وموزنبيق ونامبيا وزمبابوي وقد وقعت هي الاخرى في الفخاخ الاستعمارية.

     الامر لا يتعلق بالدولة المستقلة. وانما يشمل تلك التي شهدت حروب تحرير وطنية استمرت عدة سنوات كالجزائر مثلا. الامر الاهم اهمية المزاوجة بين النضال السلمي والمدني الديمقراطي الذي يزدريه الدكتور معن . وانه ليستحيل انتصار كفاح مسلح او حرب تحرير شعبية بدون توفير المقدمات الاساسية و الضرورية من النضال المدني السلمي . القانونيٍ والاقتصادي والسياسي والابداعي ايضا . ففي تجربة الثورة اليمنية سبتمبر 62، واكتوبر 63 يستطيع الادباء والشعراء والفانون ان يدعو ان دورهم لا يقل أهمية واثرا وتأثيرا من حامل الكلاشنكوف او التشيكي او حتى المدفع او الدبابة. ثم ان المزاوجة بين هذه الاشكال الكفاحية من الادنى الى الاعلى هو الشرط الشارط لنجاح حروب التحرير وتحقيق الاستقلال وحتى الاطاحة بالطغيان , و الدكتاتورية والشمولية . تاريخ الحروب عبر التاريخ كله حروب يفرضها الطغاة والمحتلون والاستعماريون والديانات السماوية وحقائق الحياة والتاريخ تؤكد ذلك فالامبراطوريات كلها حروب مدمرة والانظمة كلها عبر المراحل التاريخية. العبودية والاقطاع والرأس ماليه. مداميكها الاساس الحرب والعنف والاستغلال والنهب. الحروب الصليبية والحروب الاستعمارية والحربان  العالميتان وحروب التدخل الاجنبي وقمع ثورات الشعوب حتى السلمية منها . كلها حروب تبدأ من اعلى. هناك تجارب مهمه في تاريخ ثورات الشعوب فغالبيتها  او هكذا تبدأ الا ان القوى الرجعية و الاستعمارية تفرض عليها القوى الرجعية والاستعمارية الا ان القوى الرجعية و الاستعمارية تفرض عليها او تجرها الى العنف ميدان تفوقها الوحيد.

قراءة 2909 مرات آخر تعديل على الأحد, 13 كانون1/ديسمبر 2015 19:31

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة