في الفتوى واستبداد السلطة

الثلاثاء, 26 كانون2/يناير 2016 18:45 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

اشتغل الحوثيون كثيرا وقبلهم صالح وإعلامه على فتوى التكفير التي اطلقها الديلمي ضد قيادة الحزب الاشتراكي وكوادره في حرب صيف 94م المشئومة ضد الحزب والجنوب بالنسبة لصالح روج لها انذاك لخدمة معركته واليوم وفي ملهاة تاريخية يعاد سيناريو التكفير بفتوى جديدة ضد الرئيس هادي ومعاونيه هذه المرة بعمامة زيدية وعلى لسان العلامة محمد بن محمد المطاع في تحريض طائفي ومناطقي وفي مناخات تخدم ما تحمله الطائفة من مشروع للمجتمع،و يكشف وجه تحالف ايلول الاسود  مسقطا كل اكاذيب تحالف الحرب  في الصاق تهم التكفير والتدعيش بخصومه فقد بات من الواضح ان التطرف والمنبع  واحد وجاهز دائما في خدمة السلطان.

وحقيقة التوظيف التاريخي للدين وللفتوى الدينية مستمر  وماتزال مكائنه تعمل في ترويض وتنويم الشعوب وجرهم اقنانا وعبيد الي  بلاط السلطان الذي لم يجد سلاحا امضى من الفتوى للفتك  بالخصوم السياسيين وزجهم في خانة الكفر والالحاد كمقدمة لتصفيتهم جسديا حدث ذلك في التاريخ الاسلامي قديما وحديثا وفي اليمن ارتبطت الفتوى بالحاكم  طوال فترة حكم الائمة للبلد واستمرت حتى التاريخ الحديث الذي شهد استخدام النظام في الشمال لها ضد خصومه في الجنوب والجبهة الوطنية في الشمال حيث راجت الفتوى وتفننت الالة الاعلامية والامنية في اطلاق الشائعات وترويج المقولات والصاقها بالاشتراكيين وتصفيتهم بناء عليها.

ولعلي اتذكر تجربة عشتها شخصيا في مدرسة الشعب شبان بريف جبلة محافظة إب  مع بدايات الوحدة  حيث تعرض طالب   اعدادي للفصل  نهائيا من المدرسة بتهمة ترويج الالحاد وافكار ماركس  الشيوعية الهادمة وخيره مجتمعه المحلي واسرته بين السجن والمحاكمة بتهمة الردة او الاستتابة فرضخ للاخيرة وظل لوقت طويل من الزمن ولا ادري الان ظل في نظر المجتمع كافر حتى بعد اعلانه التوبة عن ماكتبه على سبورة الفصل ( لا اله والحياة مادة ) .

بعدها باشهر شن صالح وحلفائه  حربهم على الحزب الاشتراكي والجنوب في صيف 94م المشئوم محشدين ومحرضين المجتمع على قتال الشيوعيين والكفرة وبفتوى اطلقها الديلمي مصبغين القدسية على كل ما قاموا به من قتل وتنكيل ونهب للمواطنين في لحظة منفلتة من العقل والمنطق تسيدتها الفتوى وتآبدت كلحظة ذهبية في حكم صالح هذه اللحظة التي ماتزال ذهبية بالنسبة لصالح ويعمل اليوم بكامل طاقته على اعادة انتاجها في المستقبل وتأبيد المجتمع عند تلك اللحظة المجنونة من عمر البلد. ضحايا ورقة التكفير كثر من رجالات الحركة الوطنية اخرهم الامين العام للحزب الاشتراكي الشهيد جار الله عمر، ففي الفترة من 90 الي 94م  شهدت  الساحة المحلية نشاطا محموما في بث الدعايات والاخبار المفبركة التي تقدح في منتسبي الحزب الاشتراكي وتتهمهم بالالحاد والكفر بالتزامن مع حملة تصفيات واعدامات غير مسبوقة بحق قيادات وكوادر الحزب برعاية مباشرة من رأس نظام صنعاء وقد اثبت سلاح الفتوى فعالية عالية في الفتك بالخصوم وتقديمهم كاعداء للمجتمع ولتقاليده الدينية وجعلهم في مرمى الاستهداف المباشر والتصفية الجسدية .

ومع فتوى المطاع الاخيرة تتكشف ورقة قديمة بين اوراق وملفات صالح الكثيرة التي ادار بها السلطة ماتزال بنظره قادرة على لعب دور ما في معركته مع هادي والتي يخوضها اليوم بذهنية ماضوية فيما اعتقدها لحظته الذهبية انذاك في 94م مستخدما حليفه الديني الجديد الحوثي كرأس حربه ليطلق بها فتواه الارهابية بتكفير الخصوم يأتي ذلك بالتزامن مع الشروع في محاكمة هادي ومعاونيه في استلهام فاضح ومحاكاة هزلية لمحاكمة الرئيس البيض وقادة الحزب الاشتراكي في 94م دون التنبه لافخاخ ومصائد التاريخ الكثيرة الذي يعج بمطب ثورة فبراير الشعبية وشرعية الرئيس هادي وبوقوع البلد تحت طائلة البند الاممي السابع  والاهم تخلق المقاومة الشعبية .

ولعلنا اليوم ندرك اكثر من اي وقت مضى ان ارهاب الناس والمجتمع بسلاح الفتوى وبان الجماعات الدينية   نسخة مكرورة وطبق الاصل من بعضها  وانها لا تعدو عن كونها عين المستبد التي ترى ويده التي تبطش.

قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

https://telegram.me/aleshterakiNet

قراءة 48 مرات

 
 
 
قراءة 2128 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة