أولويات الدولة والمجتمع

الإثنين, 15 شباط/فبراير 2016 20:32 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لا يمكن تحرير الناس من استبداد الشيخ "زعطان" باستبداد السيد "فلتان" او العكس .. "المسيدة والمشيخة " عدوتان لدودتان لحرية الناس، وان اصطدمتا ببعضهما ..التجهيل والكهنوت والقوة والعنصرية أدواتهم المشتركة لإخضاع الناس وتجيير الدولة . اما "الفندمة" فلها تاريخ طويل في تدعيم مصالحها وفسادها بتدعيم مصالحهما الاستغلالية المشتركة بالمقابل ، ما خلق مساراً لاوطنياً هو الأكثر بؤساً في التأريخ اليمني المعاصر منذ ما بعد سبتمبر 62 .

فالفنادم الذين حظوا بامتيازات لامشروعة كقوة جديدة تنافس للاستحواذ على السلطة واحتكارها ، يكشف التاريخ انهم لم يحموا الشرعية الدستورية والقانونية، وبالتالي لم يكن الجيش ملك الشعب في معظم المراحل ، وانما استمرت تتناهشه مراكز النفوذ التاريخية ، حتى كانوا تارة مع استبداد الحاكم العسكري وتارة مع المشيخة والمسيدة كجناحين له ، وهكذا اكتملت اضلاع مثلث عوائق بناء الدولة الأكثر احباطاً للمجتمع .

ثم ان حيازة هؤلاء للسلاح هي أداتهم العليا التي لن يتنازلوا عنها في السعي لتوظيف الغلبة لفرض عصبوية ومزاج اللادولة، بينما لا نتيجة تستحق الذكر سوى تغيير الشكل ليبقى المضمون واحداً .

ولئن قادت الظروف الى جيش وطني قوي-وأشك في ذلك على المدى القريب - كمؤسسة بلا انتهازية وبلا مصالح مشتركة مع مراكز القوى التقليدية ، فيمكن حينها ايقاف كل مصيبة تاريخية عند حدها ،واجراء معالجات لآثار التخلف والفقر وفق اسس مواطناتية تنموية ذات اجماع شعبي . اما إذا نجحت الدولة في بسط سلطة القانون العادل والنظام العام فقد انتفت بالتأكيد الحاجة لأي سلطة اخرى تمارس الاستفراد والاستحواذ باسم الدولة.

غير ان المسيدة والمشيخة لن تسمحا بذلك وستتفقان على جمودهما، وابقاء الجيش بلا مضامين وطنية إلى ان تتمكنا لاحقاً من استعادة الهيمنة بمجرد ما تحين الفرصة المناسبة ، أو على الاقل سيكون الجيش في ظل عدم وجود ارادة سياسية وطنية عليا تعمل على تصحيح وترشيد مساره وفق الأسس الدستورية الجامعة ، مجرد يد يبطش بها كل طرف على الآخر، كما على الدولة والمجتمع بالتالي .

والحال ان التعويل على زحزحة الأوضاع القديمة للمجتمع يتطلب صنع اوضاع جديدة-تنموية وتنويرية على وجه الخصوص- تحدث تغييرات اجتماعية وفكرية جديدة وفقاً للمصلحة الوطنية لا الفئوية ، وهذا يتطلب في المقام الاول تحرير الجيش وتحديث الدولة بضمان حقوق وواجبات المواطنة المتساوية ، اضافة الى المشاركة السياسية الديمقراطية في الثروة و القرار .

اما الآن فلايزال الطريق صعباً وشائكاً ، فبالرغم من كل التحولات التي حدثت على مدى عقود ، لم تؤدي الى مستجدات جوهرية في ترويكة السلوك التسلطي الذي ظل يرفض صوت العقل مراراً ، كما ان الحرب السيئىة التي مازالت قائمة قد خلفت دماراً هائلاً في الواقع وفي النفوس ، حتى صار المستقبل يحتاج الى عزيمة كبرى لاتقود الى تثبيت الفراغ والعنف والارهاب وانسداد الأفق واختلاط الحابل بالنابل ..عزيمة وطنية خالصة لمواجهة التحديات التي تفضي إلى انجاز اولويات الدولة والمجتمع، وإعادة تحقيق الاندماج الوطني ، عبر خطط مسئولة نابعة من خطاب سياسي وإعلامي وثقافي ناضج لمغادرة مناخات الطغيان و الحرب والتطرف على كل المستويات، الأمر الذي سيقود الى صنع التغيير الإنقاذي الفاعل للمجتمع وللدولة، وكذا تفعيل عملية الإنتقال السلمي للسلطة ، وفق أسس وطنية مشتركة جادة وغير انفعالية، تضمن التحولات الفارقة التي كافح وضحى الشعب اليمني طويلاً من أجلها ، بدلاً من كل هذه المقامرات والمغامرات القائمة لصوملة الدولة والمجتمع .

قناة الاشتراكي نت تليجرام_ قناة اخبارية
للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
https://telegram.me/aleshterakiNet

قراءة 1733 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة