حمود محمد المخلافي (الحبشي)

حمود محمد المخلافي (الحبشي)

السبت, 06 شباط/فبراير 2021 16:53

في وداع الرفيق يحي محمد قاسم (الرازقي)

 

رحل عن دنيانا يوم الإثنين 1 فبراير 2021 م رفيقاً مناضلا من أنبل من أنجبتهم الحركة الوطنية الديمقراطية...إنه الرفيق المناضل يحي محمد قاسم (الرازقي).. رحل بصمت بعد عمر طويل، مناضلا في صفوف الحركة الوطنية الديمقراطية مقدما شبابه وعمره وممتلكاته في سبيل إنتصار القضية التي وهب نفسه لتحقيقها

- الفقيد من مواليد عزلة الشحنة مديرية الرونة، عاش وتربي وسط أسرة فلاحية متوسطة وتعلم مثل كل اليمنيين في معلامة على يدي احد فقهاء القرية.

- ارتقى في حياته في وسط إجتماعي يقوم على التكافل والعلاقات الإجتماعية المتينة التي تميز فيها أبناء الشحنة، وتلقى اول درس في العمل الثوري من خلال اول إنتفاضة فلاحية عرفتها المنطقة بعد الثورة مباشرة أي العام 1963م في وجه سيادة العلاقات المشيخية- الإقطاعية التي كان يرزح تحت وطئتها أبناء الشحنة الذين رأوا في قيام ثورة 26 سبتمبر ككل اليمنيين أملا لهم في التحرر والإنعتاق من واقع الظلم والتخلف.

- تعرضت إنتفاضة أبناء الشحنة لقمع السلطة الجمهورية بسبب تداخل العلاقات المشيخية والإقطاعية وهيمنتها على أجهزة السلطة، تمثلت في قصف منازل الفلاحين وتشريدهم، واعتقال العديد منهم، والذين صدرت أحكام اعدام بحق بعضهم،  تحت مبرر كاذب، أن الإنتفاضة مدعومة من قبل الملكيين، ولم يتم إنقاذهم الا عبر مساندة الحركة الوطنية الديمقراطية وضغوطها على النظام الجمهوري عبر المظاهرات الطلابية والعمالية التي كانت تقودها حركة القوميين العرب بمشاركة الأطراف الأخرى إثر كل إخراج للمحكومين لتنفيذ أحكام الإعدام الظالمة بحقهم، ولمحاولة إنقاذه من بطش المشائخ أضطر والده الى تهريبه الى عدن ليحتضنه إبن عمه حمود احمد غالب الذي كان عاملا في مصافي عدن ويلتحق في مدرسة تابعة لأبناء العمال في المصافي ويواصل تعليمه هناك.

وسط كل هذا الجيشان، نمى وعي الفقيد ليصبح، أحد رجالات الحركة الوطنية الديمقراطية من خلال إلتحاقه بحركة القوميين العرب وتطوعه بالحرس الوطني العام 1965م ومن ثم التحاقه بكلية الشرطة، ليتم فصله من الكلية مع العديد من دفعته بتهمة مزاولة العمل الحزبي بين اوساط طلبة كلية الشرطة بسبب رفض العمل الحزبي من قبل القوات المصرية القائمة على ادارة كلية الشرطة وكل الكليات العسكرية في اليمن حينها.

- في ظل إشتداد المعارك بين القوات الجمهورية والملكيين، تم اعادة اغلب الطلبة الى كلية الشرطة بما فيهم فقيدنا العام 1967 م، حيث شارك الطلاب في حماية مطار الرحبة والمناطق المحيطة الى جانب مفارز الوحدات العسكرية الأخرى.

- مع انسحاب القوات المصرية من اليمن بعد انقلاب 5 نوفمبر وهزيمة الخامس من يونيو 1967م امام الكيان الصهيوني، فتحت شهية الفلول الملكية بدعم من القوى الإمبريالية والرجعية لإسقاط الجمهورية فبدأت تشديد مواجهتها وحصارها للعاصمة صنعاء في أواخر العام 1968م.. شارك فقيدنا في الدفاع عن صنعاء وكسر الحصار في ملحمة السبعين يوما.

- أعتقل كغيره من المناضلين، من ابطال القوات المسلحة والمقاومة الشعبية، الذين نجوا من أحداث أغسطس 1968م ليخرج بعد عامين قضاها في المعتقل محالا الى الخدمة المدنية، حيث تم توزيعه للعمل في وزارة الزراعة بعد تسريحه من الخدمة الشرطوية.

- مكث في وزارة الزراعة مدة عامين وفر من العاصمة صنعاء عند محاولة إعتقاله للمرة الثانية في عام 1972 م وهي حملة الإعتقالات التي نفذها نظام 5 نوفمبر للعناصر الوطنية تمهيدا لحربه ضد النظام الوطني الديمقراطي العام 1972/1973م.

- كان لجوئه الى منطقته الشحنه - شرعب الرونه، بداية مرحلة جديدة من النضال سجل فيها الفقيد اشرف المواقف وأنصعها في لملمة شتات المناضلين المشردين وتأسيس منظمة الحزب الديمقراطي الثوري اليمني الى جانب رفاقه أذكر منهم الشهيد محمد سرحان عبدالواسع الأجشوب والفقيد الدكتور ابراهيم محمد عبده الأحمدي جبل حبشي والفقيد العميد عبدالوهاب الفاتش والفقيد قائد سعيد غلاب (عواد) ومحمد صالح الزبيدي والفقيد سعيد احمد فارع البصالي والدكتور سعيد محمد هزاع الأكروف والفقيد عبده حاجب والعقيد علي سلطان ناجي الدعيس وغيرهم من المناضلين الذين لم تسعفني ذاكرتي على تذكرهم،جميعهم كانوا باكورة التأسيس لفرع / فروع الحزب الديمقراطي في مناطقهم وكان الفقيد يحي محور ارتكاز وانطلاقة كل أنشطتهم.

- كان منزله وخلايا الحزب الديمقراطي في الشحنة ملجأ لكل المناضلين من مناطق شتى في الإختفاء وعقد الإجتماعات والتخطيط للعمل الثوري، ليس لأعضاء وكوادر الحزب الديمقراطي فقط وانما لمناضلي منظمة المقاومين الثوريين.. الذين شكل الفقيد بمميزاته شخصية جامعة للتقارب والحوار والتنسيق.. ففي الشحنة عرفت لأول مرة الرفيق المناضل قائد سيف عبده وعلي سعيد دحوة والشهيد مصطفى البرزاني من منظمة المقاومين الثوريين، وتعززت العلاقة بين التنظيمين صانعة مثالا من التقارب والتنسيق على طريق الدمج والتوحيد.

- تعرض منزله الذي كانت تستريح فيه كوكبة من افضل المناضلين لحملة عسكرية بقيادة المندس محمد عبدالباري حسان أواخر العام 1972م او بداية العام 1973 م ان لم تخني الذاكرة، كان يتواجد في المنزل الفقيد عبدالوهاب الفاتش والفقيد الدكتور إبراهيم محمد عبده الأحمدي والفقيد سعيد احمد فارع البصالي وعلي سلطان ناجي الدعيس وغيرهم وكلفت شخصيا في البحث عنهم بعد إنسحابهم.

- كانت طبيعة العمل تجمع بين التواجد العلني والنشاط السري.. الا أنه بعد إشتداد أعمال المداهمة وملاحقة النظام للمناضلين، تحول العمل بكل أشكاله إلى السرية والإختفاء.

- خاض الفقيد المناضل يحي الرازقي حوارات مكثفة تبناها الى جانب رفاقه مع بقية فصائل العمل الوطني وتحديدا منظمة المقاومين الثوريين وحزب الطليعة الشعبية بهدف التنسيق وتجاوز الإشكالات النابعة من التسابق في عملية الإستقطاب والكسب التنظيمي، وكانت حوارات مضنية ومخلصة تكللت بالنجاح في ولادة لجنة العمل الوطني العام 1976م ببرنامج توحيدي، قبل ولادة الجبهة الوطنية الديمقراطية.

شارك في تلك الحوارات يحي محمد قاسم (الرازقي) وحمود محمد المخلافي (الحبشي) عن الحزب الديمقراطي وقائد سيف عبده (عبدالعليم) والشهيد مصطفى البرزاني عن منظمة المقاومين الثوريين والفقيد قائد الصوفي (ناجي) عن حزب الطليعة الشعبية، وكانت خطوة تقدمية في مسيرة العمل الوطني الثوري في مناطق شرعب والعدين لاقت مباركة القيادات المركزية للتنظيمات الثلاث.

- للأمانة التاريخية فقد كان الفقيد أنضجنا فكرا وممارسة وأكثرنا تأثيرا وإلتصاقا بالجماهير وقدرة في التخاطب والإقناع في الوسط الفلاحي...تميز بالعقلانية ورفضه للعنف وميله للحوار والسلام.. تشهد في ذلك مواقف ومحطات كثيرة، سيتم ذكرها لاحقا.

- بجهود مضنية بذلها فقيدنا تحقق إنتشار رقعة عمل الحزب الديمقراطي في عموم منطقة شرعب السلام والرونة والتعزية ومناطق في العدين، حتى في تلك المناطق المغلقة، تمكن من إنشاء خلايا للحزب الديمقراطي ومنظمة الفلاحين الثوريين في ظل تفاهم مع الرفاق في منظمة المقاومين الثوريين في هذا الشأن وبضرورة تنوع كل أشكال النضال السياسية والجماهيرية والفكرية، بناء للقاعدة الجماهيرية للعمل الوطني.

- الأكثر إثارة لتمجيد الفقيد في قدراته على الإستقطاب النوعي الى صفوف الحزب من الشباب مثقفين وطلاب ومهنيين والإبتعاد عن الكم العددي وهو ما أثبت صحته ونجاحه لاحقا.

- تم دمج فصائل اليسار الخمسة في حزب الوحدة الشعبية (فرع الإشتراكي في الشمال) وهي الحزب الديمقراطي الثوري وحزب الطليعة الشعبية واتحاد الشعب الديمقراطي وحزب العمل ومنظمة المقاومين الثوريين وأحتل موقعه في أول هيئة قيادية في المنطقة، مساهما بنشاط في تشكيل مكونات وهيئات حزب الوحدة الشعبية.

أتذكر كم كانت فرحته كبيرة بإنجاز خطوة التوحيد التي عمل من أجلها كثيرا، وأطروحاته بأن هزائم وتراجعات الحركة الوطنية منذ إنقلاب 5 نوفمبر تعود أسبابها لتمزق وشتات العمل الوطني، وصراعات فصائله.

- حصل الفقيد على دبلوم ثلاث سنوات من معهد باذيب للعلوم الإجتماعية الذي تخرج منه العام 1981م.

- بعد تحقيق الوحدة أعيد تسكينه على الدفعة السادسة كلية شرطة ومنحه رتبة عقيد ليتم ترقيته لاحقا إلى رتبة عميد، وتم توزيعه للعمل في إدارة أمن محافظة تعز مع زملاء له من بينهم المرحوم عبدالله عبدالعليم.. الا أن الفقيد فضل ترك العمل بسبب إنتشار الفساد والمضايقات، وفضل التقاعد.

 

معرفتي بالفقيد يحي محمدقاسم

ــــــــــــــــــــــــــــــ

- كان لقائي الأول بالفقيد عندما كنت أعمل مدرسا في مدرسة السلام أظفار في المخلاف، كلفت بالعمل كضابط اتصال حزبي بين المناطق المختلفة العام 1972م.. وذلك في منزله في الشحنة في مهمة عمل، كان منزله مكتظا بالرفاق والمواطنين وهي عادة دائمة لدى الفقيد.

- لقائي الثاني معه بعد الحملة العسكرية التي داهمت منزله بقيادة المندس محمد عبدالباري حسان وإضطراره للإختفاء مع الرفاق الذين توزعت أماكن تواجدهم.

تم تكليفي في مهمة التواصل والبحث عن الرفاق وكان اللقاء اولا بالرفيق يحي ليلا في ظروف عمل سرية غاية في التعقيد وبتوجيهاته تم إكتشاف مكان تواجد الفقيد عبدالوهاب الفاتش والفقيد سعيد احمد فارع البصالي اللذين اوصلتهما الى قرية الأظفار للإختفاء فترة، تم بعدها تدبير ترحيلهما إلى عدن.

- في نوفمبر العام 1973 م ألتقيت بالفقيد يحي وكان معي علي سلطان الدعيس في طريقنا إلى عدن بناء على توجيهات الحزب.

- في نوفمبر 1974 م بعد ان اكملت دبلوم العلوم الإجتماعية في المدرسة الحزبية العليا عدت إلى المنطقة مع الرفيق محمد رزاز من منطقة الأفيوش.

كان الرفيق يحي بإستقبالنا، حيث كلفني بقيادة العمل التنظيمي لمنظمة الحزب وتفرغه للعمل السياسي والجماهيري.

- كان الفقيد محبوبا ويتبوأ مكانة إجتماعية شيدها بنضالاته وهو ما مكنه أثناء الاعتقالات إثر فشل الحوار مع السلطة العام 1983م من تجنيب الكثير من الرفاق من الاعتقال ودفع الظلم عن المواطنين.

من الصعب جدا الإلمام بكل مناقب الفقيد الذي توفي إثر إصابته بذبحة صدرية كانت سببا لوفاته وله من البنين تسعة ستة ذكور وثلاث إناث.

رحم الله الفقيد وعزائي لنفسي ولأولاده محمد ووضاح وعبدالعزيز وقاسم ولأخواتهم والأخت الكريمة والدتهم ولكل رفاق الفقيد وحزبه الإشتراكي.

 

 

دخلنا في حوار مفتوح مع السلطة وكنت مسؤولا عن الحوار من طرف الجبهة في ظل ظروف سياسية بالغة التعقيد تمثلت بحوارات بين النظامين في صنعاء وعدن لحل مشاكل وقضايا الصراع السياسي فى الشطرين بما في ذلك الصراع الدائر في الشمال بين الجبهة والسلطة.

 كان اتفاق تعز العام 1982 بين الرئيسين واضحا في ضرورة اخراج البلاد من حالة الحرب إلى حالة الاستقرار عبر الحوار وحل كل المشاكل العالقة بهذا الصراع مبنية على اتفاقات الكويت التي شاركت فيها الجبهة على اثر حرب 1979م بين النظامين.  لذلك دخلنا في حوارات مع السلطة ابتدأت في المنطقة ثم في تعز وصنعاء كان الهدف والتوجه واضحين وهو التسليم بواقع السلطة وبسط نفوذها على كافة المناطق والقضاء على المظاهر العسكرية في المنطقة وحل مشاكل المشردين واعادتهم إلى قراهم ومنازلهم من الطرفين وايقاف المطاردات والملاحقات الأمنية وإطلاق المعتقلين وحل مشكلة افراد الجبهة عبر استيعابهم في معسكرات الدولة  جميع تلك المحاور والقضايا وضعت على مائدة الحوار دفعة واحدة بين الطرفين  المشكلة التي واجهتني أن طرف السلطة لم يكن موحدا ولم يكن بأطرافه على قناعة ان الحوار هدف نهائي وليس تكتيكي

 كانت خارطة الحوار محددة ومتفق عليها بين الطرفين، نختلف ونتفق حول الأولويات، بدأنا وسط مخاوف امنية وسياسية عدة وفي وضع معقد بسبب تداخلات كثيرة ولكوننا نتحدث عن تاريخ لابد من ايراد بعضها لأن التاريخ ملكا للجميع وعلينا الاستفادة منه  كانت توجيهات قيادة الحزب حازمة بأن لا حل سوى المضي بالحوار وتمكين السلطة من اعادة بسط سلطاتها على كل اراضيها لا ضمانات أمنية لسلامة المحاورين سوى اتفاق شرف بين الرئيسين ردا على برقية بعثتها للقيادة حول الضمانات تلقيت ردا عليها من القيادة ممثلة بالرفيق الراحل احمد علي السلامي (الضمانة لسلامة المحاورين هي مرونتكم) طبعا كان احساسنا ينبع من واقع وليس طوباويا ان هناك اتفاقا بين الرئيسين على تصفية الجبهة الوطنية  وكان الخط السائد في قيادة الحزب حينها (رئاسة علي ناصر) يسير في هذا الاتجاه  ان السلطة في صنعاء ليست موحدة اذ هناك سلطة رسمية وسلطة في الظل نشئت في ظل الصراع السياسي واستفادت منه في بناء مليشيات ووحدات عسكرية كاملة لحاجة النظام لذلك ومصالح اقتصادية وميزانيات ضخمة، كل ذلك ستفقده في ظل الحوار وتحقيق السلام والأمن والاستقرار، هذه الشبكة من المصالح والنفوذ أستمرت بالمواجهات المسلحة، واشعال المنطقة بحروب اثناء الحوار نفسه وجلساته منعقدة للضغط علينا للانسحاب واعلان فشل الحوار اتجاه اصلاحي في السلطة يرى في تنامي نفوذ الاخوان المسلمون خطراً وعائقا امام بناء دولة ونظام، هذا الاتجاه كان مع الحوار وانهاء الصراعات المسلحة والقضاء على اي مليشيات خارج الدولة الا أنه كان اتجاها ضعيفا لا يمتلك نسبة كافية للتأثير على القرار السياسي  + قيادات حزبية استوعبت اللحظة وواقع الضرورة السياسية وتوجيهات قيادة الحزب ومع تنفيذها، وقيادات اخرى وقواعد لم تستوعب متحفظة، هي مع الحوار ولكن بتحفظ وشروط مبررة بالمخاوف والممارسات على الأرض  وسط هذه الجدران الشائكة كان لابد من اتخاذ القرار، وبكل شجاعة واقتدار  وقفنا مع الحوار وضرورة تنفيذ توجيهات الحزب والمضي فيه رغم قناعتي وقناعة كل الرفاق ان نظام صنعاء لا يمكن ان يكون مسالما وجادا في الالتزام باي اتفاقات   لماذا؟   لأن هذه طبيعته وتركيبته ولما أشرت اليه أنفا من تنازع في التأثير على القرار السياسي مثالا على ذلك، أنه في اللحظة التي تم فيها التوقيع على اتفاق تعز من قبل الرئيسين وهما يسهران في فندق دار النصر يشاهدان تحرك لواء المجد في الرونة وشن هجوم على مواقع الجبهة في جبل رهيد مثالا على كيفية فهم نظام صنعاء الاتفاقات (رهيد هذا تم فيما بعد تسليمه من قبلي بالحوار بل وتسليم كل أسلحة المجد التي تم الاستيلاء عليها تلك الليلة) 

مضينا فى الحوارات وحققنا خطوات كبيرة تمثلت :-  فتح الطرقات وازالة الموانع والالغام وعودة الدولة بسلطاتها الى كل المنطقة  + ازالة المظاهر العسكرية وتسليم المواقع العسكرية التي كانت مع الجبهة واشرفت على ذلك شخصيا مع من يمثل النظام  + تم اعادة المشردين من مناطق الجبهة في الصنع والامجود فى موكب رسمي  + شخصيا قمت بتسليم اسلحة وأليات تم الاستيلاء عليها في معارك مع الجيش 

كما اشرت سابقا اننا نتكلم عن تاريخ ومن اجله اشير الى ان كل تلك الخطوات من جانب الجبهة تمت ولم يتم من الطرف الممثل بالسلطة اي خطوات مماثلة لم يتم السماح للمشردين من مناطق سيطرت النظام بالعودة إلى منازلهم وقراهم ومن تجرأ على العودة تم اعتقاله من قبل مجاميع محسوبة على السلطة  لم يتم الافراج عن المعتقلين من ابناء المنطقة بتهمة التعاون مع الجبهة  لم يتم ازالة المظاهر المسلحة لدى الجماعات المتعاونة مع النظام  استمرت هذه الجماعات في تفجير معارك انتقامية وثأرية هنا وهناك والحوار قائم بما في ذلك اقتحامها لقرى الأكروف وما حولها كل ذلك استمر لا جبارنا على مغادرة الحوار وافشاله

رغم ذلك استمرينا وبإصرار يؤمن بالنهج السلمي للمرحلة بنفس المستوى من الثقة بسلامة اختيارنا   اننا واثناء تواجدنا فى تعز لاجل الاستمرار في الحوار، كان هناك من يسرني من أعضاء اللجنة ممثلي السلطة، في أذني ناصحا انسحب من المدينة اخرج المنطقة هناك خطة لاغتيالك ورفاقك، سوف تعتقل ولا نستطيع مخارجتك، وهي نصيحة صادقة فعلا، لكننا اصرينا على استمراره بمصداقية ولا نريد أن نتحمل مسؤولية فشله  كان طرف السلطة في الحوار رؤساء اجهزتها في تعز

 1- محمد ضيف الله قائد اللواء الله يرحمه

 2- حسين خيران قائد الشرطة العسكرية

3- احمد الانسي مدير الامن (الوطني) في تعز

كان يشارك في بعض الجلسات المحافظ محسن اليوسفي ومدير ادارة الامن احمد الحلالي 

أشير إلى أننا في أولى اللقاءات طلبنا مشاركة بعض أعوان السلطة من أبناء المنطقة فى الحوارات الدائرة ، وتم رفض الطلب تحت مبرر أن لا صفة رسمية لهم وانتم تتحاورون مع دولة وليس مع جماعات  تم حجزي في تعز اقامة اجبارية ممنوع مغادرتها لمدة أسبوعين من قبل أحد أطراف السلطة (الطرف الأقوى) يريد استمرار الحوار معه فقط   ورغم ذلك كان الرفض قاطعا لأي تهرب او هروب من المدينة كان الحزب في قيادته يعيش وضعا مربكا في ظل بوادر لصراعات بين أقطاب وكان وضعنا في الشمال محرجا، لذلك كانت قيادة الحزب تضغط باتجاه الحرص على استمرار الحوار مهما كانت التضحيات، ولغباء النظام في صنعاء لم يلتقط هذا المؤشر ليصنع وحدة وطنية وسلما اجتماعيا  كنا امام استحقاقات اخيرة متمثلة بتنفيذ القرار السياسي بتجنيد شباب المنطقة من الجبهة في معسكرات خاصة وهي خطوة تم تنفيذها في كل المناطق التي شهدت صراعا سياسيا في المناطق الوسطى وعتمة وريمة واصابين  اضافة الى تسليم الاسلحة الثقيلة لدى الجبهة هاتان الخطوتان يبدو لي هما من قصمة ظهر البعير، تنفيذهما ستهتز له مصالح وعروش من الميزانيات والاعتمادات بفقدان مبرر استمرارها  نجحتا في كل مناطق الصراع وسقطت في شرعب أتفقنا على تسليم الأسلحة الثقيلة للدولة وتحدد موعد ذلك تم استدعائي الى مبنى الامن الوطني باتصال تلفوني، في 17يناير 1983م، أي في اليوم السابق لموعد خروجي الى المنطقة مع الأخ قائد الشرطة العسكرية حسين خيران لتنفيذ الاتفاق باستلام الأسلحة الثقيلة وتسليمها الى الدولة من خلال موكب جماهيري من الجبهويين والمواطنين الى تعز ليعلن بذلك وفي مهرجان جماهيري اتفقنا عليه في ميدان  الشهداء، يعلن انتهاء المظاهر المسلحة والتسليم بواقع الدولة، وانتهاء الصراعات المسلحة  لإسقاط أي دعاوى مستفيدة من استمرار الصراع ذهبت وقابلت المدير احمد الانسي وكان من المعارضين لخطوة التسليم العلني وسبق أن طلب مني التسليم عبره اي عبر الجهاز لأفاجأ بأنني معتقل  لأتجرع مرارة السجن لمدة عامين لا لشيء الا أننا مددنا ايادينا للسلام واخراج الوطن من دوامة الصراعات

وتم اقتحام المنطقة بحملات عسكرية مدمرة تلبية لرغبة تلك القوى التي لاتحيا الا على الصراعات والدماء.