الى روح الشهيد محمد العكادي

السبت, 19 تشرين2/نوفمبر 2016 19:39 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

حين تنشب الحرب فان من يتواجهون فيها اناس لا يعرفون بعضهم بعضا وهم من يقومون بقتل بعضهم بعضا , لصالح قلة قليلة يعرفون بعضهم جيدا لكنهم لا يقتلون بعضهم بعضا .

وهكذا استشهد صهري العزيز / محمد العكادي في جبهة الوازعية. قتله واحدٌ ممن لا يعرفهم ومن قتله ايضاً لا يعرف من هو محمد العكادي, لا يعرف سوى انه هدفاً من الاهداف التي يتوجب ان يصوب بندقيته اليه ليرديه قتيلاً, لا هدف للقاتل غير زيادة عدد القتلى والجرحى وحسب.

لم يكن القاتل سوى آلة وأداة للقتل تتحرك وفقاً لمشيئة غيره من تجار الحروب الذين يدفعون بغيرهم من فقراء هذا الشعب ومعدميه ليصبحوا أدوات طيعة للقتل والدما, كما ليصبحوا ضحايا ووقوداً لحروب لا هدف لها غير ان يتربع الطغاة على كراسي الحكم والنفوذ والاستئثار بالجاه والسلطة والثروة.

محمد العكادي لم يكن ليقاتل لأجل طاغية او طالب حكم وسلطة, وهكذا هم المقاتلون في صفوف المقاومة الذين يحركهم دافع وحيد متمثل بصد عدوانٍ غاشم, ودفاعاً عن كرامة توشك ان تكون مهدرة كلياً.

لم يكن من دافع لديه غير ايقاف هذه الجائحة التي ابتلينا بها كوباء انتشر كالطاعون وكالنار في الهشيم, والتي حوَّلت سكان اكثر المناطق المسالمين الى نازحين ومشردين في الفيافي والقفار يتهددهم الجوع والبرد وعرضة للامراض.

هؤلاء الذين لم يستعدوا يوماً لحرب, ولم يُعدوا العدة لغزو, ولم تكن في حسبانهم او في جدول اعمالهم أي حربٍ في أي يوم, فهم ليسوا مُتاخمين لحدود دولةٍ اخرى ولا لقبائل غُزاةٍ طامعين تعودوا غزوهم بين فترة وأخرى, ولم يكونوا ليتوقعوا ان عدواناً سيطال مناطقهم ذات يوم ليحولهم الى نازحين يبحثون عن المأوى وما يسدُّ الرمق, أو ما يلتحفونه ليقوا اجسادهم لسعة البرد القارصة.

كان محمد العكادي يسمع اخباراً كهذه تأتيه من مناطق أخرى عديدة أصبح اهاليها في العراء بعد ان اضطرتهم الحرب الى ترك منازلهم ومواشيهم وأراضيهم, بعد ان حولهم العدوان على مناطقهم الى مشردين يستجدون الاعانات ويناشدون منظمات الاغاثة.

كان محمد العكادي يتوقع مصيراً مشابها كهذا لأبناء منطقته فالحرب مستعرة على تخومها في جبهة الوازعية, وهذا القلق هو ما اقنعه اخيراً للالتحاق بالجبهة, جبهة الوازعية .

كان التحاقه الى صفوف المقاومة لِصَد عدوان غاشم واتقاء لخطر محدق داهم , ومنعاً من ان تتحول منطقته الى أرضٍ مستباحة, وأهلها الى نازحين يَضطرون الى مغادرتها بحثاً عن الامان والنجاة من الموت الجماعي.

ذهب محمد العكادي للالتحاق بالمقاومة دفاعاً عن منطقته وكرامة ابنائها رافضاً للخضوع والعبودية والتجبر والاستكبار.

لقد عاش حراً كريماً عزيزاً يرفض الظلم والضيم, ومات شهيداً واقفاً شامخاً كالشجر.

وكغيره من المقاتلين في صفوف المقاومة الشعبية , لم يكن محمد العكادي معوزاً او محتاجاً ليكون ذلك دافعه للذهاب للحرب بحثاً عن مالٍ او غنيمة, بل ذهب تحركه قضية عادلة تستحق ان يسقط شهيداً لأجلها هي قضية الحياة والانتصار للحق ضد الباطل والبغي.

ذهب دفاعاً عن حق اليمنيين في حياة كريمة. دفاعاً عن ارادتهم وتطلعاتهم الى عدالة غائبة, ومواطنة منتقصة, ومساواة طال انتظارها, وتغييراً جذرياً كان الشعب اليمني ينشده ويترقبه ويتوق اليه وكان على مرمى حجرٍ منه.

ذهب محمد العكادي الى جبهة القتال تاركاً طاحوناً ووكالة لبيع وتوزيع الغاز في (سوق السبت ) – ببني شيبة الشرق .

ترك كل شيء وذهب ملبياً لنداء الواجب ليسقط شهيداً في ساحة الشرف والكرامة مخلفاً أُماً وزوجة وسبعة ابناء صغار. رحل عن الدنيا بعد ان كان يملؤها حضوراً وترك من بعده: اهله وأصدقاءه ومحبيه يبكونه ويذرفون دموعاً غزيرة حزناً عليه وفرحاً باستشهاده. ( لقد فاز بها ورب الكعبة ) فهنيئاً له هذه الشهادة.

وفي هذا المقام لا يسعنا الا ان نتذكر جميع من سبقوه ممن سقطوا من ابناء بني شيبة الشرق في جميع جبهات المقاومة على درب الحرية ورووا بدمائهم الزكية الطاهرة شجرتها الوارفة. ووضعوا بأجسادهم مداميك الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية - رحمة الله تغشاهم جميعاً واسكنهم فسيح جناته – آمين –

اليهم جميعاً والى كافة شهداء المقاومة في جميع انحاء اليمن اقول لهم :

ناموا قريري العيون

دماؤكم الطاهرة لن تذهب هَدَرْ

ودماء الذين مشوا في الطريق الصعب

حتماً ستنضج في الحقل الثمر

صنعتم المجد وصرتم نجوماً

أزهى وأسطع من ضوء القمر

ناموا واهنئوا

تعز اليوم تنتصر

بتضحياتكم سيتكلل النصر

وسيعم أرجاء اليمن

انَّ دماكم لن تذهب هدر

لن تذهب هَدَرْ...

 

قناة الاشتراكي نت تليجرام _ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

https://web.telegram.org/#/im?p=@aleshterakiNet

قراءة 4099 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة