ثورة 11 فبراير في ذكراها السادسة

الإثنين, 20 شباط/فبراير 2017 19:35 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ضمن ملف استعادة تفاصيل الأيام الأولى للثورة وأبرز المحطات، وبحث أسئلتها، وهو الملف الذي يفتحه موقع "الاشتراكي نت" بمناسبة الذكرى السادسة لثورة فبراير، كخطوة أولى على طريق تدوين الحدث الأبرز في تاريخ اليمن المعاصر من زواياه المختلفة، ننشر هنا تباعا الكتابات المتصلة بموضوع الثورة تحت عنوان "أسئلة الثورة وتفاصيلها".

...........

المقدمة:-

نحتفل اليوم بالذكرى السادسة لثورة فبراير 2011م وطلائع هذه الثورة يذودون عن اهدافها في التغيير وتحرير تعز من عدوان تحالف مليشيات الحوثي وعفاش ونمجد الشهداء والجرحى في تضحياتهم الجسام فالرحمة للشهداء والشفاء للجرحى.

اننا عندما نتحدث عن ثورة فبراير لابد ان نلقي الضوء على المقدمات والتراكمات التي كان لها اثر سلبي في إعاقة تقدم وتطور اليمن، وما كان يمكن للثورة ان تنتصر الا بالنضال السلمي وإعادة اعتبار للثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر بعد إن عبثت  قوى التخلف والفساد بالارتداد عن اهدافها ابتداء من انقلاب 5نوفمبر 67م ضد الجمهورية الاولى والمصالحة مع الملكيين عام 1970م وفي انقلاب 11 اكتوبر 1977م واغتيال الشهيد ابراهيم الحمدي لإعاقة توجهاته في بناء دولة حديثة، واغتيال حلم اليمنيين آنذاك في قيام الوحدة اليمنية.

ان اعلان الحرب الاهلية ضد الجنوب والقضاء على الوحدة السلمية في 27 ابريل 1994م والتخلص من وثيقة العهد والاتفاق كان انقلاباً على بناء دولة مدنية حديثة من ثلاثة الى خمسة مخاليف ( اقاليم ) ، وعند انتقال ثورة الشباب الشعبية السلمية في تحقيق اهدافها في التوافق والانتقال الديمقراطي والاستقرار ، انقلب تحالف الحرب على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومشروع بناء الدولة الاتحادية في 21 سبتمبر 2014م واعلن الحرب الهمجية على الشرعية واطراف العملية السياسية كمحاولة لإعادة مشاريعهم المتخلفة الاسرية والسلالية.

اولاً : دوافع قيام الثورة:-

لابد في البداية ان نشير ان انتفاضة الحراك الجنوبي من بعد الحرب الظالمة 1994م في الاحتجاجات والمظاهرات في حضرموت وعدن وكافة محافظات الجنوب من عام 1998م مروراً بعام 2005م وفي اعلان التصالح والتسامح في عام 2007م واستمرار الاحتجاجات حتى 2014م كرد على الغدر بالوحدة واعلان بمطالبها الحقوقية المدنية والسياسية الى مطالب فك الارتباط وبروزها كقضية جنوبية اعترفت بها جميع القوى داخلياً وخارجياً ووضعت حلول وضمانات لمعالجتها في إطار مخرجات مؤتمر الحوار وبناء الدولة الاتحادية.

وقد جاءت ثورة فبراير 2011م مؤيدة ضمن اهدافها مطالب شعبنا في الجنوب في الحرية والكرامة وازالة اثار حرب 94م.

ان طبيعة نظام الحكم العائلي الاستبدادي قد أوجد حالة تراكم أدت الى الانفجار الشعبي في اللحظة التي أدرك الشباب والشعب في الشمال والجنوب ان النظام القائم قد شاخ بعد (33) عام من السلطة، وقد كان هذا النظام إمتداد لقوى الثورة المضادة في نوفمبر 67م التي حكمت البلاد بمفاهيم مغلوطة لتغطية واقع القوى المذهبية والطائفية والقبلية التي تسخر الدولة لاستمرار عملها على شكل السلطنة، والتي عمقت جذورها في وجود وعي زائف صنعته ثقافة فساء السلطة، فقد فتح الطريق لعودة الملكيين بعد اغسطس 1968م ولم يكن الجمهوريون من القوى الثالثة بقسميها يروا فيهم عدواً حقيقياً كانوا في نظر بعضهم من ابناء القبيلة او اخوة في المذهب وهذا المزيج يصنع وحدتهم، لقد وضعوا انتصار السبعين اليوم لصالحهم وهزيمة سياسية لأبطالها ولجيش سبتمبر الذي تم تسريحه بعد ذلك وعملوا على تعطيل اهداف ثورة سبتمبر والانقضاض على التوجهات الثورية لثورة اكتوبر.

ان المفارقة الوحيدة لنظام المخلوع علي صالح انه اكتسب شرعية شعبية عند قيام الوحدة في 22 مايو 1990م لكنه قد تحول الى ثورة مضادة عند إقصاء وغزو شريك الوحدة الجنوب في حرب 94م وكان ذلك يمثل تراجع عن المضمون السلمي للوحدة في بناء دولة حديثة.

2- تزايد تركيز السلطة والثروة بيد الأسر الحاكمة الثلاث ( المركز المقدس ) وازاحة رموز الحركة الوطنية والجمهورية واجراء تعديلات متتالية على دستور الجمهورية لإنتاج سياسة التوريث للحكم عبر الخطوات الاتية :-

أ - استبدال الجيش الذي يشك المخلوع في ولائه الى إنشاء الوية الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والأمن المركزي، ونقل النخب الموالية اليه، وسيطرة أولاده وأقربائه، والتخلص من قوات الجيش القديم بحروب لا تنتهي ومنها حروب صعدة، واستخدام اموال الحرب على الارهاب في تفريخ تلك الجماعات في المحافظات الجنوبية.

ب - تشغيل منظومة الأمن الداخلي في مفاصل السلطة وايجاد اجهزة بديلة كالامن القومي بقيادة المقربين الى المخلوع وهي التي تتدخل في إختيار مرشحي الحزب الحاكم في الانتخابات وفي الإعلام وفي شؤون الجامعات وفي قرارات المؤسسات والنقابات وقمع الحريات وتخريب احزاب المعارضة وتزوير الانتخابات العامة.

جـ - إتسعت المنافع والمصالح غير المشروعة عن طريق شراء الولاءات بالمال العام والأراضي والسيارات، وممارسة التهريب والسمسرة وخصخصة المؤسسات العامة، واستشراء  في جميع مفاصل السلطة.

د - ادارة البلاد بالأزمات والحروب والفساد وتكوين طبقة سياسية طفيلية مرتبطة بالاستئثار بالمال العام وتراكمة ثرواتها الطائلة في الخارج.

هــ - تراجع الخدمات والبنية التحتية للبلاد وإتساع الفجوة بين الاغنياء والفقراء، وتزايد الفقر في الجرعات السعرية والجهل الممنهج، ونشر ثقافة الخضوع، وفقدان الهوية الوطنية، وانحدار المستوى التعليمي بهدف انتاج أمة جاهله لا تستطيع ان تقاوم الظلم ......... واستعلاء رموز النظام، مما ادى الى ظهور جيل من الشباب خريجي الجامعات والمعاهد يعانون من البطالة والفقر، وشعورهم بالإحباط في الحصول على فرص للحياة، ويرون ان جيلهم مطالب بالثورة واخذوا ينشرون الأمل والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وكانت احزاب المشترك تحاور السلطة لإحداث اصلاحات سياسية في النظام عند محاولة الحزب الحاكم البحث عن تجديد انتخابة ثم اعلانه فيما بعد بقلع العداد لتوريث الحكم إسوة بما كان يجري في بعض البلدان العربية.

فتأخرت احزاب المشترك في الهبة الشعبية التي اعلنتها، وجاء الشباب الحزبي والمستقل ليتمرد على وصاية الاحزاب وينزل في تظاهرات واعتصامات في الساحات ( الحرية والتغيير وغيرها) وهي الحاضنة الوحيدة للحالة الثورية في فبراير 2011م وقد مثلث قطيعه لرفض الحوار مع النظام ورفعت مطالب الشعب كاملة تحت شعار ( الشعب يريد اسقاط النظام ) وشعار ارحل.

11 فبراير 2017م

 

قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

@aleshterakiNet

 

قراءة 1993 مرات آخر تعديل على الإثنين, 20 شباط/فبراير 2017 19:37

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة