أنور الركن.. رحيل موجع

الأحد, 10 حزيران/يونيو 2018 23:35 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)


يا الله غرستْ الحرب أنيابها في هذا الجسد النحيل ومضغته جيداً بفكيها المصقولين..

 كلما حاولتُ أن أغمض عينيَّ استيقظت هذه الصورة فيني، صورة  الصحفي اليمني أنور الركن، هذه الصورة التي أمامكم ليست مومياء ولا هيكل تعليمي لمادة الأحياء إنها لإنسان في زمن الموت..

 بعد أن تمكن القتلة من أنور أعادوه إلى أهله ليلفظ أنفاسه الأخيرة بينهم ويغرقهم بالألم والحسرة..  

بعد سنة  كاملة عاد أنور ليقص علينا كل التفاصيل التي يتجرعها المختطفون في سجون المليشيا ، سنة كاملة وأنور يقاوم رماد الموت البطيء الذي فُرض عليه ، يقاوم ضجيج الطائرات التي تمر بشكل يومي على الموقع الذي سُجن فيه ، يقاوم الجوع والتعذيب ، وسط تجاهل مقيت ، وتخل من قبل جميع المنظمات التي تعمل في المجال الإنساني ،  استسلم أنور للموت لكن بعيداً عن أعين السجان اللعينة ،  فإن كان هذا المصير المأسوي مصيره ، فما هو مصير المختطفين منذ أكثر من ثلاثة أعوام !!

وما مصير الإنسان؟!

وجعي على هذه البلاد، ورحمة المولى تغشى أنور والموت والذل والعار للقتلة والمتآمرين والمتهاونين والمتعاونين!!

قراءة 4624 مرات

من أحدث تامر الزكري

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة