الى رفيقي الفقيد الذرحاني في ذكرى رحيله المؤلم

الخميس, 09 نيسان/أبريل 2015 18:20 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

دامية على القلب هي ذكرى رحيلك ايها القائد الفذ ( قاسم الذرحاني ) ، مؤلمة بمرارة هذه اللحظات التي اكتب اليك هذه الرسالة وفي ظروف قاسية ومؤلمة يمر بها البلد جراء تعنت أمراء الحروب واستقوائهم بتلك القوة الغبية التي يجيرونها لتدمير كلما هو جميل ، تدمير الحلم في بناء الدولة والسلام وتهديد المشروع المدني والحياة السياسية وتقويض العملية الديمقراطية بهامشها المتاح ،، القوى التقليدية التي أدارت البلد بالأزمات والحروب هي ذاتها اليوم التي تشعل الحرائق في كل مكان على خارطة هذا الوطن الجريح الموجوع الذي اثقلته سنون الحكام المستبدون وطريقتهم المتخلفة في إدارة شئونه من إخفاق الى اخر ومن حفرة الى حفرة أعمق منها .

رفيقي ومعلمي قاسم :

كعادة هذه القوى في الانقلاب على العهود والمواثيق هروبا من ولادة الدولة انقلبت على مؤتمر الحوار الوطني الشامل وعلى مخرجاته التي اجمعت عليها كل القوى السياسية والشباب والمرأة ومنظمات المجتمع المدني والتي حظيت بمباركة العالم وتأييده ،، تلك المخرجات التي أرادت ان تؤسس للدولة الضامنة دولة النظام والقانون والعدالة ، الرافضة للعنف والمليشيات المسلحة ،، وبدأت تلك القوى مسلسل الهروب من تنفيذ مخرجات الحوار باختلاق الأزمات وافتعال العراقيل والبحث عن حجج واهية  للنكوص عن الاستحقاقات الوطنية ،، وشرعت في إشعال الحروب ابتداء بعمران وصنعاء ثم الشروع في الانقلاب على الحكومة ومؤسساتها ومحاصرة رئيس الجمهورية ووزرائه  ....الخ ،، وسارع حزبنا الاشتراكي الى محاولة تلافي انتشار النار ودعا جميع القوى السياسية الى حوار عاجل لكن كانت سطوة الانقلابيين بالقوة ابلغ من معطيات الحوار وظهر التحالف الخفي بين ( عفاش والحوثيين ) في إسقاط المناطق وتحشيد أدوات الحرب والسيطرة على مؤسسات الدولة ، ولعب ( المخلوع صالح ) دورا حاسما في تقويض العملية السياسية بمكره وبما يمتلكه من وحدات عسكرية مكنت الحالمون الجدد بالسلطة بل وخدعتهم بالتورط في شن الحرب على الجنوب ومحاولة اجتياحه أشبه بما حدث في يوليو الأسود من العام ٩٤م ..

رفيقي الراحل قاسم :

بعد تمكن الرئيس هادي التخلص من قبضة الحوثيين في صنعاء وانتقاله الى عدن قرر المخلوع صالح في خطاب له إعلان الحرب صراحة على الجنوب وتحركت قواته ومليشيات الحوثيين لترجمة خطابه على الأرض وفجروا الموقف وأشعلوا الحرب على الجنوب من جميع الجبهات  وهو الامر الذي دفع ( هادي ) الى دعوة الخارج لانقاذ البلد وتدخل التحالف بقيادة السعودية جويا لضرب قوة عفاش والحوثي والذي حتى الان لم يؤتي اكله ومازالت القوة الغبية العفاشية الحوثية تحرق الاخضر واليابس ،،،، ومرة أخرى يخذل الشمال الجنوب ،،مرة أخرى باستثناء ( تعز ) التي خرجت الى الشارع في تظاهرات كبيرة رفضة أن تكون بوابة لاقتحام عدن ،، وقفت بقية محافظات الشمال في وضع المتفرج وحتى تلك التي أعلنت ولاءها لشرعية هادي لم تستطع حتى الان اتخاذ موقف واضح من مرور تعزيزات عفاش - الحوثي في طرقاتها باتجاه الجنوب وكأن الموضوع حرب جغرافيا ضد أخرى رغم ان الحقيقة هي ان الخطر سيعم الجميع وستحرق هذه الحرب الجميع دون استثناء وسوف تؤدي الى إفرازات خطيرة في بنية المجتمع وربما ستمزق الخارطة الوطنية وتعزز المذهبية القذرة بكل صورها ..

اليوم يا رفيقي انخرط كل الجنوب في مقاومة شرسة لصد هذا العدوان القادم من صعده وصنعاء ،، وتوحد كل الجنوبيين رغم محدودية إمكاناتهم للدفاع عن فكرة الجنوب قضية وإنسان ودولة ،، وها هي ( الضالع ) التي انجبتك صامدة في وجه همجية القصف والتدمير وتقدم خيرة شبابها ورجالها كما عهدتها دوما لا تنكسر ولا تقبل الهوان والذل ..

فنم قرير العين وسوف نزف اليك قريبا بشرى الانتصار على قوى التخلف وقريبا جدا سنقرأ على قبرك آيات النصر وفاتحة الكتاب .

قراءة 1824 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة