الخطر المحدق بالشرق الاوسط

الأحد, 18 تشرين1/أكتوير 2015 17:45 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

بإمكان المتابع لتطورات الاحداث بالشرق الاوسط وشمال افريقيا في الفترة الاخيرة ادراك الخطر المحدق بدول تلك المنطقة، فمن غير الطبيعي ان يغفل البعض عن الفوضى التي تعم فيه  وخاصة فيما بعد ثورات  الربيع العربي -وان كنت لا ارى ان حلم التغيير في ربيع العرب قد  فشل- برغم ان هذا ما ظهر  على ارض الواقع في الآونة الاخيرة. 

وهذا يتجلى كليا في عدم تمكن  الدول التي قامت بها تلك الثورات من تحقيق اهدافها وخيبة امل الشباب والذين يعدون الوقود والمحرك الرئيسي  لتلك الثورات  ولا يعني بالضرورة ان  "الربيع العربي" هو مؤامرة او مخطط خارجي بل يعني انه لم تتم الاستفادة منه جيدا ومحاولة افشاله لان نجاحه كان يعني مرحله جديده  كليا في تاريخ الدول التي شهدت الثورات  وبداية تطور وازدهار لتلك الدول وللمنطقة ككل لتصبح مراكز قوى لا يستهان بها، بالرغم من الارهاصات التي حدثت في هذه البلدان  والفوضى التي حدثت ومنها مثلا ما يحدث في اليمن.

حيث قامت قوات المخلوع والحوثيين  المدعومة من اطراف خارجيه  والمتمثلة في "ايران" كداعم رسمي ومحرك اساسي لها في محاوله لإثارة الشغب وافتعال الازمات   وضرب "المملكة" من خلال محاصرتها في وسط فوضى  لتجد نفسها في الوسط ما بين دولتين غير مستقرتين وهما العراق واليمن  وهذا ما جعلها تضخ المليارات لدعم التحالف العالمي  في العراق وانشاء تحالف عربي تقوده لحسم المعركة في  الدولة الاكثر قربا منها والاكثر خطرا عليها والتي تعتبر بوابتها الجنوبية  وهذا بدوره جعلها  خصم لا يستهان به  بالنسبة  للعالم ولايران خاصة صاحبة نظرية "سياسة الاحتواء".

 ولا تعد هذه النظرية خفية في سياسات  الدول العظمى والمهيمنة فقد استخدمتها الولايات المتحدة الامريكية ابان "الحرب الباردة" لضرب الاتحاد السوفيتي وهي سياسة تستهدف التقليل من قوة الخصوم والاعداء عبر اشغالهم بمعارك جانبيه مع خصوم هامشيين  واضعاف مصادر قوتهم فقامت الولايات المتحدة بإنشاء أحلاف عسكريه ومعاهدات ثنائيه مع الكثير من الدول القريبة من حدود الاتحاد السوفييتي والدول التابعة له فأنشأت حلف "شمال الاطلسي" الذي طوق السوفييت من الجهة الغربية  فيما انتشرت القواعد العسكرية الامريكية في شرق وجنوب شرق أسيا لتطويقه من جهة الشرق.

وقد عملت تلك الاحلاف في اضعاف الاتحاد السوفييتي وحدت من تمدده في مناطق اوروبا الغربية ويبدو  بان  روسيا  وبالتعاون مع "ايران " اللاعب الرئيسي الدولي في  الازمة اليمنية  يقوم بمحاولة احتواء سياسي ايضا بالشرق الاوسط  وهذا ما ندركه ايضا من محاولة الدولتين تأجيج الصراع في العراق وسوريا ومحاولة اختلاق الفوضى العارمة في تلك المناطق ودعم النظام السوري الاكثر دموية واستبداديه من بين الأنظمة التي قامت ضدها ثورات الربيع العربي فسعت الى دعمه  واطالة عمر الازمه السورية بإطالة امد حكم وسيطرة النظام باختلاق الفوضى ايضا وربما بخلق    تنظيمات متطرفة كداعش لتكون المبرر لبقاء النظام السوري واتخاذها كفزاعة  لإخافة معارضة الداخل والعالم ككل واظهار النظام السوري بانه جزء من الحل لازمة سوريا وليس جزء من المشكلة! ...فيما نرى ان الولايات المتحدة والتحالف العالمي  تظهر كداعم لفصائل المقاومة السورية المعتدلة والتي تسعى الى اسقاط نظام الاسد بناء على رغبة الشعب السوري  والذي خرج مطالبا به في 2011.

وهذا يظهر لنا بان سوريا والعراق  واليمن وربما ليبيا  اصبحت مناطق لصراع اقليمي  بين طرفي النزاع العالمي او كما تظهر لنا مجريات الواقع والصراع  وهذا بالتالي يقودنا الى ادراك حقيقة  ان الشرق الاوسط اصبح  فريسه لأطماع دول الصراع   من خلال تبني و خلق الفوضى الشاملة والدائمة  والتي يتم  تحريكها وتغذيتها من قبل تلك الدول بفعل اثارة النزعات الدينية والقبلية والعرقية والسياسية وتفكيك الدول الى كيانات صغيره وكل ذلك بهدف السيطرة على المنطقة والتحكم بمواردها  واتخاذ  تلك المناطق  كساحه  حرة لتجربة  مشاريع دول كروسيا والتي تسعى للحصول على مناطق دافئة مطله على البحر الابيض المتوسط ومناطق لتجارب اسلحتها  كما هو الحال بالنسبة لمشروع ايران في تخصيب اليورانيوم !

ولا يمكننا ان نتغافل عن المشروع الصهيوني الاستيطاني في فلسطين وما يحدث فيها في الفترة الاخيرة فيما  يبدو بانه محاولة لاستفزاز الشعب  الفلسطيني  بالقدس والمسجد الاقصى ومحاولات اثارة انتفاضة شبابيه  فلسطينية مشابهه لثورات الربيع العربي  لقمعها بأبشع الوسائل الصهيونية ولتكون الحجه  للكيان الصهيوني بالتوسع في اراضي فلسطين وفرض السيطرة الكلية  عليها، وكل هذا يضعنا امام  احتمال ان يتعرض الشرق الاوسط ودوله للانهيار الكامل وربما لاحتماليه نشوب حرب عالميه ثالثه يكون الشرق الاوسط هو مساحتها!.

قراءة 3912 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة