سواك لا يدري بفاجعتي

الأربعاء, 27 آب/أغسطس 2014 18:42 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)
 

إلى روح أمي الغالية على وجودي الكياني والمعنوي، عافية بنت محسن عمر، التي علمتني معنى الحياة، ومنحتني طعم الاستمتاع بسعادة الوجود، . .أمي التي أحال موتها أيامي حزنا وكمدا،. . أدعو بالرحمة والمغفرة والفوز بجنة الخلد إن شاء الله.

 

هزم الردى فلكي وأشرعتي

 

وتشتتت في البيد قافلتي

الحزن  كالنيران يمضغني

 

كالجمر يجثو فوق ذاكرتي

وجحافل  الأشباح في نزلي

 

والصمت يستولي على شفتي

والقهر كالزلزال يسحقني

 

والنار تستشري بأنسجتي

                     *

*

  *

ماذا جرى؟ هل غادرت سفني
ام إنها الأيام جارفةٓ                     تسطو على كنزي ومحفظتي؟

 

 

مرفا حياتي صوب آخرتي

 

 

 

                                *

*

*

  يا رب مالي قد غداً زمني
 

 

يمضى عنيدا في مشاكستي؟

اجري له شرقا فيخذلني

 

ويسير غربا في معاكستي

من أين هذا الحظ يا زمني

 

يرمي سهاماً في مواجهتي

فيصدني قهراً ويغرقني

 

حزناً  ويلهو فوق جمجمتي

                                 *

*

  *

شل الزمان يدي وأنهكني

 

ومحا مع الأيام تجربتي

فغدوت لا شمسٌ تضيء على

 

دربي، ولا صوتٌ بحنجرتي

زمنٌ غليظٌ ليس يردعهُ

 

حزني ولم يأبه بمشكلتي

                                *

*

  *

أمي التي بالأمس قد سكنت

 

روحي وعاشت ملء ذاكرتي

أمي التي قد أشرعت سفني

 

وتصدرت شعري وقافيتي

أمي تباريحي التي انتشرت

 

ومداد أقلامي ومحبرتي

امي دوا جرحي اذا مرضت

 

روحي وإلهامي وملهمتي

ورعود غيماتي مسافرةً

 

وبروق أيامي وساقيتي

أمي نداء الكون يصرخ بي

 

ويعيد لي لحني وأغنيتي

تغريد طيري حاملا شجني

 

أغصان روحي،  قمح مزرعتي

مائي الذي أحيا به أبداً

 

شهدي وكاساتي وأرغفتي

أمي بشاراتي وحلم غدي

 

ترتيل آياتي وأدعيتي

صوتي مع الفجر البشوش، صدى

 

عمري وتسبيحي ومئذنتي

عنوان إنشادي  ومنتجعي

 

شلال عمري، كنز مكتبتي

مأواي  بعد النأي عن وطني

 

بيتي وأبوابي ونافذتي

كلي وبعضي حين ترصدني

 

عين الردى، . .أمني ومنقذتي

طيشي اذا ما الطيش داهمني

 

نزق الصبا يكسو مغامرتي

أمي ملاكي يبتني مدني

 

ويصوغ لي وعيي ومعرفتي

أمي جمال الكون في نظري

 

وكتاب أيامي ومدرستي

قلمي، مداد الصبر يملأه

 

وأريج بستاني وزنبقتي

وعبير أزهاري يصاحبني

 

وسنابلي، خبزي ومائدتي

أمي التي قد كان رونقها

 

ينساب لحنا بين أوردتي

غابت وغاب السعد عن بصري

 

وتلاشت البشرى بخارطتي

كانت بلادا ملؤها أملٌ

 

يزهو بأطرافي وعاصمتي

يا ليتني ما كنت أخسرها

 

أو ليتها كانت مشيعتي

لأفر من رعبٍ يطاردني

 

وألوذ من نيران محرقتي

                                  *

*

*

كل الذي في الكون اعشقهُ

 

ولى بعيداً عن مخيلتي

لم يبق لي حلما أراودهُ

 

لم يبق لي شيئا بامتعتي

ولى ولم يترك سوى شبحاً

 

ينسل كالطاعون في رئتي

يجتاح أيامي ويسحقني

 

ويعيد تصميمي وقولبتي

                                  *

*

*

يا رب أني صرت مرتهنا

 

لقضاك في شحّي وفي جدتي

انت الذي يدري بما اقترفت

 

يمناي في شكّي وفي ثقتي

أدعوك كالأطفال منتحباً

 

أرجوك خذني بعد والدتي

لأكون معها أينما قطنت

 

وأذوق معها طعم خاتمتي

يا رب رفقا بالتي نذرت

 

عمراً بتكويني وتنشئتي

سخِّر لها الجنات منزلةً

 

وتولّها في خير منزلةِ

واغفر لها ما كان من زللٍ

 

منها وهبها خير مرتبةِ

وامسح ذنوبي أينما طرأت

 

فسواك لا يدري بفاجعتي

 
 
قراءة 2074 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 27 آب/أغسطس 2014 19:07

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة