إلى جار الله عمر "باقٍ وأعمار الطغاة قصارُ"

الخميس, 15 كانون2/يناير 2015 12:51 كتبه 
قيم الموضوع
(1 تصويت)

 

قالوا مضى فاستردَّ الصمتُ ما لَحَنُوا

واستوقفَ القلبُ ما قالتْ له الأُذنُ

تسمرتْ كلماتي وارتدى بصريْ

حزنٌ، وكبَّلَ صوتي الآهُ والشجنُ

مضى؟ أحقاً مضى؟ هيهاتَ يدركُهُ

موتٌ، سيبقى إلى أن يرحلَ الزمنُ

صوتُ الرصاصِ أصابَ القلبَ من وطني

وحينَ يقتلُ حرٌ ينزفُ الوطنُ

شاءَ الرصاصُ الرخيصُ النذلُ غيلتَهُ

وقد رقَى حيثُ لا خوفٌ ولا حزنُ

مضى الأبيُّ إلى العلياءِ منتصراً

ولمْ يكنْ أبداً للزيفِ يرتهنُ

وما استطاعوا له ضراً ولا بلغوا

من روحهِ ما أراد الحقدُ والدَّخنُ

وصوَّبوا باتجاه القلبِ خِسَّتهمْ

وكانَ قصدُهُمُ أنْ تُقتلَ اليمنُ

وخططوا لاغتيالِ الصِّدقِ فابتدرتْ

تبكي على بعدِهِ الأريافُ والمدنُ

وصارَ مثلَ اسمهِ جاراً لخالقهِ

والروحُ باقيةٌ إن غادرَ البدنُ

مازال يسخرُ من موتٍ أريدَ لهُ

في كلِّ جارحةٍ منَّا لهُ سكنُ

لمْ يدَّعِ، لمْ يُزايدْ، لمْ يكنْ أبداً

ممَّنْ تحركهُ الأهواءُ والضِّغنُ

يا بؤسَهُ وطنٌ يقصيْ أهلَّتهُ

وتستبدُ بهِ الشَّحناءُ والإِحنُ

لا، لن يَمًرُّوا، ولن ينجوا بفَعْلتِهِمْ

ولن يصيبَكَ من تدليسِهمْ وهَنُ

لا، لن يَمُرُّوا، وما كادوا وما فعلوا

وقد تحالفَ فيكَ السرُ والعلنُ

شاءوا بقتلِكَ قتلَ النبلِ، ما عَلِموا

أنَّ المكارمَ لا تغتالُها الفتنُ

تبقى كما أنتَ رمزاً شامخاً أبداً

حراً، وإنْ دارتِ الأيامُ والمحنُ

كما عهدناكَ أسمى من مكائدِهِمْ

بقيتَ حياً وماتوا قبلَ مَنْ دَفنوا

بشراكَ، أسقطتَهُمْ من زهوِ غفلتهِمْ

وصَحَّ ما قلتَهُ واستُوجبَ الثمنُ

قد نلتَ منهم بحسنِ الرأي فانفرطَ

الجاهُ العريضُ وخرَّ الحاكمُ العفنُ

بقيتَ أعلى وظلوا في سفالتِهِمْتمْ

تبكيكَ صنعا وتستعدي الأسى عدنُ

" كمْ قد قُتلتَ وكمْ قد مُتَّ عندَهُمُ

ثُمَّ انتفضْتَ فزالَ القبرُ والكفنُ "

قراءة 3128 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 20 كانون2/يناير 2015 21:46
المزيد في هذه الفئة : « أخي على سطح القصبة »

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة