فكر وادب وفن

فكر وادب وفن (84)

 

المقا لح لم يجد غير الدموع ليعبر عن تأثره الشديد بالأغنية التي كتب كلماتها

---------

لم يوافق الدكتور عبدالعزيز المقالح في البداية على أن تصبح قصيدته "هجاء وطن" أغنية. هي قصيدة تحمل هجاء شديد اللهجة للوطن وأبنائه، ثم أنها قصيدة ليست غنائية من وجهة نظره. الفنانة شروق تحدثت في هذه الدردشة عن القصة الكاملة لهذه الأغنية.

 كنت قد ألتقيت بها أكثر من مرة في السابق في فعاليات مختلفة، لكن لم يسبق لي الحديث معها، ومؤخرا قبل أسبوعين تقريبا، كانت حاضرة في احدى الفعاليات.

قلت لمن حولي بأن أي صحفي ناجح لن يهدر هذه الفرصة، فهو سيعرض عليها اجراء حوار قصير، أو على الأقل دردشة حول أغنيتها الناجحة "ما ليس مقبولا ولا معقولا". بمجرد ما سمع الرفيق ابراهيم الأزرقي هذا، طلب مني القيام على الفور والذهاب إليها، قال: أنت صحفي، وهذه فرصة، وقصة الأغنية لا تزال مجهولة.

 لم يسبق لي أن قمت بإجراء حوار صحفي، أعني لم يسبق لي أن جلست مع أحدهم أطرح الأسئلة وأدون ما يقوله، وعندما يكون عليّ آخذ معلومات من آخرين، فإن التلفون وسيلة مناسبة لذلك، لكن بتشجيع الرفيق ابراهيم اقتربنا من الفنانة شروق وطرحنا عليها الأمر فوافقت على الحديث.

بدأت قصة الأغنية التي أستمع لها  كل اليمنيين ووجدوا أنها تعبر عنهم، باقتراح  على الفنانة شروق محمد، طرح من قبل مدير البيت اليمني للموسيقى فؤاد الشرجبي. قال لي: هذه قصيدة جديدة للدكتور المقالح، جربي تلحينها قد تصبح أغنية. أعطاني صحيفة نشرت فيها القصيدة، لم أعد أتذكر أسم الصحيفة.

أخبرتها بأن القصيدة نشرت في صحيفة الثوري، لا زلت أتذكر ذلك، في الصفحة الأخيرة على وجه التحديد.

واصلت شروق حديثها: "صباح اليوم الثاني صادف أن المقالح يزور البيت اليمني للموسيقى، أخبره فؤاد بأني سأشتغل على القصيدة، لكنه لم يرحب بالفكرة وأبدى معارضة شديدة".القصيدة ليست غنائية بحسب ما يرى المقالح، قال: "وزنها ليس غنائي، سأعطيكم قصيدة أخرى لتقوموا بالعمل عليها". لكن فؤاد الشرجبي أصر على أن تجرب شروق تلحينها، وفعلا دخلت الاستديو وشرعت في البحث عن لحن مناسب.

تتذكر شروق، "شدتني القصيدة بقوة، من المرة الأولى التي قرأتها فيها بعد اقتراح فؤاد، وأثناء العمل عليها، حرصت على أن تكون موجهة للجميع"

تغيرت القليل من معالم القصيدة بعد أن أصبحت أغنية، قالت بأنها تجاوزت بعض الأبيات، بحسب ما يفرضه اللحن والأداء، ثم قامت بتغيير الاسم، من "هجاء وطن"، إلى "ما ليس مقبولا ولا معقولا"، العنوان الأول باعتقاد شروق كان كثير سوداوية.

 لم يستغرق منها أمر البحث عن لحن مناسب للقصيدة وطريقة لأدائها الكثير من الوقت."بعد وقت قصير خرجت لهم وقد لحنت الأغنية وأديتها، ثم أديتها أمامهم وعندما أستمع لها المقالح لأول مرة، فإن الدموع انهمرت من عينيه، كان متأثرا بالأغنية بشدة ولم يتصور أنها ستصبح بهذا الشكل".

كانت البلد تعيش أحداث ما عرف بالثورة الشبابية، ولأن الأغنية تحاكي هذا الوضع، فقد قام "البيت اليمني للموسيقى" بتبني اخراجها بسرعة، ثم تم انزالها على موقع "يوتيوب" أواخر العام 2011، فحققت عدد كبير من المشاهدة، الأمر الذي جعل بعض القنوات الفضائية تبدأ في عرضها، ولا تزال الأغنية تعرض في القنوات إلى اليوم.

تقول شروق أن نجاح الأغنية جعلها سعيدة للغاية، فهي لم تتوقع أن يصل إلى هذا الحد، فجميع أطراف الأزمة (من كانوا مع الثورة ومن هم ضدها) استقبلوا الأغنية بكثير من الترحاب، كانت بمثابة جامع مشترك.

لكن هناك شيء أساءها بل وأحزنها. هناك من كان يتداول الأغنية في مواقع التواصل الاجتماعي وهي مرفقة بصور بشعة لناس قتلوا في الأحداث. "لم أكن أريد أن يتم استغلالها على هذا النحو" قالت لي ذلك بتأثر "فهناك من أراد أن يجعل من الأغنية هجاء موجه لمن يعتبرهم خصومه".

شروق هي ممثلة أكثر من كونها مطربة، لكن هذه الأغنية الناجحة قد تغير مسار حياتها، فهي أصبحت تفكر بمشاريع غنائية كثيرة يمكن الاشتغال عليها خلال المرحلة القادمة.

 كانت شروق قد تخرجت من معهد الفنون الجميلة قسم الموسيقى ـ عدن. أول عمل درامي شاركت فيه كان في 79م وحمل اسم "حكاية من الحارة". لكنها كانت قد شاركت في اعمال فنية قبل ذلك، وفي كثير من الأعمال الفنية خلال المرحلة اللاحقة وهي أعمال موزعة بين الدراما والمسرح والغناء.

مثلت اليمن في عدد من الفعاليات والمهرجانات الدولية، وحصلت على الكثير من الجوائز الفنية أبرزها، جائزة أفضل ممثلة في المهرجان الدولي للمسرح التجريبي عام 2005.

آخر تعديل على الثلاثاء, 09 أيلول/سبتمبر 2014 20:51
الإثنين, 08 أيلول/سبتمبر 2014 20:46

ايديولوجيا منزوعة السلاح

كتبه

 

لا تجنحين

باتجاهي

يا ايديولوجيا

لا تُداعبي العواطف

لا تُدغدغي المشاعر

لا تُثيري الخلايا

لا تتملقي المسامات

لا تدلكي الأعصاب

لا تُضخمي الورك

لا تستفزي العروق

لا تُقطّبي الحواجب

لا تُسنّي الاظافر

لا تشنجي اللسان

لا تربتين على الضروس

لا تدفعي بالتوتر

الى اسطوانة الاذن

لقد

كبرت

يا أيديولوجيا.

*****

صنعاء

صنعاء

لحية

عمامة

ميليشيات

اشارات مرور

خارجة عن نطاق التغطية

الإثنين, 08 أيلول/سبتمبر 2014 20:26

ورقة من كتاب الحرب

كتبه

 

هي الحرب...

تبدأ من خلل في دماغ الزعيم

ومن شرر من جحيم الكلام

ومن عطل في تروس الضمير

ومن ظمأ لدماء العروق

ومن شبق لارتداء الوسام

ومن نزوات الجنون العجيب.

هي الحرب...

ناب يلوك أورطي القلوب

ونار تلظى

ودرب يؤدي الى عتبات القبور

وثقب على واجهات السنين

تخر المدائن ساجدة

والبيوت تفر بأحجارها والحنين

البلابل صامتة

والقنابل شاحذة صوتها

والقصائد تبكي على جثث تتكدس فوق الرصيف

تلوح النعوش مقهقهة

يضحك الجنرالات في نشرات المساء

والقذائف تقصف برج الحمام

وتقصف سارية العلم المدرسي

ومشفى الولادة والشجرات.

هي الحرب...

سيف يحز الرؤوس

وليل يهشم قرص الشموس

ووحش ظروس يلوك البساتين والطرقات

ويشرب ماء العيون

ويركض خلف الطيور

ويطهو المناقير والحوصلات.

هي الحرب...

حاء الرحى

وراء الكرى

وباء الوباء

اذا قرعت طبلها

زاغ عقل الجبال

وداخ الرجال

واغلقت الأرض اسماعها

وانزوت في كهوف الأنين

يدوس الجنود على قطرات الندى والورود

ويقتحمون الحدائق والجامعات

تصير الكتابة وهما

وتضحي الأذاعة لغما

وتختنق الريح سما

وتسقط من معجم العمر ياء الحياة

تصير السماوات ممطرة بالرصاص

وتقصف اهدافها الطائرات

وتقصف عود المغني

وريشة رسم الصغار

وسنبلة القمح

تقصف صنبورة الماء

تضحي البحار مدججة بالفناء

تصوب نيرانها حمما

وتطلق اسماكها القرش في كل منعطف وزقاق.

هي الحرب...

تطهو على مهلها وجبة من لحوم فرائسها الأبرياء

وتشرب انخابها من دماء معتقة للضحايا

وتغسل مخلبها بدموع الثكالى

وتصغي لأيقاعها المدفعي

ولا صوت يعلو على اللعلعات.

واذ تضع الحرب أوزارها

يترقى الزعيم

وتملأ صورته الواجهات

ويضحك في العملة الورقية

يسطر اسمه في كتب المنهج المدرسي

وحين تعود الحياة رويدا رويدا

وتخلع هذي المدائن احزانها وثياب الحداد

وتهجر اصواتها الهمهمة

يلوح الزعيم الذي ملأت صدره الأوسمة

ويلقي خطابا عنيفا

يدشن حربا جديدة

فتبقى المذيعة كالببغاء

وتبقى المدينة واجمة كحروف القصيدة.

السبت, 30 آب/أغسطس 2014 18:56

بلاش كبره دققوا في رؤيته *

كتبه

 

الاشتراكي رقم رمزه نجمته

                                      ماحد قدر يتجاوزه او يصرفه

وقت الشدايد مايضيع وجهته

                                      او ينجرف مع اتجاه العاصفه

بلاش كبره دققوا قي رؤيته

                                      فيها مصدات للسيول الجارفه

ليس القوي من يبترع في قوته

                                      بل من يجنبنا الحفر والمجرفه*

 

 28 /8/2014

 

* الضحايا وحفر القبور

 

 

 

تصادف اليوم الذكرى الخامسة عشر لرحيل شاعر اليمن الكبير ومفكرها الاستاذ عبد الله البردوني.. والمحزن في الامر إن سلطات الاستبداد والقهر لا تزال حتى اليوم تصادر عدد من نتاج البردوني دواوين شعر ورواية وكتب سياسية وفكرية.. افرجوا عن نتاج البردوني ايها المنافيخ فراغا وزيفا.. واعطوا الرجل حقه.

ما احوجنا اليوم في هذا الزمن الرديء إلى شخصية بحجم البردوني المثقف التنويري والمفكر الفيلسوف الشاعر.. وما احوجنا في هذا الوقت إلى اعادة قرأته.. قراءة منهجية ليست كتلك القراءات التعسفية في محاولة لتشويه نتاجه بقصد او بغير قصد.

لنقرأ البردوني في صنعاء والموت والميلاد.. وصنعاء والحلم والزمان.. والطريق الهادر.. ويوم 13 حزيران 1974م.. ووجوه دخانية في مرايا الليل.. ومن أرض بلقيس.. واللّيل الحزين.. واليوم الجنين.. ومأساة حارس الملك.. والغزو من الداخل.. وابا تمام وعروبة اليوم.. وجواب العصور.. ورواغ المصابيح.. ومدينة الغد.. إلى رجعة الحكيم ابن زيدون.. وفي كل نتاجه الفكري والادبي سنجده يعيش تفاصيل اوجاعنا ويترجمها في كثيرا من نصوصه لأن ايامنا تتشابه، والحلم الذي اشعل حواس البردوني هو امتداد لحلمنا اليوم وهو ان يكون هناك وطن تزهر فيه أمانينا ويستوعب انسانيتنا.

لنقرأ البردوني في قصيدته صنعاء الموت والميلاد وهو يتتبع مسيرة صنعاء كرمزية جدلية للوطن في ميلاده وموته من سبتمبر حتى مايو مرورا بالمخاضات العسيرة التي شهدها الوطن ويترقب ميلاده الجديد الاخضر المفعم بالحياة والذي لن يتأخر  فصنعاء الوطن الان تعيش اوجاع الولادة تلفظ في غثيانها كل هذا الخبث الذي يفرزه الواقع اليوم، حيث يقول:

ولدت صنعاء بسبتمبر     كي تلقى الموت بنوفمبر

لكن كي تولد ثانية         في مايو … أو في أكتوبر

في أوّل كانون الثاني                 أو في الثاني من ديسمبر

ما دامت هجعتها حبلى          فولادتها لن تنأخّر

رغم الغثيان تحنّ إلى :          أوجاع الطلّق ولا تضجر

ويقول البردوني في القصيدة نفسها

ينبي عن مولدها الآتي        شفق دام فجر أشقر

ميعاد كالثّلج الغافي          وطيوف كالمطر الأحمر

أشلاء تخفق كالذكرى        وتنام لتحلم بالمحشر

ورماد نهار صيفي           ودخان كالحلم الأسمر

ونداء خلف نداءات         لا تنسى (عبلة) يا (عنتر)

أسماء لا أخطار لها         تنبي عن أسماء أخطر

كان البردوني يدرك بحسب قرأته العميقة للمعطيات الواقعية أن صنعاء الحلم.. الوطن.. الامل المرتحل عبر عصور التشظي والاحتراب لم تحن ولادتها.. الوطن المؤجل في كل اجندات السلطات المتعاقبة عليها، لكن يوم دام ينتظرها لكي تخرج من هذا التيه الكبير وهي في سبيل ذلك تحتاج إلى عاشق يتحد بها ويلتحم بأحلام واوجاع الشعب.. وبالتأكيد ليست هذه الاسماء التي تتنطع اليوم على الامها وتوسع من جراحها.

إلى أن يصل البردوني في قصيدته بقوله:

هل تدري صنعاء الصّرعى    كيف انطفأت ؟ ومتى تنشر؟

كالمشمش ماتت واقفة           لتعدّ الميلاد الأخضر

تندى وتجف لكي تندى         وترفّ ترفّ لكي تصفر

وتموت بيوم مشهور                        كي تولد في يوم أشهر

ترمي أوراقا ميتة                وتلّوح بالورق الأنضر

وتظلّ تموت لكي تحيا          وتموت لكي تحيا أكثر

هي صنعاء تموت كل القوى العابثة بها صنعاء مدينة الحلم والحزن ولا تقبل غير الحياة حتى وان ماتت نتيجة العبث فهي كذلك لكي تحيا أكثر كما أبصرها البردوني.. اليوم يحتشد البارود على اطرافها وينتشر الموت في ازقتها.. لكنها في دورة حياتها الطبيعية تموت لتولد من جديد وتحيا أكثر وأكثر.. إن يوما منظورا ستشهده صنعاء لولادة الحلم.. هذا هو البردوني يترجم في نصوصه حلمنا القديم الجديد الممتد بين ازمنة الجليد والشمس وهذه صنعاء الوطن الحلم المحاصر بالقبائل والموت ويتوغل في تفاصيلها ظلام دامس لكنها تستعد لميلادها الاخضر الواعد بالحياة.

آخر تعديل على الإثنين, 10 تشرين1/أكتوير 2022 20:31
الأربعاء, 27 آب/أغسطس 2014 18:42

سواك لا يدري بفاجعتي

كتبه
 

إلى روح أمي الغالية على وجودي الكياني والمعنوي، عافية بنت محسن عمر، التي علمتني معنى الحياة، ومنحتني طعم الاستمتاع بسعادة الوجود، . .أمي التي أحال موتها أيامي حزنا وكمدا،. . أدعو بالرحمة والمغفرة والفوز بجنة الخلد إن شاء الله.

 

هزم الردى فلكي وأشرعتي

 

وتشتتت في البيد قافلتي

الحزن  كالنيران يمضغني

 

كالجمر يجثو فوق ذاكرتي

وجحافل  الأشباح في نزلي

 

والصمت يستولي على شفتي

والقهر كالزلزال يسحقني

 

والنار تستشري بأنسجتي

                     *

*

  *

ماذا جرى؟ هل غادرت سفني
ام إنها الأيام جارفةٓ                     تسطو على كنزي ومحفظتي؟

 

 

مرفا حياتي صوب آخرتي

 

 

 

                                *

*

*

  يا رب مالي قد غداً زمني
 

 

يمضى عنيدا في مشاكستي؟

اجري له شرقا فيخذلني

 

ويسير غربا في معاكستي

من أين هذا الحظ يا زمني

 

يرمي سهاماً في مواجهتي

فيصدني قهراً ويغرقني

 

حزناً  ويلهو فوق جمجمتي

                                 *

*

  *

شل الزمان يدي وأنهكني

 

ومحا مع الأيام تجربتي

فغدوت لا شمسٌ تضيء على

 

دربي، ولا صوتٌ بحنجرتي

زمنٌ غليظٌ ليس يردعهُ

 

حزني ولم يأبه بمشكلتي

                                *

*

  *

أمي التي بالأمس قد سكنت

 

روحي وعاشت ملء ذاكرتي

أمي التي قد أشرعت سفني

 

وتصدرت شعري وقافيتي

أمي تباريحي التي انتشرت

 

ومداد أقلامي ومحبرتي

امي دوا جرحي اذا مرضت

 

روحي وإلهامي وملهمتي

ورعود غيماتي مسافرةً

 

وبروق أيامي وساقيتي

أمي نداء الكون يصرخ بي

 

ويعيد لي لحني وأغنيتي

تغريد طيري حاملا شجني

 

أغصان روحي،  قمح مزرعتي

مائي الذي أحيا به أبداً

 

شهدي وكاساتي وأرغفتي

أمي بشاراتي وحلم غدي

 

ترتيل آياتي وأدعيتي

صوتي مع الفجر البشوش، صدى

 

عمري وتسبيحي ومئذنتي

عنوان إنشادي  ومنتجعي

 

شلال عمري، كنز مكتبتي

مأواي  بعد النأي عن وطني

 

بيتي وأبوابي ونافذتي

كلي وبعضي حين ترصدني

 

عين الردى، . .أمني ومنقذتي

طيشي اذا ما الطيش داهمني

 

نزق الصبا يكسو مغامرتي

أمي ملاكي يبتني مدني

 

ويصوغ لي وعيي ومعرفتي

أمي جمال الكون في نظري

 

وكتاب أيامي ومدرستي

قلمي، مداد الصبر يملأه

 

وأريج بستاني وزنبقتي

وعبير أزهاري يصاحبني

 

وسنابلي، خبزي ومائدتي

أمي التي قد كان رونقها

 

ينساب لحنا بين أوردتي

غابت وغاب السعد عن بصري

 

وتلاشت البشرى بخارطتي

كانت بلادا ملؤها أملٌ

 

يزهو بأطرافي وعاصمتي

يا ليتني ما كنت أخسرها

 

أو ليتها كانت مشيعتي

لأفر من رعبٍ يطاردني

 

وألوذ من نيران محرقتي

                                  *

*

*

كل الذي في الكون اعشقهُ

 

ولى بعيداً عن مخيلتي

لم يبق لي حلما أراودهُ

 

لم يبق لي شيئا بامتعتي

ولى ولم يترك سوى شبحاً

 

ينسل كالطاعون في رئتي

يجتاح أيامي ويسحقني

 

ويعيد تصميمي وقولبتي

                                  *

*

*

يا رب أني صرت مرتهنا

 

لقضاك في شحّي وفي جدتي

انت الذي يدري بما اقترفت

 

يمناي في شكّي وفي ثقتي

أدعوك كالأطفال منتحباً

 

أرجوك خذني بعد والدتي

لأكون معها أينما قطنت

 

وأذوق معها طعم خاتمتي

يا رب رفقا بالتي نذرت

 

عمراً بتكويني وتنشئتي

سخِّر لها الجنات منزلةً

 

وتولّها في خير منزلةِ

واغفر لها ما كان من زللٍ

 

منها وهبها خير مرتبةِ

وامسح ذنوبي أينما طرأت

 

فسواك لا يدري بفاجعتي

 
 
آخر تعديل على الأربعاء, 27 آب/أغسطس 2014 19:07
الإثنين, 25 آب/أغسطس 2014 20:19

النقد بوصفه قصيدة نثر

كتبه

 

لدي

حزب

حزب ممتد

يأخذني إلى الأعلى

ها أنذا أقول

حيث السمو يقيم هناك وجلال المحبة

وفي لجنة الرقابة

رقابة ذلك الحزب

اقوم بأداء مهمة

مهمة تربوية

معنية بتقييم الدور

الدور الذي تعهد الحزب

بلعبه من اجل تحقيق الاحلام

احلام الشعب النبيلة

الى ذلك يجب ان لا اغفل الدينامو

دينامو النقد

النقد الذي له تروس

التروس التي تنتج الوهج

الوهج الذي يسير بنا باتجاه التجاوز

تجاوز الاخطاء التي نرتكبها اثناء العمل

وفي مقدمة تلك الاخطاء

اخطائي

انا

بالطبع

 

 

 

 

 

ما الذي يمنح مدينة ما سيماء مدينة كوزموبوليتية؟ هل هو اللغة؟ العرق؟ الدين؟.. الخ أم هو موهبتها في صهر الناس في بوتقة الرغبة في العيش المشترك بحيث تعلو هذه الرغبة على التباينات فيما بينهم والى الحد الذي يصير فيه مألوفا ان يستقي ساكن المدينة صفته من المكان الذي يقيم فيه كأن يوصف ساكن باريس بالباريسي وساكن صنعاء بالصنعائي وساكن عدن بالعدني وهكذا دواليك؟! بطبيعة الحال فإن الخيار الثاني هو الأقرب الى الصواب، على الأقل الى ما قبل العولمة وثورة الاتصالات وهي الحقبة التي في جزء منها تدور احداث الرواية التي بين ايدينا. والحال كذلك، يحق لنا أن نعد مدينة عدن، في حقبتها تلك، أعني حقبتها الاستعمارية، مدينة كوزموبوليتية

ذلك هو الرهان في رواية (بخور عدني) للروائي اليمني علي المقري. ففي روايته هذه التي تعد الرابعة في سلسلة رواياته ينقلنا الروائي صوب وجهة وزمن مختلفين عن الوجهة والزمن في رواياته الثلاث السابقات. والوجهة هي هنا –كما اشرنا سالفا- مدينة عدن ابان الفترة ما بين اربعينيات وستينيات القرن المنصرم. وذلك لكي يحملنا على أن نتلمس معه الخاصية التي لطالما استمدت منها المدينة هويتها المميزة: أقصد كوزوموبوليتتها المتأتية من مكونها السكاني المتنوع عرقيا واجتماعيا وثقافيا والذي دان على الرغم من ذلك بهويته العدنية المشتركة الى المكان، الى الجغرافيا التي تبرز هنا بوصفها المحدد الاساسي لهوية ساكني المدينة (ألم يكن يطلق على كل من يسكن عدن صفة العدني؟!) الذي كد المؤلف في تقديم عينة نوعية لهم تتألف من مزيج من الاشخاص من بينهم من جهة الفرنسي واليمني والهندي والصومالي، ومن جهة أخرى المسلم والمسلم المتصوف والمسلم المتزمت واليهودي والزرادشتي ...الخ والذين حظوا بالفرصة ذاتها في ممارسة معتقداتهم الدينية. كما أن اسماءهم ذاتها، وهي بالمناسبة اسماء قادمة من كل حدب وصوب كميشائل وشمعة وماما والعارف...الخ دلت وعلى نحو غير مباشر على هذا التنوع الذي أشار بدوره إلى كوزموبوليتيةالمدينة التي تظل مع ذلك –الكوزموبوليتية- غير ناجزة وغير مضمونة، بل وأكثر من ذلك مهددة بالصعوبات والعوائق احاقت بها والتي تنبع من طبيعة ذلك العصر الذي زخر، على المستوى الدولي، بتأجج وتنامي الصراعات الإيديولوجية وعلى المستوى القومي والمحلي بصعود حركات التحرر العربية بما فيها حركة التحرر الوطني الرامية الى التحرر من الاستعمار والتي ستلح أكثر ما تلح على يمنية عدن. في هذا المناخ بالذات ستشهد المدينة أولى العمليات الاقصائية الموجهة ضد اليهود بالتزامن مع تهجيرهم الى فلسطين. تلت ذلك مشاهد العداء والاعتداء على الصوماليين المقيمين في المدينة قبل ان تستحوذ عليها مشاهد الكفاح المسلح ضد الانجليز لتنتقل من ثم الممارسة الاقصائية الى داخل المكون الوطني نفسه الذي سيقصي بعضه بعضه الآخر قبل ان يفضي الصراع بين مكوناته المختلفة الى افراغ المدينة من ثراءها البشري والثقافي الذي اتسمت به خلال حقبة الاستعمار.
الأجمل ان علي المقري، اذ يسرد سيرة المدينة خلال أكثر من عقدين تقريبا فاتحا أعيننا على الانكسارات والتهرؤات التي اصابتها في الأثناء، يفعل ذلك دون ان يسقط في المباشرة أو في النزعة التاريخانية وكذلك دون تنازلات عن خصوصية فن الرواية التي يظل الملموس والفردي هو محط اهتمامها الأثير.

السبت, 23 آب/أغسطس 2014 19:59

يحيى الحرومي

كتبه

 

توفي

رفيقي

يحيى الحرومي

لم يعد لدي الآن

رفيق يشعل خيوط حلمه الانساني

ويضيئني...

الأربعاء, 13 آب/أغسطس 2014 19:30

اللحظة الهاربة

كتبه

 

بعشب الترجي ، برائحة الوقت قرب الحديقة

بلون المذاق المتبخر من قهوة البن

بالجمال الذي يراه المحبين

بالوادعة ، بالطلل السحري

با طياف من سكنوا القلب

بأشواق من عاد رحلة التيه ،

بالظل

بالدفء

بالغيث

بما استطيع من الامل المتباعد  بيني وبيني

 بخيال الجميلة في عشقها

 سأنتظر اللحظة الهاربه

آخر تعديل على الأربعاء, 13 آب/أغسطس 2014 20:34
الصفحة 4 من 6