نعت منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بمحافظة تعز وفاة المناضل المهندس فاروق عبدالمجيد العبسي، الذي غادر دنيانا يوم الاثنين الماضي، بعد معاناة مريرة مع المرض.

واعتبرت المنظمة في بيان نعي صادر عنها رحيل الفقيد م. فاروق عبدالمجيد العبسي يمثل خسارة مؤلمة لحزبنا الاشتراكي اليمني، نظراً لما مثله الفقيد من مسلك نضالي نبيل، وحضور إنساني كثيف، وروح تتحدى كل الظروف القاهرة، متسلحة بالأمل والإيمان بعدالة القضية الوطنية، والانحياز التام لجماهير الشعب المُفقَرة والمسحوقة.

وبهذا المصاب الأليم، قدمت سكرتارية المنظمة بمحافظة تعز صادق العزاء والمواساة لأسرة الفقيد ولرفاقه ولزملائه، سائلة الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وغفرانه، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم الأهل والرفاق الصبر والسلوان.

نص البيان

اشتراكي تعز ينعي وفاة المناضل العصامي المهندس فاروق عبدالمجيد العبسي

بقلوب يعتصرها الحزن والأسى، تنعي منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بمحافظة تعز وفاة المناضل الكبير المهندس فاروق عبدالمجيد العبسي، الذي غادر دنيانا يوم أمس الأول، الاثنين، الموافق 3 رمضان 1445هـ 4 ابريل 2022م، بعد معاناة مريرة مع المرض.

فقد أصيب الفقيد سابقاً وبالتحديد في 5 سبتمبر 2021 بجلطة دماغية، أسعف على إثرها إلى مستشفى العلياء في العاصمة صنعاء لتلقي العلاج، وظل في المستشفى لأكثر من شهرين، وبعد خروجه منها، انتقل إلى مدينة تعز برفقة أبنائه، وظل فيها إلى أن فارق الحياة. 

عُرف الفقيد بروح نضالية نبيلة قلّما نجدها عند أغياره، وهو ما تكشفه مسيرته الحزبية والإنسانية الزاخرة بالتضحيات الكبيرة، على مدى ما يزيد عن ستة عقود من الزمن. فالفقيد المولود في العام 1959، في قرية الغَلَّيْبَة، عزلة الأعْبُوُس، مديرية حيفان، محافظة تعز، قد حدد خياره النضالي بانخراطه منذ ريعان شبابه الزاهر في صفوف الحزب الديمقراطي الثوري اليمني (أحد الفصائل المكونة لحزبنا الاشتراكي اليمني).

 وقد لعب الفقيد دوراً بارزاً في توسيع نشاط الحزب ونشره أفكاره ومبادئه الوطنية التقدمية، ولاسيما في جبل صبر بتعز؛ حيث كان يؤدي الخدمة الإلزامية في التدريس.

وفي نهاية السبعينات وإثر توحيد الفصائل اليسارية في شمال الوطن تحت مظلة "حزب الوحدة الشعبية" (حوشي)، تنامى النشاط الحزبي للفقيد، وأصبح عضو اللجنة المركزية لاتحاد الشبيبة الديمقراطية (أشدي)، كما أصبح عضواً قيادياً في اللجنة الطلابية العليا في ج.ع.ي.

تعرض الفقيد للمطاردات والملاحقات الأمنية في شمال الوطن، مما اضطر إلى الاتجاه جنوبا،ً إلى عدن، في العام 1979، وهناك عُيّن الفقيد مديراً لمعهد عبدالله باذيب  للعلوم الاجتماعية - فرع معسكر مأرب، والخاص بكوادر حزب الوحدة الشعبية اليمنية.

في العام 1989 بدأ الفقيد مشوار جديد في حياته، بعد أن حصل على منحة دراسية لدراسة الهندسة المدنية في الاتحاد السوفياتي (سابقاً). 

ظل الفقيد يواصل نضاله الدؤوب في أوساط الطلاب اليمنيين المبتعثين في الاتحاد السوفياتي، وبعد عودته إلى أرض الوطن، سارع الفقيد إلى الاتصال برفاقه واستئناف مسيرة النضال الحزبي والوطني بروح فدائية متفانية لا يتسلل إليها الملل أو الاحباط.

تعرض الفقيد للإيذاء والعسف الأمني مرة أخرى بُعيد حرب صيف 1994 الظالمة، وفُصل من عمله كإجراء انتقامي ضده بسبب تمسكه المبدئي بانتمائه للحزب الاشتراكي اليمني وللقضية الوطنية العادلة.

عانى الفقيد كثيراً جراء اقصائه من عمله ومصادرة حقوقه الوظيفية والإنسانية، ولكنه قاوم تلك الظروف ببسالة تبعث على الدهشة والاعتزاز، وروح مقاتلة ترفض الضيم وتأنف الخضوع والانكسار أمام جبروت السلطة وإرهابها.

استمر الفقيد في نضاله الحزبي، وقد عمل مقرراً لسكرتارية منظمة الحزب الاشتراكي اليمني في محافظة تعز بعد حرب صيف 1994، فضلاً عن دوره البارز في إعادة ترتيب الوضع التنظيمي للمنظمة في تلك الفترة.

بعد ذلك بسنوات انتقل الفقيد إلى العاصمة صنعاء، وانتخب سكرتيراً تنظيمياً لمنظمة الشهيد جارالله عمر بأمانة العاصمة، واستمر في هذا الموقع حتى خواتيم عمره الحافل بالنضال الديمقراطي والوطني.

إن رحيل الفقيد م. فاروق عبدالمجيد العبسي يمثل خسارة مؤلمة لحزبنا الاشتراكي اليمني، نظراً لما مثله الفقيد من مسلك نضالي نبيل، وحضور إنساني كثيف، وروح تتحدى كل الظروف القاهرة، متسلحة بالأمل والإيمان بعدالة القضية الوطنية، والانحياز التام لجماهير الشعب المُفقَرة والمسحوقة.

وبهذا المصاب الأليم، تتقدم سكرتارية منظمة الحزب الاشتراكي بمحافظة تعز ببالغ العزاء والمواساة لأسرة الفقيد ولرفاقه ولزملائه، سائلة الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وغفرانه، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم الأهل والرفاق الصبر والسلوان.

إن لله وإن إليه راجعون.

صادر عن سكرتارية منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بمحافظة تعز

الأربعاء 6 ابريل 2022