شارك الحزب الاشتراكي اليمني بمؤتمر "الرؤية العامة لعالم عربي تقدمي" ومؤتمر القدس "خلال يومي 24-25 مارس الماضي في العاصمة الاردنية عمان.

وضم المؤتمر الذي مثل فيه الحزب الاشتراكي اليمني رئيسة دائرة المرأة وهبية أحمد صبرة والكادر الشبابي نزار عبده سعيد معدان، المؤتمر الاول وفودا رفيعة المستوى لاحزاب اشتراكية وديموقراطية واجتماعية، عربية واوروبية واسيوية وافريقية.

وشارك في مؤتمر القدس احزاب (المنتدى الديموقراطي العربي) الذي يعد الحزب الاشتراكي اليمني احد مؤسسيه عند اشهاره في مدينة الرباط المغربية في يونيو عام 2013، ويضم 12 حزبا يساريا من مصر واليمن و المغرب ولبنان وكردستان العراق والجزائر وتونس وفلسطين والاردن وموريتانيا وليبيا.

وجرى اختيار رئيسة دائرة المرأة بالحزب الاشتراكي اليمني من قبل مؤتمر القدس مقررا للجلسة الاولى للمؤتمر، كما شارك الوفد في لقاء نساء وشباب المنتدى.

وتضمن بيان المؤتمر الدولي الاول اشادة بدور الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان وممثلي الحزب في انجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل والعملية السياسية في اليمن . 

وأكد البيان الصادر في ختام المؤتمر على رفضه المطلق لما قامت به اسرائيل من ضم غير شرعي للقدس، وكل ما ترتب على ذلك من متغيرات اكد قرار محكمة العدل الدولية على رفضها وضرورة ازالتها.

وقال الحزب الاشتراكي اليمني في كلمته التي القتها الدكتورة وهبية صبرة بمؤتمر القدس انها لمناسبة غالية ان يحمل هذا المؤتمر اسم مدينة "القدس" التي ترزح تحت الاحتلال الاسرائيلي الغاشم لعدة عقود وهي صامدة.

وقالت صبرة "تحمل حزبنا الاشتراكي اليمني مسؤوليته القومية والنضالية مع الشعب الفلسطيني منذ انطلاق ثورته المباركة، ووقف بكل ثبات مع هذا الشعب الصامد المكافح في مواجهة كل جرائم الاحتلال الاسرائيلي، وتعرض الحزب الاشتراكي اليمني لعقوبات وحصار سياسي واقتصادي خارجي، وتم اعتباره كداعما رئيسيا للارهاب بسبب مواقفه مع الشعب الفلسطيني التي نعتز بها ايما اعتزاز ".

نص كلمة الحزب الاشتراكي اليمني في مؤتمر القدس:

اسمحوا لي ان احيي مؤتمرنا هذا ((مؤتمر القدس)) في هذه الجلسة وعنوانها: ((القدس من منظور عربي)) في العاصمة الاردنية عمان التي لها مكانة خاصة في قلوبنا. وهذه بادرة هامه يستحق من اعدلها كل التقدير والاحترام، كما انها لمناسبة غالية ان يحمل هذا المؤتمر اسم المدينة البطلة ((القدس)) التي ترزح تحت الاحتلال الاسرائيلي الغاشم لعدة عقود وهي صامدة صمود الاقصى الشريف ونحن على ثقة تامة بأنه سيأتي اليوم الذي نحتفل به في القدس الشريف عاصمة الدولة الفلسطينية الحرة والمستقلة. لقد تحمل حزبنا الاشتراكي اليمني مسؤوليته القومية والنضالية مع الشعب الفلسطيني منذ انطلاق ثورته المباركة، ووقف بكل ثبات مع هذا الشعب الصامد المكافح في مواجهة كل جرائم الاحتلال الاسرائيلي، وتعرض الحزب الاشتراكي اليمني لعقوبات وحصار سياسي واقتصادي خارجي، وتم اعتباره كداعما رئيسيا للارهاب بسبب مواقفه مع الشعب الفلسطيني التي نعتز بها ايما اعتزاز.

السيادات والسادة: احمل اليكم تحايا الحزب الاشتراكي اليمني الذي تحمل ولازال اوجاع والام الحرب المدمرة منذ عام 1994 حيث اجمتع الارهابيون والقتلة من كل حدب وصوب من افغانستان واسيا وافريقيا والوطن العربي اضافة الى من خطط لهم داخل صنعاء حيث تم توجيه تلك الجحافل لاجتياح جنوب البلاد الذي كان يحكمه حزبنا منذ الاستقلال في 30 نوفمبر 1967 حتى الوحدة الاندماجية في 22 مايو 1990. حيث تحول الجنوب الى غاية للنهب والفيد والقتل والتشريد استنادا الى فتاوى تكفيرية اجازت قتل كل الاشتراكيين نساء ورجالا وكذا ابناء الجنوب حتى الاطفال والنساء بصفتهم دروع لحماية الكفار اعداء الاسلام. وبرغم ما تعرض له حزبنا من صنوف القمع والاقصاء والتشريد ومصادرة امواله من البنوك وكافة مقراته وممتلكاته بما فيها مقرات الشباب والنساء والنقابات حتى يومنا هذا الا ان الحزب وفي 6 سبتمبر 1994 من داخل صنعاء ومدافع الحرب لازالت مستمرة دعا الى الحوار وايقاف الحرب واعادة بناء ما دمرته والسير نحو المصالحة الوطنية. وقرر عدم الانجرار الى خيار العنف والاستمرار في النضال السلمي الديموقراطي ومن داخل اليمن، ولكن كل تلك الدعوات لم تجد اذانا صاغية من قبل تحالف الحرب الذين اعتبروا انهم قد انتصروا بمجرد اجتياحهم المدمر لمدينة عدن الباسلة. وبسبب القمع والبطش والقتل والنهب والاقصاء لمئات الاف من المدنيين والعسكريين شرع المقاعدون العسكريون قسريا وهم قادة جيوش برية وجوية وبحرية وشرطة في الجنوب الى اعلان الحراك السلمي الجنوبي في 7 يوليو 2007 كاول ثورة سلمية في الوطن العربي من اجل مطالب حقوقية بحته، ومع ذلك تعرضوا للقتل والتشريد والاعتقال حيث بلغ عدد المعتقلين في يوم واحد فقط وهو 13 يناير 2010 خمسة الف معتقل في مدينة عدن وحدها، تم وضعهم في حاويات حديدية مغلقة في اطراف الصحارى. وقد تواصلت هذه الفعالية الثورية حتى الثورة الشبابية السلمية في عموم اليمن التي دشنها صبيحة يوم 11 فبراير 2011 شباب وشابات الحزب الاشتراكي اليمني في جامعة صنعاء ثم دخل الشعب اليمني بكل فئاته في هذه الثورة السلمية مقدمين التضحيات الكبيرة من شهداء وجرحى ومعتقلين. وقادت هذه الثورة نحو التغيير السلمي بعد ان اقتنع شبابها بضرورة اختيار النضال السلمي والعملية السياسية لان البديل هو الحرب الاهلية الطاحنة. وهذا ما قادنا الى مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي ادى فيه حزبنا مع بقية القوى السياسية والاجتماعية ادوارا مشرفة لوضع اللبنات الاولى لمشروع بناء الدولة الاتحادية الديموقراطية. ونحمد الله ان دعوات حزبنا للحوار منذ 20 عاما قد تحققت بانعقاد هذا المؤتمر، كما تحقق الاجماع اليمني على اقامة الدولة الاتحادية والتي دعا حزبنا لانجازها منذ قرابة 10 سنوات. وقدم حزبنا رؤيته لشكل الدولة الاتحادية من اقليمين جنوبي وشمالي بعد ان ذبحت الوحدة الاندماجية السلمية بحرب 1994 وبعد فشل وحدة الضم والالحاق والقوة والحكم العسكري في الجنوب، خاصة وقد وصل الشارع الجنوبي في اخر المطاف وبعد صبر طويل على القهر والاذلال الى المطالبة بالانفصال وباستعادة الدولة. ورأى حزبنا ان خيار الدولة من اقليمين هو الاقرب الى الواقع والاسهل للتحقيق من اجل بقاء اليمن كيانا موحدا مستقرا. ومع الاسف جرت اول مخالفة لمبدأ التوافق والنظام الداخلي الذي اعتمد عليهما مؤتمر الحوار حيث بدأت هذه المخالفة في جلسة يوم 12 يناير 2014 فيما يختص بلجنة اعداد الاقاليم وتواصلت المخالفات بعد اختتام المؤتمر بتشكيل لجنة الاقاليم ثم بتسميتها ب 6 اقاليم دون أية دراسة او مشروع مقدم وبالتالي فقد رفض حزبنا هذا الاتجاه الخطير الذي جعل القضية الجنوبية خارج الحوار وحولها الى قضية ادارية روتينية، وسيستمر حزبنا في التمسك بمشروعية مؤتمر الحوار مطالبا بالغاء هذه الممارسات الخاطئة التي ستخلق اضرارا بالغة بالبلاد كلها وفي ذات الوقت فأن الحزب الاشتراكي اليمني سيظل في مقدمة الصفوف لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي توافق عليها اليمنيون دون أي تردد او كلل.

السيدات والسادة: لقد كان الامين العام لحزبنا الدكتور ياسين سعيد نعمان احد نواب رئيس مؤتمر الحوار الوطني ورئيسا دوريا لمعظم جلساته وللجنة التوفيق وعمل بكل جهد في سبيل انجاح الحوار، ومع ذلك فقد شنت عليه حملات تحريض وفتاوى تكفيرية تبيح دمه، اختتمت بمحاولة اغتياله صباح 16 ديسمبر 2013 بطلقات من رشاش كاتم للصوت من مأذنة المسجد امام منزله. وقد كتب الله له السلامة، ورغم هذه المحاولة الاثمة الا انه واصل طريقة نحو مؤتمر الحوار ليترأس اجتماع لجنة التوفيق. وقبل ذلك وباقل من عام تعرض لتقطع مسلح في الطريق العام، اما في عام 1992 وحينما كان رئيسا لمجلس النواب اليمني فقد قصفت غرفة نومه بصاروخ ا ربي جي بعد خروجه منها بدقائق، ونجا منها هو واسرته بأعجوبة. وفي الصباح الباكر توجه ليترأس جلسات مجلس النواب كالعادة. وبعد اعادة تحالف حرب 1994 مجددا في الاونة الاخيرة تجري محاولات خطيرة لاقصاء حزبنا عن الحياة السياسية ومن اجل تهميشه مجددا على نفس الطريقة التي اتبعت منذ حرب عام 1994، ولكننا واثقون ان الحزب الاشتراكي اليمني اصبح رقما صعبا يصعب تجاوزه او الغائه او تهميشه جديد من.

في الختام: لقد كانت المرأة الاشتراكية اليمنية مع بقية نساء اليمن في الصفوف للحراك الجنوبي السلمي وللثورة الشبابية الشعبية السلمية في كافة الميادين والساحات، كما كانت الى جانب الشباب ومنظمات المجتمع اليمني المحرك الرئيسي في سبيل انجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي تحققت فيه مكاسب عديدة للمرأة اليمنية في المساواة والحقوق والحريات وفي الانتخابات وكافة المجالات السياسية والاجتماعية. وتم اعتماد واقرار مواد دستورية في هذا الجانب وكذلك في مجال استقلالية القضاء، والعدالة الانتقالية، والحقوق والحريات والحكم الرشيد، وحروب صعدة، واسس بناء الجيش والامن، والتنمية الشاملة، واحتلت القضية الجنوبية حيزا هاما في مخرجات الحوار الوطني رغم الالتفاف عليها مؤخرا، حيث تم اقرار تمثيل الجنوب في الانتخابات والحكومة القادمتين بالمناسبة 50٪ بما فيها الوظائف العليا المدنية والعسكرية. ونحن على ثقة تامة باننا في الحزب الاشتراكي اليمني الحية والمحبة للحياة والسلام والديموقراطية والعدالة الاجتماعية سنعمل بكل تفان من اجل بناء الدولة اليمنية الاتحادية الحديثة والديموقراطية التي تتسع لكل ابناء اليمن دون أي تمييز او تهميش وبحكم مدني تسوده قوة القانون بدلا عن قانون القوة.

اتمنى للمؤتمر النجاح، المجد للقدس ولاهلها الصامدون وللشعب الفلسطيني الصابر المناضل ولقضيته العادلة. شكرا لحسن استماعكم.

بيان القدس صادر عن المنتدى الديمقراطي الاجتماعي العربي