جيش تحالف الحوثي والمخلوع يتقدم نحو الجنوب "تقرير"

  • الاشتراكي نت ـ تقرير خاص/ وسام محمد

الإثنين, 23 آذار/مارس 2015 21:03
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

باتت جماعة الحوثي المسلحة ومعها الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، يحكمان القبض على مؤسسة الجيش، ويتقدمان به عبر أكثر من محور نحو جنوب اليمن لاجتياحه واخضاعه مجددا، بهدف استكمال الانقلاب على سلطة الرئيس عبده ربه منصور هادي، والسيطرة على البلاد.

وفي خطوة غير مسبوقة أقدمت "اللجنة الثورية العليا"، التابعة لجماعة الحوثي، أمس، على تكليف رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن حسين ناجي هادي خيران، القيام بمهام وزير الدفاع، بعد أن أحكمت السيطرة على جزء كبير من قوات الجيش التي كانت لا تزال موالية لصالح، الذي من فرط هوسه بالسلطة أطلق على نفسه لقب (الزعيم) بعد نجاح الثورة في سلبه الحكم.

ومنذ الجمعة الماضية، وهذه القوات تزحف باتجاه الجنوب، حيث وصلت عدد من كتائب (قوات الأمن الخاصة) الى مدينة تعز، لحقها قوات من الجيش على دفعات وبصحبتها معدات عسكرية ضخمة، ثم شرع قادة عسكريين باستلام المعسكرات المتواجدة هناك دون أي مقاومة.

وقال مصدر عسكري لـ"الاشتراكي نت" في وقت سابق، أن الحوثيين لم يحتاجوا الى استخدام القوة للسيطرة على المعسكرات في مدينة تعز، لأنها اصبحت موالية لهم، فهناك تفاهمات بين قيادة هذه المعسكرات وبين الحوثيين مكنهم من دخولها بسهولة.

وأوضح المصدر، أن معسكر الجند الواقع شرق المدينة، ومعسكر اللواء 22 مدرع المكلف بحماية المطار والمنطقة المجاورة له، ومعسكر القوات الخاصة الواقع بجوار قصر الشعب، دخلها الحوثيين بأطقم وعدد محدود. مضيفا "معروف من سابق أن ولاء هذه المعسكرات لعلي عبدالله صالح".

ويشاع في الأوساط العسكرية التي لا توالي الحوثيين وصالح، أن معظم أفراد قوات الأمن الخاصة التي قدمت الى تعز، خلال الأيام الماضية، لا ينتمون الى الجيش والأمن، وانما هم مسلحون حوثيون جرى الباسهم زي الأمن نظرا لحساسية الوضع في تعز، فالناس هناك لن تذعن لأي قوات عسكرية قادمة من خارج المحافظة، لكن الرفض سيصبح أكثر ضراوة اذا كان القادمون مسلحون مدنيون.

 ويعزز هذه التشككات، معلومات شبه مؤكدة، تقول بأن معظم الجنود الذين هم من محافظات مناوئة لجماعة الحوثي، رفضوا الانصياع للأوامر التي طالبتهم بالانخراط في عملية التحشيد القائمة لغزو الجنوب، وأن الكثيرين منهم فروا من المعسكرات، وهناك من فروا في الطريق اثناء توجه أول حملة عسكرية نحو تعز، الأمر الذي جعل الحوثيين يلجئون الى اعلان التعبئة العامة والقيام بتجنيد موالين لهم من محافظات شمال الشمال على نحو مستعجل. ويبدو ان تكليف وزير دفاع جديد رغم أنه لا توجد حكومة في الأصل، جاء لإضفاء نوع من الشرعية الوهمية على هذه الاجراءات المفتقدة للشرعية.

وعن الحاجة لانزال قوات أمنية ضخمة الى تعز، قال ذات المصدر العسكري، أن التوقعات تشير الى أن مهام هذه القوات سيكون احكام السيطرة على مفاصل المدينة، من خلال الانتشار في شوارعها، ونصب النقاط على الطرق المختلفة، والاستيلاء على المؤسسات الحكومية، فيما قوات الجيش القائمة ببعض هذه المهام جرى استدعائها الى المعسكرات استعدادا للمشاركة في اجتياح الجنوب.

ويبدو أن هذه التحليل بات واقعا، مع انتشار قوات الأمن الخاصة في مدينة تعز خلال اليومين الماضيتين، وايضا الانتشار في الطرق المؤدية الى محافظة لحج ومدينة عدن، لتأمين التمديدات العسكرية، كما أن هذه القوات شرعت في قمع المحتجين المناوئين لتحركات الحوثي وصالح والرافضين للحرب على الجنوب.

ويرى مراقبون أن الحرب على الجنوب ستكون حرب من طرف واحد، لأن الرئيس هادي لا يسيطر سوى على القليل من قوات الجيش، القليل من المعسكرات المتواجدة في الجنوب، مع محاولات محدودة للسيطرة على معسكرات لا تزال توالي صالح ومن ورائه جماعة الحوثي، ومهما يكن حجم اللجان الشعبية فإنها لن تستطيع الصمود أمام الألة العسكرية الضخمة التي باتت تحت سيطرة الطائفة الحوثية وصالح.

لكن المراقبون يؤكدون أن المعركة لن تحسم بسهولة، لأنها ستتحول الى حرب مفتوحة، وسيواجه الغزو الجديد بمقاومة شعبية شرسة، ستتخذ أكثر من شكل، لأن العقدين الأخيرين ترك تغيرات اجتماعية واسعة تعززت مع انطلاع الحراك الجنوبي في 2007، والثورة الشبابية مطلع العام 2011، وهذه التغييرات اصبحت عميقة ومن الصعب تجاوزها.

فعاليات مدنية وأحزاب سياسية، وجهت دعوات الى قوات الجيش بعدم المشاركة في هذه الحرب التي تستهدف وحدة اليمن ونسيجه الاجتماعي، ومع تمسكها بشرعية الرئيس هادي فقد حرصت على توجيه الدعوة الى الجنود الذين يتواجدون في معسكرات يسيطر عليها صالح وجماعة الحوثي، بالانسحاب واحترام الشرف العسكري.

كما وجهت قوى اجتماعية في محافظة تعز، نداء لكل ابناء المحافظة المنخرطين في الجيش، بالانسحاب والعودة للدفاع عن المحافظة من أي عدوان، متعهدين بعدم السماح أن تتحول محافظتهم محطة عبور لقوات تحارب الجنوب. وكثرت التساؤلات والتعليقات عن الوطنية التي يفترض بالجيش تمثلها.

يفصل تعز عن مدينة عدن التي يقيم فيها الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي حوالي 167 كيلومترا، لكن هذه المسافة أصبحت أقصر مع تقدم المسلحين الحوثيين والقوات الموالية لهم، فهي باتت تعسكر على مشارف محافظة لحج وتنصب المخيمات لاستقبال مجندين جدد من حزب صالح يدفع بهم مشايخ موالون له في هذه المناطق.

لا يوجد جيشا وطنيا في اليمن، تتأكد هذه الحقيقة مع كل دقيقة تمر، فصالح الذي يقف خلف كل الأحداث الجارية، تفنن طوال سنوات حكمه الـ(33) على هدم هذه المؤسسة وتشويهها لتصبح مؤسسة تابعة له ويقودها أقربائه، ومؤخرا جعلها طوع الأوامر الحوثية الطامحة للسيطرة على البلاد، وايضا طوع نوازعه الانتقامية ضد من قاموا بالثورة ضد نظام حكمه خلال العام 2011م.

 

قراءة 1826 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة