أخـــر الأخبــــار

 

رمضان موسم الحرب في اليمن

  • الاشتراكي نت / علي الجرادي

الأربعاء, 24 حزيران/يونيو 2015 22:47
قيم الموضوع
(0 أصوات)

على غير عادته يطل شهر رمضان على اليمنيين هذا العام وسط صراع مستمر وعوز متفاقم للحياة. فلم يعد هذا الشهر بطقوسه كما كان في السابق ،فالحرب  لم تترك حيزا للفرح وللبهجة في أوساط الناس ،لا سيما في المدن الكبرى مثل تعز وعدن والحديدة ،التي غابت فيها مظاهر الحياة بعد أن هشمت الحرب كلما هو جميل.

المآسي والكوارث الانسانية المحدقة ؛هي حصيلة الحرب والموت بالمجان في معركة أراد صانعيها القول  أن لاحياة لمن لا ينتمي الى العرق. فيما يبدو الواقع أكثر هشاشة أمام ذوي الطموحات الاستئصالية من الأخر. فالحرب و النزوح والفقر والجوع  هو ما يعانيه المواطن اليمني جراء هذه الحرب العبثية التي ضاعفت من هموم معيشته اليومية خصوصا وان الحرب لم تضع أوزارها بعد.

وما يزيد الأمر سوءا بالنسبة لليمنيين في شهر رمضان هو ارتفاع الاسعار وانعدام الخدمات الاساسية كالماء والكهرباء ؛نتيجة الإقتتال الدائر  ورحى الحرب المشتعلة في أكثر من جبهة يمنية منذ نحو ثلاثة اشهر على الأقل. ما يجعل توفر المواد وضروريات الحياة  أكثر صعوبة في ظل اغلاق الطرقات والحصار المفروض على المدن لاسيما عدن المدينة التي للجميع على مدى قرونها الماضية، لكنها اليوم تضيق ضرعا بالعنف والجريمة.

عدن رحبة كالسماء لا تسأل الغرباء هويتهم ، قالها الشاعر ذات يوم لكن عدن اليوم ليست بعدن الأمس، فالمدينة تعاني كغيرها من المدن اليمنية منذ أكثر من شهرين منعا كاملا لدخول أي مادة من المواد الإستهلاكية ، يزيد عن ذلك حالة الاختناق الحراري وعدم توفر الكهرباء وشح الماء، بالاضافة الى الوضع الصحي المتدهور يوما بعد آخر.

ليطل شهر رمضان هذا العام بحلة مغايرة لم يعهدها اليمنيون في الاعوام السابقة، خصوصا وان الحرب ماتزال مستمرة في حصدها للارواح دونما اكتراث لما سيترتب عليه  من انجرار البلاد الى مستنقع القتل والدمار.

ومع استمرار الاحتراب الداخلي بموازاة العمليات العسكرية لطيران التحالف العربي, يقضي اليمنيين رمضانهم وسط ضجيج  المتفجرات وقذائف الهاون ،يزيد عنه الضحايا واشلائهم المبعثرة في الطرقات.

لتدخل اليمن بذلك نفق المجهول الذي بدا واضحا من خلال ما شهدته الساعات الاولى من ايام الشهر الكريم ،حيث تزايدت فيه اعداد السيارات المفخخة التي استهدفت بعض المساجد والمنازل, ليذهب ضحيتها عشرات القتلى والجرحى من المدنيين الابرياء.

مسلسل التفجيرات والسيارات المفخخة  لم يكن يوما في ذهنية اليمني ،لكنه اليوم أكثر شراسة ووحشية بعد ان تقيئت الحرب كل قذاراتها لاستعادة الارض اليمنية حرباً ظالمة وقودها الناس  والحجارة.

بيد أن الحرب لم تتوقف عند ذلك فقد بددت ملامح اليمني وعاداته وتقاليده خصوصا في رمضان. فاليمنيين كعادتهم أكثر احتفاء وروحانية بالشهر الكريم .لكن هذه المرة لم تدع الحرب لهم مجالا لممارسة طقوسهم الر وحانية التي استبدلتها بانواع الجريمة.

فمنذ اليوم الاول  من الشهر الكريم ارتفعت حصيلة ضحايا السيارات المفخخة  الى أكثر من 100 قتيل وجريح. في حين ماتزال الحرب مستمرة وفي أوج ذروتها من قتلها للمدنيين الابرياء ،ليغدو حينها رمضان هذا العام  بالنسبة لليمنيين  موسم حرب ليس إلا.

قراءة 5980 مرات آخر تعديل على الخميس, 25 حزيران/يونيو 2015 13:18

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة