أخـــر الأخبــــار

 

معركة تعز تعيد تقييم موازين القوة

  • الاشتراكي نت / خالد عبدالهادي

الأحد, 22 تشرين2/نوفمبر 2015 18:02
قيم الموضوع
(0 أصوات)

انطلقت معركة استرداد تعز وفق ما أعلنت المنطقة العسكرية الرابعة من مقرها في عدن, بعد أكثر من سبعة أشهر, تناوب خلالها القتال الضاري والحصار والقصف العشوائي وصنوف من سياسات العقاب الجماعي بحق المدينة.

واستبقت قوات علي صالح والحوثي العملية بتكتيكات وانتشار أملاً في أن يزيدا من فرصها في مواجهة الحملة العسكرية الهادفة إلى استعادة تعز وفك الحصار المضروب على عاصمتها.

فقد استغلت فترة التقييم التي يقضيها الحلفاء في تقييم الحملات العسكرية عقب انتهائها ورسم الخطط لحملات جديدة فهاجمت في جبهات متعددة, محققة تقدماً تكتيكياً في كثير منها.

ومثلما هاجمت تلك القوات في منطقة دمت وسيطرت عليها, كذلك نفذت عملية التفاف في جبهة تعز, أوصلتها إلى منطقة المسراخ حيث أحدثت ثغرة مكنتها من السيطرة على الطريق الوحيد المتاح لإمداد قوات الجيش والمقاومة الشعبية وقسمت القطاع الغربي الجنوبي من الجبهة إلى قسمين معزولين.

أكثر من ذلك, قصفت قوات صالح والحوثي قاعدة العند بقرابة ثلاث قذائف صاروخية من جبل في مديرية القبيطة واستعدت للقتال في منطقة الشريجة بلحج.

مع خطورة هذه الاختراقات التي أحدثها مقاتلو سلطة صنعاء في غضون أسبوعين, خصوصاً ثغرة المسراخ, إلا أن انتشارهم على ذلك النحو لا يمكن تفسيره على أنه دليل قوة دوماً, إذ لطالما اتبع مقاتلو الجماعة الحوثية هذا الأسلوب في جولات قتال سابقة خاضوها في محافظات صعدة وعمران والجوف لإظهار أنهم في حالة قوة, تطبيقاً لأسلوب قتالي شهير في الحرب, يقضي بإبداء القوة في أوقات الضعف.

وهكذا, تخوض قوات صالح والحوثي معاركها حين تدرك تضعضعها بطريقة تحيلها إلى مقاتلين جوالين وتجد فيها ملاذاً لإظهار أنها ما تزال ممسكة بزمام المبادرة وقادرة على القتال في أي بقعة داخل النطاق الذي تجهد لإبقائه تحت هيمنتها.

فكلما تلقت ضربة في جبهة ما نقلت عملياتها القتالية إلى جبهة أخرى أو فتحت أخرى, أو عادت لتناوش في جبهة سبق أن تلقت هزيمة فيها.

علاوة على أن هذا الأسلوب يظهرها قوية في تقدير خصومها, فهي تبتغي منها تحويل مطاردة قوات الجيش الجديد والمقاومة الشعبية لها من مطاردة نهائية في اتجاه مباشر يضطرها إلى معاقلها وينتهي بإلحاق هزيمة حاسمة بها إلى مطاردة غير نهائية داخل مجال دائري غير مغلق.

ويبدو أن سلطة 21 سبتمبر لمست عزم التحالف العربي إطلاق معركة استرداد تعز فاستبقت المعركة بتلك الهجمات التي مكنتها من السيطرة على الطريق الحاسم لإمداد القطاع الغربي من الجبهة في منطقة نجد قسيم, الأمر الذي تطلب من قوات الجيش والمقاومة خوض قتال تمهيدي لاستعادة السيطرة على الطريق.

من جهة ثانية, وطدت تلك الهجمات أقدام القوات التابعة لصالح والحوثي في المناطق المحيطة بالطريق الذي ستعبر منه القوات العسكرية من لحج فكرش والراهدة وصولاً إلى منطقة الحوبان لخوض معركة القطاع الشرقي من جبهة تعز.

لكن قدرة مقاتلي سلطة سبتمبر على الاستمرار في استخدام أساليب قتالية متنوعة في معركة واحدة والإفادة من هجماتهم الاستباقية التي شنوها أخيراً مرهونة بالطريقة التي سيدير بها الحلفاء المعركة في تعز ومدى قدرتهم على عدم ارتكاب أخطاء مؤثرة.

ينبع التعقيد في معركة تعز من طبيعة مسرحها الممتد من المخاء حتى الراهدة والمشتمل على طوبوغرافيا شديدة التنوع ما يجعل القتال فيها بحاجة إلى تنويع في الأساليب, يستجيب لتنوع تلك الطوبوغرافيا.

وداخل عاصمة المحافظة, سيتعين على قوات الحلفاء خوض قتال شوارع داخل مدينة شديدة الازدحام.  

من بين غبار القتال في تعز يتجلى  واحد من الجوانب المشجعة على المضي قدماً في إطاحة سلطة انقلاب سبتمبر هو اشتراك المقاومة الشعبية في المحافظات الجنوبية في معركة استرداد تعز مع أنها مازالت محتفظة بوضعها القديم وتسميتها "مقاومة جنوبية" حتى بعد دمج أفرادها في قوام الجيش الآخذ في التشكل.

ففي ذلك مؤشر على إمكانية تشكل جيش مهني يأتمر بأمر قيادة عسكرية لها مشروعيتها مهما  تحدر أفراده من خلفيات شديدة التباين. 

قراءة 4290 مرات آخر تعديل على الخميس, 03 كانون1/ديسمبر 2015 19:25

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة