عندما تبدأ تعز بطي صفحة الثورة المضادة

  • الاشتراكي نت/ تقرير: وسام محمد

الثلاثاء, 15 آذار/مارس 2016 18:40
قيم الموضوع
(0 أصوات)

حملت التطورات المتلاحقة القادمة من مدينة تعز منذ نهاية الأسبوع الماضي وحتى اليوم، تأكيدات جديدة على أن الأيام المتبقية في عمر الثورة المضادة بقيادة تحالف الحوثي والمخلوع صالح باتت معدودة، وهي تطورات تأتي بعد اقل من أسبوع على ذهاب وفد من الحوثيين إلى السعودية في مسعى حمل في ظاهره التفاوض وفي باطنه الرغبة في إعلان الاستسلام.

 مضى عام كامل منذ اندلاع حرب شاملة في اليمن، وأكثر من عام ونصف على سقوط العاصمة صنعاء بيد المليشيات الحوثية وترتيب انقلاب على سلطة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي. وهو الانقلاب الذي تمكنت فيه الثورة المضادة بقيادة الحوثي والمخلوع صالح من الاستيلاء على السلطة والبدء في عملية تصفية الحساب مع كل انجازات واستحقاقات ثورة فبراير 2011 بما في ذلك مخرجات الحوار الوطني.

وخاض الجيش الوطني المسنود بالمقاومة الشعبية خلال الأيام الماضية معارك شرسة مع مليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع، وتركزت هذه المعارك في الجبهة الغربية من مدينة تعز وتكللت بفك الحصار عن سكان المدينة بعد ستة أشهر من المعاناة الشديدة مع الحصار.

سيطر الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على عدد من المناطق في الجهة الغربية من المدنية وأيضا في الجهة الجنوبية، وهي مناطق ظلت خاضعة لسلطة المليشيات طوال الأشهر الماضية، لكن تحريرها يعني إن الحصار قد انكسر وذلك من خلال ربط مدينة تعز بمدينتي النشمة والتربة التابعتين لمحافظة تعز ثم عبر خط هيجة العبد بمحافظتي لحج وعدن الجنوبيتين.

مناطق محررة

وأصبحت مناطق الدحي، الحصب، بير باشا، المطار القديم، ومعسكر اللواء 35 غرب المدينة محررة بالكامل، وايضا جميع المناطق المتصلة بوادي ضباب جنوب غرب تعز. بينما اصبحت الاشتباكات تدور في خط الستين ومفرق شرعب باتجاه شمال المدينة.

وكانت مليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح قد كثفت من تواجدها في محيط المدخل الغربي للمدينة، وكدست هناك تعزيزات عسكرية ضخمة كما حاولت التوسع في جميع المناطق الريفية المتصلة بخط الضباب ــ التربة تحسبا لأي تقدم لقوات الجيش الوطني المسنود بالمقاومة الشعبية من الاتجاه الغربي والجنوبي لمدينة تعز.

وتتمركز معسكرات تابعة لقوات السلطة الشرعية في كل من مدينتي التربة والنشمة، جنوب محافظة تعز، حيث كانت المديريات المحيطة بالمدينتين قد شهدت تحرك شعبي مبكر رافض لسلطة الانقلاب وهو التحرك الذي مهد للتواجد العسكري. وأصبح الخط الذي يصلها بالمدينة هو الأقرب في حال وجدت تحركات باتجاه فك الحصار عن تعز وهو ما حدث يومي الخميس والجمعة الماضيين.

وفشلت جهود المليشيات التي بذلتها طوال الأشهر الأخيرة، عندما أرادت أن تعثر لها على موطئ قدم في أجزاء من مديرية حبشي القريبة والمتصلة بخط الضباب، وأيضا التموضع في أجزاء من مديرية المسراخ على الاتجاه الآخر، لكن الجيش الوطني تمكن طوال الأسابيع الماضية من تحرير مديرية المسراخ، بينما الأوكار في مديرية حبشي كانت اضعف من أن تصد زحف الجيش والمقاومة.

لاقت عمليات فك الحصار عن مدينة تعز وتقدم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جميع الجبهات، لاقت ارتياحا واسعا في مختلف الأوساط الشعبية، وتفاعلت معها مختلف المدن والمحافظات اليمنية، كما عبر كثير من اليمنيين عن أملهم في أن تتواصل الانتصارات وتمتد عمليات التحرير إلى باقي المحافظات ليعود كل شبر تسيطر عليه مليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح إلى أحضان الدولة والسلطة الشرعية.

واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالكتابات المبتهجة بفك الحصار عن مدينة تعز، ولا يزال التفاعل متواصل ويظهر رغبة يمنية جامحة في طي ما أصبح يطلق عليه بـ "صفحة سوداء من تاريخ اليمن". كما شهدت مختلف الجبهات في اب وصنعاء ومأرب والجوف وغيرها احتفالات على شرف النصر الذي تحقق في تعز.

مصير المفاوضات

 اعتبر مراقبون أن تواصل انتصارات الجيش والمقاومة في تعز سينعكس على سير أداء المفاوضات التي أعلن عن بدئها مطلع الأسبوع الماضي بين وفد من جماعة الحوثي ومسئولين سعوديين في مدينة أبها، والتي سلم خلالها الحوثيين أسير سعودي مقابل سبعة أسرى من إتباعهم.

وكانت تلك المفاوضات التي قيل أنها ستستأنف قريبا في عمان أو مسقط برعاية مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، قد نتج عنها التوصل إلى تهدئة على الحدود السعودية واليمنية، في تطور مفاجئ أصبح يفهم منه وجود رغبة لدى المليشيات الحوثية في إعلان الاستسلام نتيجة لانهيارات باتت تشهدها صفوفها.

غير أن تلك التهدئة كما يراها مراقبون لا تتعلق بوقف المعارك داخل اليمن وفي المناطق المسيطر عليها من قبل مليشيات الحوثي، وقد حرص مسئولون سعوديون على التوضيح بأن أي مفاوضات على وقف الحرب لابد أن تكون مع الحكومة الشرعية ووفقا للقرار الأممي 2216 ومرجعيات الحل اليمني المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني.

ويعتقد هؤلاء المراقبون أن تبدل الوضع على الأرض كفيل بخفض سقف طموحات جماعة الحوثي وحليفهم صالح في حال تواصلت المفاوضات، وما لا يستبعدوه هو أن تتوقف المفاوضات وتتواصل العمليات العسكرية باتجاه خيار الحسم كخيار رئيسي يقطع أي احتمالية لبقاء تهديدات ماثلة أمام مستقبل الدولة اليمنية.

استكمال التحرير

لطالما كانت تعز هي مدينة الثورة التي اشتعلت في فبراير من العام 2011 في شوارعها أولا ليمتد لهيب الثورة بعد ذلك إلى كل المدن والمحافظات اليمنية، فإن استكمال تحرير تعز واعلان انتصارها بات محل ترقب الداخل والخارج.

ويعتقد محللون سياسيون أن انتصار تعز سيعني بدء مرحلة جديدة من النضال اليمني في سبيل الانتصار على الثورة المضادة، وأن حالة من المد الجماهيري ستعم كل مناطق اليمن الخاضعة حتى الآن لسيطرة المليشيات.

ويعود هؤلاء المحللون إلى حالة المد الجماهيري التي حدثت عقب تحرير عدن والمحافظات الجنوبية في يوليو من العام الماضي وكيف تفاعلت كل المحافظات مع ذلك الانتصار بما في ذلك تعز التي تحررت أجزاء واسعة منها في غضون أيام، لكنهم يرجعون عدم تواصل ذلك الزخم إلى كون أن المعارك كانت قد توقفت عند حدود ما قبل العام 1990 الشطرية، وكان لهذا التوقف أن سبب انتكاسة.

وطبقا لهؤلاء المحللون فإن انتصار تعز لابد أن يضمن امتداد الزخم الجماهيري وفتح بؤر جديدة في مواجهة المليشيات في أماكن متفرقة من اليمن، وهذا بسبب أن تعز فوق التصنيفات ومفارقة لحسابات جميع الأطراف وملتزمة بالخط الوطني المتحرر من أي أوهام وهو الخط الذي جعل من ثورة فبراير تعم كامل البلاد.

 قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

@aleshterakiNet

 
قراءة 4381 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 16 آذار/مارس 2016 19:35

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة