طباعة

عن ثورة 11 فبراير

الأحد, 25 شباط/فبراير 2018 18:33 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

هل كانت ثورة 11 فبراير عبارة عن فعل ثوري فقط دون مشروع ثوري يعبر عن زخمها  أو اريد لها ان تكون كذلك وبشكل يجعل هدف الفعل الثوري في احسن الاحوال هو القضاء على صالح لتحل القوى الانتهازية في الثورة مكانه دون تغيير في واقع اليمن؟

أم ان الثورة أريد منها فقط ان تجبر النظام الحاكم على الجلوس مع تلك الاحزاب السياسية على طاولة الحوار كطرف يحسن الاستماع للحوار بهدف رسم مسار المستقبل مقابل أن تختفي الثورة كحامل للمشروع الثوري من معادلة الصراع؟؟

بلا شك لا اقدم هنا اجابات قاطعة لمثل هكذا أسئلة، إلا انه من المؤكد ان الثورة بفعلها الثوري خلقت الفرصة التاريخية السانحة أمام القوى السياسية لصياغة مشروع ثوري نيابة عنها بعد ان عملت المبادرة الخليجية على إقصاء الثورة من معادلة الصراع والاعتراف ببقاء نظام صالح شريكاً في صياغة مستقبل اليمن  ، وبهذا التحول في مسار الثورة  كانت الفرصة التاريخية التي صنعها شباب ثورة 11 فبراير  قابلة لسقوط ، لأنها أي الثورة كانت في الزمن الذي انعقد فيه مؤتمر الحوار الوطني قد اصبحت خارج معادلة الصراع وغير قادرة على التأثير في مسار الاحداث،

فالفعل الثوري اختفى دوره في الساحات قبل أن يكمل مهامه في إزاحة القوى الممانعة لعملية التحول التاريخي والمكون الثوري المعبر عن روح الثورة اختفى وجودة على طاولة الحوار الوطني ، فكانت النتيجة ليس غياب الثورة كمكون بالمفهوم الثوري أثناء صياغة المشروع الثوري فحسب ، بل ان مخرجات الحوار  "مشروع التحول في اليمن " التي صاغتها تلك الاحزاب نيابة عن الثورة قد اصبحت في مهب الريح لأنها افتقدت في الواقع للحامل السياسي الثوري القادر على حماية تلك المخرجات من السقوط والانقلاب عليها.

كما أن المشروع الثوري الذي صاغته تلك المكونات السياسية كان غير قادر على الانطلاق نحو المستقبل بشكل مباشر دون النظر إلى الماضي "كما هو الحال مثلاً بالنسبة لأهداف ثورة 26 سبتمبر التي كانت كلها تتجه في صياغتها نحو بناء المستقبل دون النظر الى الماضي بغض النظر عن الفشل في تطبيق الاهداف فيما بعد" فما طرح اولاً على طاولة الحوار في ثورة11 فبراير 2011 هو مشاكل الماضي بجانب المستقبل، فكان بناء المستقبل في اليمن هنا مرهون بمعالجة جدية وصادقه للماضي و من هنا اصبح نجاح التحول في اليمن مرتبط بحل مشاكل الماضي الذي طٌرح على شكل قضايا في مؤتمر الحوار الوطني، على سبيل المثال معالجة آثار حرب 1994 (القضية الجنوبية) الحروب السبعة (قضية صعدة) وزاد في الإشكال هنا أن حضور هذا الماضي للمعالجة كان مقترن بحضور القوى التقليدية التي صنعت هذا الماضي وهي مازالت تمتلك كل أدوات القوة والتأثير في معادلة الصراع، وتفتقد في نفس الوقت لاهم الشروط التي تجعل منها قوة مؤهلة لمعالجة الماضي من اجل الإنتصار للمستقبل.

صحيح نجحت تلك القوى في صياغة مشروع التحول الثوري نظرياً (مخرجات الحوار الوطني) وبغض النظر عن نسبة الاختلاف فيه ، إلا أن المشكل الكبير هو ان هذا المشروع اصبح اليوم بدون حامل ثوري وحتى سياسي مؤهل وهو ما يتوجب علينا ان نفتش عن روح الثورة من جديد.

قراءة 3576 مرات

من أحدث فهمي محمد عبدالرحمن