طباعة

بين ثقافة القتل والحياة

الثلاثاء, 04 شباط/فبراير 2014 18:54
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تسود في المجتمع ثقافتان متناقضتان، الأولى ثقافة عنف وكراهية، ثقافة قتل وموت وإزهاق للأرواح.. وضع لها دعاتها مبررات واسماء عديدة قتل باسم الجهاد أو باسم الله أو لأسباب سياسية أو طائفية أو مذهبية أو قتل باسم التحرر والعدالة والحرية رغم ان ثقافة القتل هي ثقافة الموت، والقتل هو القتل، إراقة دماء وإزهاق أرواح، مهما كان اسمه وتحت أي مبرر.

وهناك ثقافة بناء وخلق.. بناء الحياة وابداعها وهي التي مددت الحياة البشرية الى اليوم.. بانوها شريحة كبيرة من المجتمع الفلاحون والعمال والحرفيون والمخترعون والعلماء والعاملون في شتى العلوم الطبيعية والإنسانية والسلوكية.

فأيهما أجدى وأكثر نفعاً للحياة من يقتل الناس سواء كان من أنصار السلطة أو المعارضة أو رجال الدين؟ أم من ينتج وسائل الحياة في المعمل والمصنع والحقل، طبيب في المستشفى يعمل بكل دفء الإنسانية وعطائها ليخفف آلام الناس ويطيل أعمارهم؟، أم إرهابي بكل وحشية يقتل الناس ويسلب حياتهم باسم الله والدفاع عن شرع الله؟.

وهل يعي الناس الفرق بين مزارع أو فلاح يزرع شجرة ويرمي بذرة للحياة وبين إرهابي يحمل سلاح أو عبوة ناسفة.. بين فنان يحمل قيثارة أو ريشة رسم وبين خطيب وواعظ ديني يدعو لقتل أعداء الدين.

وهل ندرك أهمية دورنا في نشر ثقافة السلام والمحبة مكان ثقافة القتل والعنف والتدمير والتفجير والاعتداء على الناس، والواجب الذي يقع على عاتقنا وعلى عاتق الإنسانية في نشر ثقافة سلام، ثقافة حياة لكل الأمم ولكل انسان أينما وجد ومهما كان دينه أو أصله أو جنسه أو فكره؟

واذا لم تكن من مخرجات الثورة احترام إنسانية الإنسان ومبادئ السلام والمساواة وحقوق الإنسان والحرية الفردية واحترام الآخرين واحترام أفكارهم وحتى حقوق الحيوان وحقوق الطبيعة أو واجب الإنسان نحو الطبيعة، ستبقى مجرد تراكم من التخلف والهمجية..، لأن الثورة الحقيقية ثقافية وفكرية وليست دموية يذهب ضحاياها الآلاف من أجل وصول ادعيائها الى السلطة فالثورات تقوم من أجل تحرير الأوطان من الجهل والتخلف والاستبداد وإثراء المجتمع فكرياً، وإثراء الحياة بالعمل والإنتاج والمشاركة في تطوير المجتمع فكرياً وحضارياً.

قراءة 2559 مرات

من أحدث