طباعة

الدكتورة سامية عبدالمجيد تؤكد على اهمية دور الاعلام في دعم ثورتي سبتمبر وأكتوبر مميز

  • الاشتراكي نت / خاص

الأربعاء, 17 تشرين1/أكتوير 2018 17:50
قيم الموضوع
(0 أصوات)


اكدت  الدكتورة سامية عبدالمجيد الاغبري على أهمية الدور الوطني والنضالي للإعلام اليمني في دعم ونصرة ثورتي سبتمبر وأكتوبر.

وقدمت استاذة قسم الصحافة بكلية الاعلام بجامعة صنعاء، في ورقة بعنوان "دور الإعلام اليمني في دعم ثورتي سبتمبر واكتوبر"قدمتها خلال الفعالية التي نظمها الحزب الاشتراكي اليمني بمناسبة الذكرى الـ 55 لثورة الرابع عشر من اكتوبر والذكرى الـ  40 لتأسيس الحزب الاشتراكي اليمني، قدمت  لمحة عن  الدور الكبير والمشرف للصحافة والإعلام اليمني عموما في مواجهة مخططات الاستعمار البريطاني ومشاريعه والنظام الأمامي الكهنوتي المستبد.

الاشتراكي نت يعيد نشر نص الورقة لأهمية ما جاء فيها:
 

دور الإعلام اليمني في دعم ثورتي سبتمبر واكتوبر*

 

إن الحديث عن الدور الوطني والنضالي للإعلام اليمني في دعم ونصرة ثورتي سبتمبر وأكتوبر يقودنا إلى إعطاء لمحة مختصرة عن طبيعة ونوعية ذلك الإعلام من حيث نوعية وعدد الصحف والمجلات والإذاعات الوطنية والمسرح والسينما وطبيعة القوى السياسية والاجتماعية التي تقف وراء الإعلام في تلك الفترة.

بالإضافة إلى التعرف على الإعلاميين والصحفيين الأوائل ودورهم النضالي والوطني في نصرة ثورتي سبتمبر وأكتوبر. ولا يفوتنا الإشارة في هذا السياق إلى واحدية النضال الوطني للأحرار اليمنيين شمالا وجنوبا في قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين.

وهو ما انعكس بدوره على الدور الكبير والمشرف للصحافة والإعلام اليمني عموما في مواجهة مخططات الاستعمار البريطاني ومشاريعه والنظام الأمامي الكهنوتي المستبد.

ففي شمال اليمن نشأت حركة إصلاحية معارضة لنظام الائمة سميت بهيئة النضال وذلك بعد اتفاقية الطائف التي عقدها الإمام يحي مع آل سعود عام 1934م ... والتي كان من روادها عبدالله عبدالوهاب الوريث وأحمد المطاع اللذين ترأسا تباعا مجلة الحكمة اليمانية والتي صدرت في ديسمبر 1938م.

وكانت الحكمة الناطق غير الرسمي لهيئة النضال، واهتمت الحكمة بالقضايا الوطنية كقضية تحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني وقضية الوحدة اليمنية.. ولكنها لم تعمر طويلا حيث أوقفها الإمام يحي عام 1941م بحجة نقص الورق.. كما ساهمت "مجلة الطليعة " التي أصدرها الأستاذ/ عبدالله عبدالرزاق باذيب في أواخر الخمسينات في تعز في مواجهة مشاريع الاستعمار البريطاني والتي كان من أهم أهدافها مقاومة مشاريع الاستعمار البريطاني ومخططاته في الجنوب وأهمها إنشاء اتحاد أمارات الجنوب العربي، وتطوير الأوضاع المتخلفة في الشمال وحماية استقلال اليمن والوقوف ضد أطماع الطامعين في الداخل والخارج ، والعمل من أجل يمن موحد وحر وسعيد . . ولكن الإمام ضاق ذرعا بها وأوقفها بعد 12 عدد فقط وأضطر باذيب بالعودة إلى عدن.

ونتيجة لقمع الصحافة والصحفيين في عهد الائمة في شمال اليمن أنشأت المعارضة اليمنية في عدن حزب الاحرار الدستوري عام 1944م، ولكن الاستعمار البريطاني أوقف نشاط الحزب ، مما أضطر الاحرار إلى تحويل أسمه باسم الجمعية اليمانية الكبرى تمويها للاستعمار عام 1946م ، وتعاون المحامي محمد علي لقمان مع الاحرار في إصدار الترخيص للجمعية ولصحيفة صوت اليمن عام 1946م ، وكانت صحيفة صوت اليمن في البداية تنتقد سياسة الائمة دون التعرض لشخص الإمام وتطالب الإمام بحكومة ملكية دستورية ولكن بعد فشل ثورة 1948م أوقفت صحيفة صوت اليمن من قبل الإمام والاستعمار ، وتلتها صحيفة الفضول عام 1948م ، والتي أصدرها الشاعر والأديب والسياسي الكبير / عبدالله عبد الوهاب نعمان الذي لقب بالفضول وقامت الفضول بدور هام وبارز في مقارعة الإمام بلهجة شعبية ساخرة وناقدة، وأقلقت مضجعه ، وتمكن الفضول من تعرية حكم الائمة والوقوف ضد الاستعمار وتعرض الفضول للضرب وشج رأسه من قبل عملاء الاستعمار وعانت الصحيفة من الضائقة المالية بسبب شحة الإعلانات وتوقفت بعد حوالي خمسة سنوات من صدورها.

كما أصدر الشيخ عبد الله الحكيمي صحيفة السلام من كارديف ببريطانيا وكانت من أهم الصحف المعارضة للائمة والناقدة لسياستهم الظالمة في الخمسينات ولكنها توقفت بعد سنوات قليلة من صدورها.

وكانت صحيفة "فتاة الجزيرة في بداية صدورها في عدن في الاربعينات تتيح للأحرار الكتابة فيها ومواجهة النظام الإمامي المتخلف عن سياق العصر، وكذلك تجري معهم اللقاءات المتعددة، وتنشر شكاوى ومطالب المواطنين من أبناء الشمال وخاصة تعز وأب.

ومن أبرز الصحفيين الذين ناضلوا بالكلمة عبر الصحف والمجلات والنشرات داخل الوطن وخارجه هم " محمد محمود الزبيري، واحمد محمد نعمان، وعبدالله عبدالوهاب نعمان الملقب بالفضول.. وكان لصحيفة صوت اليمن في إصدارها الثاني من القاهرة عام 1955م دورا هاما في مقاومة نظام الأئمة في الشمال والتهيئة لثورة سبتمبر ولكنها توقفت بعد بضعة أعداد من قبل السلطات المصرية ، كما شهدت القاهرة نشاط إعلامي معارض لنهج الأئمة وسياستهم من خلال مقالات الكتاب اليمنيين في الصحف المصرية عبر صحيفة الشورى المصرية.. وتظافرت جهود الزبيري والنعمان في إصدار صحيفة " الأنة الأولى " عام 1939م بعد إغلاق صحيفة الشورى.

وكان أغلب الصحفيين في تلك الفترة من النخبة المثقفة من سياسيين منهم رؤساء أحزاب وشعراء وأدباء بارزين ومن أهمهم كما سبق القول عبدالله عبدالوهاب نعمان الملقب بالفضول، والأستاذ / عبدالله عبدالرزاق باذيب الأمين العام لحزب اتحاد الشعب الديمقراطي والذي كان يكتب في العديد من الصحف الصادرة في عدن منها النهضة والمستقبل كما ترأس تحرير صحيفة الأمل الصادرة في عدن وصحيفة الطليعة الصادرة في تعز وكانت كتابته فيها قدر كبير من الجراءة والنقد اللاذع للسياسة الاستعمارية وللنظام الإمامي.

كما صدرت في عهد الاستعمار البريطاني العديد من الصحف والمجلات الأهلية والحزبية والعمالية بلغت حوالي سبعين صحيفة ومجلة ونشرة منها حوالي ست صحف يومية ، وأثرت الصراعات السياسية بين الأحزاب والنقابات العمالية على الصحافة حيث كانت هناك صحف موالية للاستعمار ومشاريعه ومخططاته ولعل أهمها صحيفة فتاة الجزيرة ، وصحيفة الكفاح والأخبار والقلم العدني وغيرها وكانت تلك الصحف تعكس توجهات احزابها أو القائمين عليها حيث تبنت طريق المفاوضات وتوافقت مع مشاريع الاستعمار في تكوين ما سمي باتحاد إمارات الجنوب العربي بينما اتخذت صحف أخرى اتجاها مناهضا للاستعمار ومشاريعه ومخططاته وتبنت نهج الكفاح المسلح في مواجهة الاستعمار البريطاني وهيأت لثورة أكتوبر ودعمت الثوار ومن أهم تلك الصحف الأمل التابعة لحزب اتحاد الشعب الديمقراطي ، والأنوار التابعة للجبهة القومية بالإضافة إلى العديد من الصحف الأهلية  والعمالية الداعمة للكفاح المسلح ومن أهمها الطريق ، والفكر والقات ، والرقيب  والبعث والعامل ، والعمال... وغيرها .

وهناك عدد كبير من الصحف والمجلات لم تتخذ موقفا واضحا من الاستعمار والكفاح والمسلح ضده وحاولت أن تقف موقف الحياد ومن أهمها صحيفة الأيام اليومية، ومجلة فتاة شمسان، ومجلة أنغام وغيرها من الصحف المتخصصة.

وقد واجهت الصحافة المعارضة للاستعمار قيود شديدة من قبل الاستعمار البريطاني حيث تم إغلاقها أو الضغط الاقتصادي عليها، وتحريض الصحف الموالية للاستعمار ضدها، فتوقفت صحيفة الأمل بعد إحراق مطبعتها من قبل العاملين في صحيفة الكفاح، وأوقفت الأنوار وكافة الصحف التابعة للجبهة القومية التي تقود الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني.

ولمواجهة التعتيم الإعلامي من قبل الاستعمار البريطاني للصحافة الوطنية الداعمة للكفاح المسلح، اعتمدت الجبهة القومية على صحافة المنشورات السرية التي كانت تطبع بالاستنسل، ومن أهمها (الأمل، المصير، الزحف، المقاومة، الكثبان الملتهبة، الثوري.. وغيرها).

وكانت المنشورات يوزعها ملثمون يختفون فورا، حيث تتطاير المنشورات على رؤوس المصلين في الجوامع، ودور السينما، والأسواق العامة.. وكانت تلك المنشورات تقدم اخبار الفدائيين في الجبهات، والتحليلات السياسية والعسكرية للأوضاع القائمة، وتنقل أحداث الثورة المسلحة وما حققه الفدائيين من انتصارات.. وقد ساهمت النشرات السرية في رفع الروح المعنوية للشعب ودفعت بالكثير منهم للانضمام للثورة المسلحة.

وكان لقيام ثورة 26 سبتمبر وانتصارها عام 1962م صداه في الصحافة الجنوبية في عدن حيث ناصرت هذه الثورة و، كما ساهمت الصحافة الصادرة في تعز كصحيفتي الثورة والجمهورية بدور بارز في مناصرة ثورة 14 أكتوبر.. ولم يقتصر الأمر على الصحف وحسب بل أن إذاعة صنعاء خصصت برامج موجهة لتحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني.. كما دعمت إذاعة تعز ثورة 14 أكتوبر من خلال بث أخبار الكفاح المسلح، وتخصيص برامج موجهة للجنوب ومن أهمها برنامج " صوت الجنوب الثائر " الذي كان يقدمه يوميا لمدة نصف ساعة المذيع ذا الصوت الجهوري عبدالله محمد شمسان.

وكان للمسرح والسينما في جنوب اليمن دور رائد في التحفيز للثورة من خلال تقديم المسرحيات وعرض الأفلام التي تتحدث عن أمجاد العرب والمسلمين ومواجهتهم للغزاة ومن أهمها مسرحية صلاح الدين الايوبي، وغزوة اليرموك وغيرها.

وفي المحصلة النهائية كان للصحافة اليمنية وإذاعتي صنعاء وتعز دور ريادي وهام في نصرة ودعم ثورة 14 أكتوبر، وبث الحماس لدى الثوار.

 

* ورقة  قدمتها الدكتورة سامية عبدالمجيد الاغبري خلال الفعالية الاحتفالية بالذكرى الـ 55 لثورة الرابع عشر من اكتوبر والذكرى الـ  40 لتأسيس الحزب الاشتراكي اليمني يوم الاحد 14من اكتوبر 2018 في  مقر الحزب الاشتراكي بالعاصمة صنعاء.

قراءة 4025 مرات

من أحدث