طباعة

الرداعي: كان (مقبل) يتطلع لتوحيد قوى اليسار والقومية في تحالف يناضل لتحقيق المدنية والحداثة مميز

  • الاشتراكي نت / خاص

السبت, 20 نيسان/أبريل 2019 22:36
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

أكد الأستاذ محمد مسعد الرداعي الأمين العام المساعد للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري أن المناضل علي صالح عباد مقبل كان قائدا صلبا وشجاعا أفنى حياته بالتضحيات والنضال والمعتقلات، وكان وسيظل ساكناً بأفئدة الشرفاء وحدقات عيون كل من يعز عليه تاريخ التحرر والثورة ومقاومة الاستبداد ورفض الذل والخنوع.

وقال خلال كلمته التي القاها خلال حفل التأبين في اربعينية الفقيد التي أقيمت في مقر الحزب الاشتراكي بصنعاء: لقد آمن الفقيد بالمشروع المدني - الوطني وناضل وضحى من اجل تحقيقه مثله مثل بقية الرجال العظام من القوى المدنية، وكان أحد الحالمين والمتطلعين لتوحيد القوى اليسارية والقومية في تحالف مدني يناضل من اجل تحقيق مشروع المدنية والحداثة.

وأكد على على النهج الذي سار عليه الفقيد مجددا رفضه للعبثية والمشاريع المصلحية الراهنة التي تحاول السيطرة والنفوذ على خيارات ومصير الشعب اليمني والتي تحتم على القوى الوطنية تركيز جهودها من أجل إخراج الوطن من الوضع الراهن إلى بناء الدولة.

وفيما يلي نص الكلمة

 

كلمة التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في أربعينية الفقيد علي صالح عباد (  مقبل ) .

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله جليلِ النعم، باعثِ الهمم، ونشكره عز وجل على جوده وإحسانه شكرا كثيرا..

والصلاة والسلام على أشرف خلق الله اجمعين من بعث ليكون رحمة للعالمين... سيدنا وحبيبنا محمد بن عبد الله... الصادق الأمين، باني مجد الأمة وعزتها وإنسانيتها.. ومثلنا الأعلى الذي أرسى المحبة والإخاء والسلام والتعايش وقدس إنسانية الإنسان.

الاخوة والاخوات

يسعدنا في التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري أن نشارك في أربعينية فقيد الوطن الكبير المناضل الفذ الأخ/ علي صالح عباد "مقبل" الأمين العام الأسبق للحزب الاشتراكي اليمني.

 هذا المناضل الجسور "مقبل" الذي نقف اليوم اجلالا في أربعينية رحيله قاد الحزب الاشتراكي في اصعب الظروف التي ألمت به بعد حرب 1994م. وكانت له بصمات في توحيد القوى اليسارية والقومية لتشكيل أول تحالف مدني معارض ضد عبثية نظام صالح وأسرته ومراكز النفوذ المتسلطة التي كانت ومازالت تبيع وتشتري بالقيم الوطنية والإنسانية..

نعم... فالمناضل والرفيق "مقبل" كان قائدا صلبا وشجاعا أفنى حياته بالتضحيات والنضال والمعتقلات، ورغم كل ذلك لم يغادر انتماءه ولم يبحث عن وسائل الراحة والنقاهة والعيش الرغيد والمال. ومهما قلنا بحقه لن نستطيع مجازاته... ويكفينا القول أنه الرفيق "مقبل" كان وسيظل ساكناً بأفئدة الشرفاء وحدقات عيون كل من يعز عليه تاريخ التحرر والثورة ومقاومة الاستبداد ورفض الذل والخنوع..

الاخوات والأخوة الحضور

إن الكلمات تعجز بإعطاء المناضل علي صالح عباد حقه. هذا الوطني الشامخ الذي ينتمي الى جيل الكبار فكرا وممارسة ومتحررا بإرادته وقراره، ومسيرته الزاخرة بالمواقف والنضالات والتضحيات تجعله بكل افتخار رمزا وقدوة ومثل أعلى ليس فقط للإخوة وللرفاق في الحزب الاشتراكي وإنما رمزا لجميع القوى اليسارية والقومية التي تنادي بتأسيس الدولة المدنية.. دولة العدالة والحرية والمواطنة المتساوية.

نعم... لقد رحل عنا الفقيد "مقبل" جسدا وبقى روحا يسكن الوجدان الشعبي وبغيابه فقد الوطن أحد ابرز رموزه بعد أن تجاوز العقد الثامن من العمر وبعد معاناة من عدة أمراض وكما عاش في نضاله وصحته كبيرا، عاش أيضا في مرضه حتى لفظ أخر أنفاسه قامة نضالية سامقة، وهو الذي افنى عمره في خدمة الجميع فعاش شامخا ومات عزيزا مجسدا قيم النزاهة والوطنية. وها نحن اليوم مجتمعين نحتفي بمسيرته وعظمته وروحه بيننا تحلق بالسماء تنشد حرية ووطنية.

الاخوة والاخوات

لقد آمن الفقيد علي صالج عباد "مقبل" بالمشروع المدني - الوطني وناضل وضحى من اجل تحقيقه مثله مثل بقية الرجال العظام من القوى المدنية الذين قدموا التضحيات الجسام من أجل تأسيس هذا المشروع مطالبين الانعتاق من الظلم والاستبداد والتبعية فمنهم من قضى نحبه شهيدا ومنهم من اختفى قسريا شطبت اسمائهم من كشوفات الحياة، ومنهم من ينتظر . انه المشروع المدني الذي تتوارثه الاجيال - جيل بعد جيل.

لقد آمن "مقبل" ونحن ايضا بأن المشروع المدني لا ينتمي لعصابات وتجار للحروب والأزمات بهدف قتل الإنسان وتدمير الوطن.. ولا يؤسس بسفك الدماء والقتل، ولا يمكن تبنيه من أي قوى رجعية سلطوية ومشيخية لا تؤمن بالحق والعدالة والكرامة الإنسانية لآن مشروعنا هو المواطنة والمساواة من أجل النهوض بالحاضر والمستقبل في ظل مجتمع متماسك متعاون يحصل على حقوقه ويلتزم بواجباته وليس في مجتمع ممزق تم تجهيله وتجويعه ليصبح تابعا لمراكز النفوذ الرجعية المتعفنة التي لا تؤمن بقدسيه الوطن ولا بمصلحته العليا.

وليس هذا فحسب بل أن الفقيد "مقبل" كان يعتبر أحد الحالمين والمتطلعين لتوحيد القوى اليسارية والقومية في تحالف مدني يناضل من اجل تحقيق مشروع المدنية والحداثة.

وإذ نؤكد على النهج الذي سار عليه الفقيد من هنا فإننا نجدد رفضنا العبثية والمشاريع المصلحية الراهنة التي تحاول السيطرة والنفوذ على خيارات ومصير الشعب اليمني والتي تحتم على القوى الوطنية تركيز جهودها من أجل إخراج الوطن من الوضع الراهن إلى بناء الدولة، وأن لا تجعل مواقفها السياسية محصورة في تقديم معالجات ترقيعية، والاكتفاء بتدخلها غير الفاعل في ايقاف اتساع النزاع بين أصحاب الصراع.

فبقاء القوى المدنية في حالة من التخبط والاختلاف بين مكوناته برغم وجود اهداف ومشروع مدني جامع لهما يؤكد بأن هناك خلل جسيم.. يجب على كل مناضل داخل القوى الوطنية العمل على معالجته والنضال في سبيل تفعيل الدور الوطني أكثر.

نعم .. ايها الاخوة والاخوات

إن المرحلة تحتم على القوى الوطنية مراجعة مواقفها وحساباتها واعادة رص صفوفها وتوحيد ولملمة شملها وأهدافها ومصيرها المشترك والبدء بتحقيق انطلاقه جديدة لصناعة المجد التاريخي.

هذه القوى التي يجب عليها ان تكون منصفة لفكرها وتاريخها ونضالها وشهدائها، وتكون منصفةللمجتمع المسحوق الذي يعيش ويلات الظلم والقهر والاذلال بسبب شراكتها أو تأييدها او صمتها او قيامها بلعب أدوار سياسية مع اطراف الصراع وقوى النفوذ التي تتناقض مع مشروعنا.. تلك الاطراف التي تنتهج مشاريع تمزيقية وانتقامية تهدف الى سحق كل القيم والمبادئ التي ناضلت وضحت قوى اليسار لتحقيقها ومازالت في جميع مراحل حياتها النضالية..

فإنقاذ الوطن الذي اصبح يتحكم بمصيره قوى رجعية كانت دينية أو مذهبية لن يكون إلا بتحرك هذه القوى اليسارية والقومية من خلال استفادتها من تجرية الاربع السنوات الماضية - على الاقل - واحترامها لتاريخها ونضالها وسعيها لرص صفوفها من أجل بناء دولة مدنية.. تحت شعار "الوطن أغلى وأعظم".

المجد والخلود والسلام لروح الفقيد "علي صالح عباد" في أربعينيته.. وندعو له بالرحمة.. ولنا بالصبر والسلوان..

 وإنا لله وإنا اليه راجعون.

والسلام عليكم ورحمة الله.

الأستاذ محمد مسعد الرداعي

الأمين العام المساعد للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري

 

 

قراءة 2595 مرات

من أحدث