طباعة

في سيرة الرفيق المناضل الفقيد الدكتور احمد الشيباني

الجمعة, 26 تموز/يوليو 2019 18:49 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

 

قرية "عرش" تقع في غرب بني شيبه

تطل عليها القاعدة اعلى قمة في جبل ظفار القمة التي تطل على كل بني شيبة تقريباً، بل مساحة واسعه من منطقة الشماتين، وعندما يكون الجو صحوا يمكن للمرء ان يستمتع برؤية أضواء السيارات الصاعدة والهابطة في عقبة باب عدن..

 وفي المدى الشمالي تشمخ قمم سمدان وفي الغرب قمة الصراهمة وجبال جردد..

"عرش" أول قرية في المنطقة تغرس أشجار المانجا وربما كانت اول شجرة مانجا في عرش غرسها الطهباش جد فقيدنا العزيز شامخة اغصانها تكاد تلامس السحاب. وكانت شجرة معمرة ولم تمت الا منذ وقت قريب وماتت واقفة.. وكذألك حفيدها د/احمد الشيباني الذي اتحد جسدا وروحا بتربة "عرش" وبقمم الجبال المحيطة بعرش والمنطقة وبأشجار المانجا الدائمة الاخضرار..

كان البرق يتلوى في ركام السحب والرعد يقصف في الأعالي والمطر ينهمر غزيرا مدرارا والسيول تركض في السواقي من أعلي الجبال تتدفق في الأودية متمشقرة الصخر وجذوع الأشجار تتدفق نحو الحقول المتموجة "بالغرب والدخن" المبارك

في هذه الساعات من أواخر عام 1948ولدد/احمد الشيباني "احمد محمد علي" في قرية عرش القرية التي انجبت د/سعيد الشيباني شاعر الفصيح وشاعر الأغنية الشعبية اليمنية الوطنية والعاطفية له العمر المديد المفعم بالصحة والابداع.. وفي هذه القرية ترعرع فقيدنا وبدأ تعليمه الابتدائي في مدرسة البريج. وفيها ردد الفقيد وزملائه لأول مرة بعد د/سعيد الشيباني نشيد:

موطني.. موطني...الجمال والجلال والبهاء في رباك.

كانت البذرة الأولى التي بذرها للوطنية وروح الثورة في وجدان وروح التلميذ ابن ال 6سنوات احمد الشيباني ولم ينساها واستمر يردها في السراء والضراء وكانت زاده الروحي والمعنوي على امتداد حياته النضالية.

في أواخر الخمسينات غادر القرية الى عدن برعاية عمه، وفي عدن واصل الدراسة في المدرسة الاهلية في التواهي وفي نفس الوقت كان يعمل في دكان أحد أقاربه لإعالة نفسه وتوفير متطلبات الدراسة.

في هذه الفترة كانت عدن تشهد كفاحا وطنيا تحرريا واسعا ومتنوعا، كانت تغلي بالمظاهرات والمسيرات والاضطرابات والاحتجاجات الجماهيرية المختلفة كما كان يجري جدل واسع في الصحافة العدنية حول الحقوق الوطنية، والهوية الوطنية والمشاريع الاستعمارية الجديدة والقديمة وحول كل شيء

وبعد قيام ثورة سبتمبر1962م بفترة قصيره انتقل من عدن الى الحديدة (1964) واستقر في الحديدة حيث عمل مدرسا في أحد المدارس الابتدائية ولاحقا ومن خلال تدرجة في سلم الوظيفة العامة شغل عدة وظائف ادارية، قيادية، منها مدير للمدرسة الفنية السوفيتية ومدير لمصنع اسمنت باجل السوفيتية عند انشاءه.

كان الفقيد من مؤسسي الحركة النقابية في الحديدة وعضوا نشطا في اللجنة المركزية لاتحاد عمال اليمن الذي تأسس عام1966برئاسة علي سيف مقبل وبمباركة الرئيس السلال.. وسياسيا كان عضوا قياديا في حركة القوميين العرب التي أسهمت من اللحظات الأولى لقيام ثورة سبتمبر في حشد وتنظيم وتحريك الجماهير الشعبية في الجنوب والشمال للدفاع عن الجمهورية الوليدة..

وفي مؤتمر الحزب الديمقراطي الثوري اليمني الذي انعقد في ابين في نوفمبر1972انتخب احمد الشيباني عضوا في اللجنة المركزية للحزب وبعد المؤتمر مباشرة أسندت الية قيادة منظمة الحزب في ذمار وقيادة منظمة جيش الشعب الثوري والى جانب الشهيد إسماعيل الكبسي الذي جرى اغتياله وهو في طريقه من ذمار الى منطقة الكبس (من قبل أجهزة المخابرات) ويعتبر الفقيد من مؤسسي حزب الوحدة الشعبية اليمني الذي تأسس عام1979 الحزب الذي توحد فيه خمس فصائل يساريه هي: الحزب الديمقراطي الثوري اليمني-حزب الطليعة الشعبية- حزب اتحاد الشعب الديمقراطي- حزب العمل اليمني-منظمة المقاومين الثورين.

وفي عام67_1968ابان حصار العاصمة صنعاء من قبل الامامين تشكلت المقاومة الشعبية في مختلف مناطق البلاد والمساندة القوات المسلحة والامن للدفاع عن النظام الجمهوري.

وفي الحديده أسهم الفقيد مع رفاقه من مختلف فصائل الحركة الوطنية في تشكيل وقيادة المقاومة الشعبية تحت شعار "الجمهورية أو الموت "الشعار الذي كان قد أطلقه في العاصمة فقيد الحركة الوطنية الديمقراطية الأستاذ عمر الجاوي.

وبعد70يومامن الحصار انتصرت الجمهورية وهزم الإماميون هزم مجلس الامامة..وقد هزم أيضا جنرال بريطانيا "دافيد اسماعيلي" اخر قائد للمرتزقة الأجانب في اليمن.

"ولم يبقى في الوادي الأحجار الطاهر وطار اللآز"

ولم تستطع احداث23_24أغسطس1968 في العاصمة ان تقلل من شأن الانتصار او تبهت بريقه واستمر الفنان علي الأنسي يجلجل في الجبال والاودية يشعل لهيب المقاومة المتوهج بنور الحكمة في كلمات مطهر الأرياني:

"يا قافلة عاد المراحل طوال"

"وعاد وجه الليل عابس"

"ويتغنى بأبناء الوطن البررة"

"فوق الجبل عند وكر النسر واقف بطل"

ولكن للأسف الشديد عكرت صنعاء نقاوة النصر بحملات القمع والاعتقالات التي طالت معظم القيادات، قيادات المقاومة الشعبية، وقيادات الوحدات العسكرية، والقيادات السياسية والنقابية (ومهاجمة مقرات الاتحاد العام العمال اليمن بعنف ونهب ممتلكاته في مدينة الحديدة وفي المدن الاخرى).

وكان احمد الشيباني في مقدمة الذين جرى اعتقالهم في الحديدة.. وسجن في القلعة بصنعاء (حوالي3سنوات دون محاكمة ودون ذنب)..

بعد اطلاق سراحه من سجن القلعة عاد الى عمله في شركة التجارة الخارجية.. الى ان أجهزة الامن في الحديده عاودت البحث عنه لاعتقاله من جديد.. لكنه استطاع التخلص من الاعتقال.. بعد ذلك كلف من قبل الحزب الديمقراطي الثوري اليمني بالانتقال الى تعز لتحمل مسؤولية المنظمة هناك.

وفي العام1974م اعتقل في تعز وهو في طريقه لقضاء اجازته في القرية.. وضل في السجن لأكثر من عامين.. وبعد اطلاق سراحه -رشح لمنحة دراسية في جمهورية تشيكسلوفاكيا.

واستمر في الدراسة حتى نال درجة الدكتوراه في الاقتصاد السياسي.

عند عودته بعد الوحدة الى الوطن عين مدير عام السجل في وزارة الخدمة المدنية حتى وفاته عام2017م تاركا خلفه ذكرى عطرة وسجل نضالي حافل بالتضحيات ونكران الذات..

لك المجد والخلود فقيدنا الدكتور احمد محمد علي الشيباني

 

قراءة 1490 مرات

من أحدث أ. محمد احمد سالم الشيباني