طباعة

اشتراكي تعز ينعي المناضل محمد عبدالله الكافي

  • الاشتراكي نت / خاص

الإثنين, 10 آب/أغسطس 2020 23:14
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

 

نعت منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بمحافظة تعز الرفيق المناضل محمد عبدالله عبدالهادي "الكافي", والذي وافته المنية ليلة أمس الأحد بعد معاناة مريرة وطويلة مع المرض.

وقدمت سكرتارية المنظمة في بيان نعي صادر عنها صادق العزاء وعظيم المواساة إلى أسرة الفقيد, وإلى رفاقه وإلى كل من عرفه في أرجاء اليمن, سائلة المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وعظيم غفرانه, وأن يلهم الاهل والرفاق الصبر والسلوان.

نص البيان

بقلوب يعتصرها الحزن والألم, تلقت سكرتارية منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بمحافظة تعز نبأ وفاة الرفيق المناضل محمد عبدالله عبدالهادي "الكافي", والذي وافته المنية ليلة أمس الأحد الموافق 9/8/2020م بعد معاناة مريرة وطويلة مع المرض.

ولد الفقيد محمد عبدالله عبدالهادي "الكافي" في قرية " حُجَرة " عزلة بني يوسف مديرية المواسط محافظة تعز في مستهل أربعينات القرن الماضي.

تلقى تعليمه الأولي في قرية " الدَّوم " ثم واصل تعليمه بعد الانتقال إلى مدينة عدن حيث حصل على دورة تأهيلية في معهد باذيب  للعلوم الاشتراكية بعدن. 

 في مطلع ثمانينيات القرن المنصرم ابتعث إلى الاتحاد السوفياتي للدراسة في معهد العلوم الاجتماعية الدولية, حيث لمع نجمه هناك. 

اعترك الفقيد الكافي العديد من الأدوار النضالية الوطنية والديمقراطية في مختلف المحطات التاريخية, فقد بدأ حياته النضالية والسياسية عقب قيام ثورة 26 سبتمبر الخالدة. حيث كان للفقيد بصمات بارزة في الدفاع عن الثورة اليمنية والنظام الجمهوري, فقد التحق بالمقاومة الشعبية أثناء حصار الملكيين للعاصمة صنعاء وهي ما تعرف بحصار السبعين يوماً (28 نوفمبر 1967 إلى 7 فبراير 1968م).

واصل الفقيد بعد ذلك مسيرته النضالية من خلال خدمة أبناء مجتمعه عبر العمل التعاوني, حيث عمل هو ومجموعة من رفاقه على تأسيس أول جمعية تعاونية في عزلة بني يوسف, وانتخب أميناً عاماً للجمعية.

قامت هذه الجمعية ببناء مدرسة في بني يوسف, ومثلت المدرسة نقطة إشعاع تنويري على مستوى المنطقة والمناطق المجاورة لها, وبسبب هذا الدور لاقى الفقيد ورفاقه مضايقات من بعض القوى الرجعية التي حاولت عبثاً أن تحجب نور العلم عن الناس وتجعلهم رهائن لأفكارها الظلامية.

بدأ الفقيد الكافي نضاله الحزبي بانضمامه إلى منظمة الفلاحين الثوريين, ثم الحزب الديمقراطي الثوري, وأسهم في توحيد الفصائل اليسارية في إطار حزب من طراز جديد "الحزب الاشتراكي اليمني" في 13 أكتوبر 1978م.

اشترك الفقيد بفاعلية في مرحلة العمل السري في مديرية المواسط وبدأ ينشر التعاليم الاشتراكية في أوساط الفلاحين والشباب, الأمر الذي جعله هدفاً لبعض الشخصيات النافذة والقوى المعادية التي استقوت بأجهزة السلطة العسكرية والمخابراتية, فقد نفذت أول حملة عسكرية على منطقة بني يوسف بهدف إلقاء القبض عليه وعلى رفاقه, وداهمت منزله ومنازل المواطنين وأحدثت فيها ترويعاً وخراباً, ولكن الحملة باءت بالفشل ولم تستطع القبض على الكافي وعلى رفاقه الذين لاذوا إلى جبل "ثمران" في بني يوسف للاحتماء به.

وبعدها قرر "الكافي" ورفاقه مغادرة المنطقة والاتجاه إلى عدن, حيث ساروا مشياً على الأقدام من منطقة "بني يوسف" وحتى "طور الباحة", وهناك استقلوا سيارة أوصلتهم إلى مدينة عدن.

ظل الفقيد الكافي يتنقل بين عدن وتعز, مؤدياً بعض المهام الحزبية ومحاذراً مطاردات أجهزة السلطة له لفترة من الزمن.

اشترك الفقيد وبمعية من رفاقه العسكريين في الجبهة الشعبية لتحرير الخليج في عمان, حيث مكثوا لفترة في  جبل "صُرفيت " المطل على مديرية " حوف " على شاطئ البحر العربي في عمان, وقد قاد الفقيد المعسكر لفترة وجيزة, ثم تولى مهام الشؤون الإدارية وقام بإصدار صحيفة "الوفاء", ثم عاد إلى عدن لينخرط في دورة حزبية في معهد باذيب للعلوم الاشتراكية لمدة عام, ليتخرج منها, ثم يعود أدراجه إلى المواسط, وظل يمارس دوراً تثقيفياً في قدس وبني يوسف والأعلوم وبني عمر والصنة وغيرها إبان حكم الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي, ولكن ما هي إلا فترة وجيزة حتى عادت المضايقات ضده ونفذت حملة عسكرية ثانية على قريته وأحدثت ترويعاً وإرهاباً بالمواطنين.

تمكن الفقيد ورفاقه من الافلات, وغادر من فوره إلى عدن, ثم عاد مرة أخرى إلى قريته بُعيد العفو العام الذي أصدره الحمدي, ومنها توجه إلى تعز للعمل في إحدى الورش الفنية, وهناك انخرط في النضال العمالي, لكنه لم يسلم هذه المرة أيضاً من المضايقات والمطاردات التي صارت بمثابة اللازمة التي لازمت مسيرته الكفاحية.

عاد الفقيد الكافي إلى عدن مرة أخرى, وهناك اتصل بالرفيق الشهيد جار الله عمر, الذي حفزه على السفر إلى الاتحاد السوفياتي للدراسة في معهد العلوم الاجتماعية الدولية, وهناك لمع نجم الفقيد, فقد أظهر قدرات مميزة في التحصيل العلمي, وتعلم اللغة الروسية خلال فترة قياسية, كما أنه ظل يمارس المهام الحزبية, حيث تولى منصب سكرتير منظمة الحزب في المعهد عن أعضاء الحزب الديمقراطي لمدة ثلاث سنوات, وبعد أن استكمل دراسته في الاتحاد السوفياتي, عاد الفقيد إلى اليمن الديمقراطي, ومنها عاد إلى الشمال ليمارس المهام الحزبية في قدس وبني حماد والأعلوم وسامع, ولأسباب أمنية وتنظيمية عاد إلى عدن ليمكث فيها حتى قيام الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م.

في أعقاب الوحدة بدأ الفقيد يمارس نشاطه الحزبي علناً وقد انتخب سكرتيراً أولاً لمنظمة الحزب في المواسط التي كانت تشمل حينها: المعافر والمواسط (حالياً) وسامع، كما عمل أيضا في المجلس المحلي لمديرية المواسط إلى أن تقاعد عن العمل.

ظل الفقيد طوال مسيرته الكفاحية الطويلة والغنية بالأحداث والوقائع يشير إلى عنوان مشرق في التضحية والإخلاص ونكران الذات وسمو الأخلاق والثقافة الغزيرة والرؤية الثاقبة والقدرة الفذة على الإقناع والحوار والحنكة السياسية.

في الآونة الأخيرة من حياته, عانى الفقيد بمرارة من انزلاق غضروفي جعله طريح الفراش لسنوات, وما يحز في النفس أن الفقيد رغم كل تضحياته وبسالته لم يتلقَ الدعم والرعاية الكافية سواء من حزبه أو من الدولة وهو الذي أفنى حياته في سبيل دولة المواطنة المتساوية, دولة العدالة الاجتماعية.

رحل الفقيد الكافي بصمت دون ضجيج, وخلّف في قلوبنا كمداً وجرحاً لا يندمل.

وما يعزينا ويواسي جراحنا أن المسيرة النضالية المشرقة للفقيد ستظل تلهم الأجيال, جيلاً بعد جيل, ونبراساً مضيئاً يشق عباب الظلام باتجاه انبثاق يمن حر ديمقراطي اتحادي.

إن رحيل الفقيد الكافي قد مثّل خسارة كبيرة للحزب وللحركة الوطنية اليمنية, وبهذا المصاب الجلل تتقدم سكرتارية منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بمحافظة تعز بخالص العزاء وعظيم المواساة إلى أسرة الفقيد, وإلى رفاقه وإلى كل من عرفه في أرجاء اليمن, سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وعظيم غفرانه, وأن يلهم الاهل والرفاق الصبر والسلوان.

إن لله وإن إليه راجعون.

صادر عن سكرتارية منظمة الحزب الاشتراكي اليمني ــ م/ تعز

الاثنين الموافق 10/8/2020م

قراءة 1927 مرات

من أحدث