علي الصراري: حل المشكلة اليمنية لن يكون الا من خلال تنفيذ المرجعيات الثلاث مميز

  • الاشتراكي نت / خاص

الأحد, 17 كانون1/ديسمبر 2017 18:06
قيم الموضوع
(0 أصوات)


أكد الاستاذ علي الصراري عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني أن الحل للمشكلة اليمنية وانهاء الانقلاب واستعادة العملية السياسية، لن يكون الا من خلال تنفيذ المرجعيات الثلاث التي هي المبادرة الخليجية وقرار مجلس الامن 2216 ومخرجات الحوار الوطني.

وقال في مقابلة متلفزة مع قناة "يمن شباب" يوم الاربعاء الماضي ان  أي حل آخر يحاول أن يشرعن الانقلاب ويجعل هذا الانقلاب مستساغا وقابلا للهضم لا يقودنا الى الاتجاه الصحيح بل هو يطيل أمد المأساة التي يعيشها الشعب اليمني.

واوضح الصراري ان المشهد اليمني صار أكثر وضوحا، فعلي عبدالله صالح كان يمثل حالة ارباك للمشهد السياسي وأنه كان هناك حالة رمادية في مواقف المجتمع الدولي والقوى الاقليمية، وحتى على المستوى الداخلي  لا تساعد على خلق موقف موحد، وهذا الارباك انتهى مبينا ان كل قوى المجتمع اليمني تقف الان في جهة، والانقلابيون يقفون في جهة.

وقدم الصراري خلال حديثة قراءة للمشهد السياسي اليمني خصوصاً بعد مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح داعيا اعضاء المؤتمر الشعبي التابعين للرئيس السابق  أن يذهبوا الى الشرعية ويكونوا جزء منها، و يتركوا الانقلاب والدور الذي كانوا فيه وراء ظهورهم وان ينصرفوا الان نحو المستقبل وسيجدوا أن الجميع سيستقبلهم وسيتقبل منهم هذا.

نص المقابلة

* أين مواقف الحزب الاشتراكي اليمني من كل أحداث اليمن؟ من الحرب من واقع الحكومة اليمنية الشرعية؟ من الانقلاب عموما؟ من التحالف؟ اين قراءة الحزب الاشتراكي اليمني لمرحلة ما بعد على عبد الله صالح؟

- ................ (صوت غير مسموع بسبب خلل فني في تسجيل الفيديو)  ....... انقضاضاً على ما راكمناه كيمنيين بصورة عامة من امكانيات لكي تنتقل اليمن نحو الافضل وباتفاقات وتوافق وطني شامل وخاصة بعد الانتهاء من مؤتمر الحوار الوطني، الأن من يبحث عن الحزب الاشتراكي عليه ان يراه، لأنه موجود في الصورة، موجود في قلب السياسة، نحن صوت سياسي رشيد، ونحن مقاومون ورفاقنا يستشهدون كل يوم في الجبهات ونحن مجتمع مدني ومتواجدون في كل انحاء اليمن، ودورنا لا يزال مستمر وقائم.

* استاذ علي الصراري في الحقيقة اولا أحييك وأحيي الحزب الاشتراكي اليمني وسؤالي ليس    انكاراً لوجود الحزب انما بحثا عن إحداثيات.. ما هي البقع والاماكن التي يتواجد بها الحزب الاشتراكي بميزان سياسي معين مثلاً هل انتم شركاء في الحكومة؟ مستشارين للرئيس؟ هل انتم طرف يلتقي التحالف؟ الكتلة الحزبية اليمنية المؤيدة للشرعية؟ هذا هو تفصيل لسؤالي الذي كنت سئلتك عنه؟

- طبعا السؤال هنا يتشعب كثيرا، واقول هنا بأن مكانة الحزب الاشتراكي أأنتقص منها من قبل قيادة الشرعية لأنه لم يعد شريكا حقيقيا في اطار الحكومة ولم يعد شريكا ايضا في إطار الهيئة الاستشارية لرئيس الجمهورية، نعتقد أن هذا الوضع هو خلل في العلاقة بين الشرعية وبين الاحزاب الحليفة لها، ونحن نسعى لان نردم هذه الهوة وان نستعيد دورنا، اعتقد ان الساحة اليمنية والوضع اليمني لا زال يحتاج حزب الحزب الاشتراكي اليمني.

* الا تعتقد ان حكاية أنكم غير موجودين في الحكومة تحتاج الى مراجعة لان وزير الثقافة منكم مثلا وغيره.. الا تعتقد مثلا ان الذي يسأل عن أين هو الحزب الاشتراكي اليمني لديه ما يبرر سؤاله لأن الحزب الاشتراكي في الحقيقة كما لو انه انعكاس لحجم او لعدم التآلف للتركيبة الحزبية اليمنية في زمن الحرب وكما لو أنكم لم تعودوا كتلة واحدة ولذلك ثمة من يبحث عن ميزان لا يزال موجودا او تراجع ضوؤه كما قد يفهم البعض؟

- انا طبعا مع تقديري لكل الاخوة الموجودين في الحكومة والذين على صلة بالحزب الاشتراكي، ما قصدته هو ان الحزب الاشتراكي لم يرشح من يمثله في هذه الحكومة...

* مقاطعا: يعني تمثيلهم شخصي؟

- نعم تم اختيارهم لأشخاصهم بتقديرات معينة من رئيس الجمهورية بالنظر الى ما يمتلكوه من قدرات ادارية وثقافية لكن الحزب الاشتراكي لن يتقدم هو بترشيح لأي من هؤلاء نحن نعتبرهم...

 * مقاطعا: من هو الوزير الذي لديه قدرات في هذه الحكومة يا استاذ علي الصراري من الحزب او من غير الحزب؟

- هذا السؤال المفروض لا يوجه لي يوجه لمن اختارهم.

* لأنه انت قلت بأنهم اختاروا كفاءات وقدرات من للحزب لكن بقدراتهم الشخصية ما هي هذه القدرات؟

- اختيروا لأشخاصهم وبقدراتهم الشخصية.

* حلقتي ليست على الوزراء اعود الى الحزب الاشتراكي حدد لي بالضبط ما هي رؤية الحزب الاشتراكي اليمني اليوم لحجم المأساة والمشكلة في زمن الحرب وان كنتم لديكم حلول تقدمونها للحياة اليمنية في زمن الحرب؟

- اولا ليس لدينا حلول خارج ما هو مطروح في الساحة السياسية وفي المشهد السياسي، نحن نتمسك بالمرجعيات الثلاث شأننا شأن كل القوى المؤيدة للشرعية ونعتقد أن انهاء الانقلاب او سقوط الانقلاب وإستعادة العملية السياسية، من خلال تنفيذ المرجعيات الثلاث التي هي المبادرة الخليجية وقرار مجلس الامن 2216 ومخرجات الحوار الوطني، هذا هو الحل للمشكلة اليمنية، أي حل آخر يحاول أن يشرعن الانقلاب ويجعل هذا الانقلاب مستساغا وقابلا للهضم انا اعتقد انه لا يقودنا الى الاتجاه الصحيح بل هو يطيل أمد المأساة التي يعيشها الشعب اليمني.

انا اعتقد ان المشهد اليمني صار أكثر وضوحا، لأن كل قوى المجتمع اليمني تقف في جهة، والانقلابيون يقفون في جهة.

* مكشوفيين؟

- نعم مكشوفين ومعزولين ولا نستطيع ان نقول أن المعركة صارت واضحة، وعلينا فعلا أن نخوضها من أجل ان تنتهي هذه المأساة.

* استاذ علي الصراري هل يمكن أن استميحك وتقبل مني سؤال قد يبدو قاسياً لكنه محبا، هناك من يعتقد ان مواقف الاحزاب السياسية اليمنية بما فيها او على رأسها الحزب الاشتراكي اليمني مواقف غامضة ليست بالوضوح الذي يليق بالحزب الاشتراكي اليمني او بالحياة وبالتجربة السياسية في اليمن فتارة نجدكم تختصمون مع بعضكم كأحزاب وتارة نكتشف أن ثمة معارك حزبية تعيشها الاحزاب  مع بعضها في المنفى، بما قد يوحي بأنكم لستم احزاب بمستوى المسؤولية فلا حصنتم اليمن من الوصول الى الحرب قبل وقوع الحرب ولا حافظتم على الكتلة السياسية اليمنية في زمن الحرب ما هو توضيحك لهذا الامر؟

- اقول بأن وجود الاحزاب هو عملية تنطوي على قدر من الحيوية والاختلاف، ﻻ تستطيع الاحزاب ان تشكل قالبا متواضعا....

*مقاطعا: وليس كتلة صامتة؟

- نعم.. لأنه اذا حدث هذا تكون الاحزاب فعلا قد ماتت، وقد سلمت قيادها، وتخلت عن رؤاها وعن تبايناتها وعن الشيء الذي يميزها كمحتوى حيوي للعملية السياسية، امر طبيعي ان تظل الاحزاب تمثل رؤى وتيارات وتمثل خيارات عديدة امام الناس. الناس عندما يتجهوا نحو الاحزاب هم عمليا يتجهوا نحو خيارات عديدة يستطيعوا ان ينتقوا من بين هذه الخيارات الخيار الذي يجدونه مناسبا لهم.

* هل معنى كلامك هذا انه هذا الذي ظهر وتنامى للناس من خصومة والى حد ما عدم اتفاق مع الاحزاب السياسية المؤيدة للشرعية هو علامة صحية ولم تخرج عن السيطرة بعد؟

- الامر ليس بهذا السوء. انا اقول ان العلاقة بين الاحزاب لم تصل الى هذا القدر من العداء والاختلاف يعني هي تتباين وتتفق وهي تسعى من أجل تعزيز توافقها، الاحزاب هي الان ليست مشكلة او انه فرضت معاركها الخاصة بديلا للمعركة الوطنية، بالعكس انا اتصور انها لا تزال حريصة ان تبقى جزء من المعركة الوطنية، طبعا في تلاوينها المختلفة بتوجهاتها المختلفة، وهي تسعى الان لإقامة تحالف عريض تلتقي فيه جميعا على صعيد واحد، حتى المؤتمر الشعبي الذي كان في صف الانقلاب انا أعتقد انه الان اختلف مع الانقلاب وسيسعى، واتمنى ان يسعى، الى أن يكون جزء من الشرعية وان يذهب الى ان يلتقي بمختلف القوى والتيارات السياسية، لأن يكون جزء من هذا التحالف العريض المدعو لأن يوحد كل جماهير الشعب اليمني في مجابهة انقلاب عنصري طائفي ينبغي فعلا ان لا يستمر طويلا.

* استاذ علي الصراري بشكل واضح ودقيق من هو هذا المؤتمر الشعبي العام الذي تريد منه ان يتحالف مع الشرعية، المؤتمر الشعبي العام في طريقه للانقسام والتشظي لأن تيار يسيطر عليه الحوثيون في صنعاء لانه يطبق القبضة على من تبقى وبالتالي سيكونوا هم الواجهة الحوثية للمؤتمر، وهناك مؤتمر سيكون محسوب على الشرعية في الرياض او في القاهرة وما الى ذلك وهناك مؤتمر في طريقه لأن يأتي من ابوظبي فعن أي مؤتمر تتحدث؟ لو سمحت لي من هو المؤتمر الذي تنتظرونه انتم في الشرعية ليأتي اليكم، لينظم لكم، ليتحالف معكم؟                                                        

- اولا بالنسبة للجناح الذي اسميته بالمؤتمر المؤيد للشرعية علاقتنا قائمة فيه ونحن وهم مع الاحزاب الاخرى نسير نحو ايجاد تحالف حزبي واسع في مجابهة الانقلاب ولدعم وتأييد الشرعية. اما التيار في المؤتمر الذي لا زال منحاز للانقلاب وﻻ زال متحالفا مع الحوثيين فهذا قد اختار طريقه وانا اعتقد ان النهاية المأساوية لعلي عبدالله صالح ستجعل صف من اولئك الذين انتفعوا كثيرا من زعامته للمؤتمر، ان يميلوا نحو الحوثيين وأن يشكلوا تيارا شكليا اسمه المؤتمر الشعبي العام من أجل ان يكونوا غطاء متحالف مع القوة الحقيقية التي هي جماعة انصار الله. اما التيار الثالث...

* مقاطعا: تيار ابوظبي تيار احمد علي عبدالله صالح؟

- متابعا: انا انصح هؤلاء الذين كانوا يعملون تحت قيادة علي عبدالله صالح والذين أساءهم النهاية المأساوية التي صنعت له، انا اتمنى عليهم ان يفكروا مليا وان لا يعتقدوا بأنهم يستطيعوا أن يمثلوا مركز ثقل وأن يسحبوا من تحت أقدام الاخرين وجودهم في المشهد السياسي أو تصدرهم للمشهد السياسي، عليهم ان يعرفوا تماما ان امامهم طريق واحد فقط هو ان يكونوا جزءا من الشرعية وليس بديلا لها، أي تفكير يجعلهم يفكروا بأنهم يعملوا انقسام جديد في اطار المشهد السياسي القائم وأن هذا الانقسام أحد اهدافه إضعاف الشرعية التي يقودها الرئيس عبدربه منصور هادي انا أعتقد انهم سيقعوا في خطأ فادح وسيضعفوا انفسهم ولن يحققوا أي شيء. الطريقة الوحيدة المتاحة أمامهم أن يكونوا جزء من الشرعية وانا أعتقد أن رئاسة عبدربه منصور للمؤتمر الشعبي وأيضا احمد عبيد بن دغر كنائب لرئيس المؤتمر هو رئيس الوزراء، يعطي المؤتمر الشعبي مكانة في اطار الشرعية، مكانة كبيرة أكثر من غيرهم، مع انه في الحقيقة بسبب تحالفهم مع الانقلاب وخوضهم لحرب ضد الشعب اليمني لمدة ثلاث سنوات كان ينبغي ان لا تمر هكذا بدون ان لا يسائلهم احد عن ما فعلوه، لأن جريمة ثلاث سنوات من القتل والعنف والتدمير لإمكانية الشعب اليمني هي شيء كبير، لكن اقول مادام هكذا الامور تعطيهم هذه الفرصة، عليهم أن يستفيدوا منها أن يذهبوا الى الشرعية ويكونوا جزء منها، أن يتركوا الانقلاب والدور الذي كانوا فيه وراء ظهورهم وان ينصرفوا الان نحو المستقبل وسيجدوا أن الجميع سيستقبلهم وسيتقبل منهم هذا، اما اذا حاولوا أن يشكلوا انقساما جديدا في اطار المشهد السياسي فانا اعتقد انهم....

*مقاطعا: سيضيعوا الفرصة الراهنة؟

- متابعا: سيضيعوا هذه الفرصة ولن يمثلوا شيئا.

* استاذ علي الصراري بشكل دقيق ومفصلي ما هو تقييمك لان يكون احمد علي عبدالله صالح قائدا سياسيا لحزب المؤتمر الشعبي العام وشريكا في العملية السياسية وتؤول اليه ميراث والده علي عبدالله صالح؟

- اولا وراثة احمد علي لأبيه فشلت في ظل وجوده وفي ظل امتلاكه لكامل السلطة.

* كييف؟

- احمد علي عليه ان يدرك انه كان اهم الاسباب لقيام ثورة 11 فبراير 2011م هو توريث السلطة له، وهذا ادى الى خروج ابيه من الحكم لأن أي أمل لديه بأنه يرث ابيه بعد موته هي أضغاث احلام.

* لماذا؟

- يجب أن يعرف أن هذا لم يتم وهو في أوج قوته، وهو يمتلك امكانيات اليمن بكاملها، لم يسمح له فعلا، هذه جمهورية، ليست وراثة، و لا يمكن أن تكون وراثة.

* ذلك كان عن الدولة والوطن والجمهورية.. الان عن حزب سياسي؟

- انا اعتقد انه في المؤتمر الشعبي العام قيادات لديها كفاءة اكبر من احمد علي، هو ليس لديه خبرة سياسية، يعني هو كان وجوده تصنعه الامكانيات التي كان يتصرف بها وليس ذلك القائد المهم المؤثر صاحب الكاريزما، كان المال والقوة التي يمتلكها هي التي كانت تصنعه.

* استاذ علي الصراري اذا كنت تعتقد بأن قيادة المؤتمر الشعبي العام وكنت تعني به علي عبدالله صالح ليس الكاريزما وليس.. وليس.. كما لو أن بقية الاحزاب السياسية في اليمن يديرها نابليون بونابرت مثلا؟

- انا هنا لا أقلل من طرف من أجل أن اعلي من مكانة الطرف الآخر ، الاحزاب السياسية اليمنية بشكل عام هي جزء من المشهد المأساوي لليمن، هي تعاني من نواقص وتعاني من اخطاء ومن قصور، هي لم ترتق بصورة عامة لأن تكون بالمستوى المطلوب لكنها على الاقل هي افضل ما لدينا.

* الاحزاب السياسية اليمنية المنضوية في الشرعية لم تصدر بيانا واحدا تعزي احمد علي عبدالله صالح في مقتل ابيه او تأسف لمقتل علي عبدالله صالح في حين ان الشرعية بأكملها (الرئاسة والحكومة) عزت.. ما هو موقفكم في الاحزاب السياسية اليمنية وانت شخصيا في الحزب الاشتراكي اليمني ما هو الموقف والقراءة لمقتل علي عبدالله صالح وخروجه من الحياة السياسية ومن الحياة؟

- اولا رغم خصومتنا الطويلة مع علي عبدالله صالح والمعاناة الشديدة التي واجهناها بسببه وبسبب سياساته لم نكن نتمنى له أن ينتهي هذه النهاية المأساوية الفظيعة، على الاقل كنا نريد من باب الانصاف أن تأتي اللحظة التي يعترف بها بما اقترفه من اخطاء وجرائم بحق شعبه وبحق الاحزاب التي كان يتحالف معها ثم ينقض عليها. للأسف كل ما صنعه علي عبدالله صالح خلال فترة حكمه ثم من بعد تخليه الى يوم وفاته هو ما صنع هذه النهاية المأساوية التي انتهى اليها.

نحن لا نقول اننا ابتهجنا، نحن لا نحمل ضغينة لكننا كنا دائما نرى في الرجل عنصر سلبي في كل التاريخ الذي مر علينا، لم يلعب دورا ايجابيا في اخراج البلد من المأساة، بالعكس هو كان يقودها من مأزق الى مأزق، وأهدر كافة الفرص التي اتيحت امامها لكي تستقر ولكي تتطور.

* طبعا انت لم تجبني حتى الان لماذا لم تصدروا عزاء؟

- انا اقول ليس هذا هو المهم يعني الرجل تمرد على حلفائه الحوثيين لثلاث أيام فقط...

*مقاطعا: فقتلوه واقاموا عليه صلاة الشكر؟

- نعم.. تمرد ثلاثة ايام وخلال هذه الثلاثة الايام لم نجد فعلا انه دخل في مقاومة حقيقية لهم، من أجل ان نشعر انه صار يمثل شيئا جديدا بعد ان خرج من هذا التحالف مع الحوثيين، كان الامر يحتاج الى أن يفعل شيئا كبيرا لكنه لم يفعل هذا الشيء لذا انا اعتقد انه....

* مقاطعا: ما هو الشيء الكبير الذي كان يجب ان يفعله؟

- كان كما كان يقول انه كما ادخلهم صنعاء سيخرجهم منها، حقيقة بخروجه هو توطد وضعهم أكثر داخل صنعاء.

* هل كان يقدر ان يخرجهم من صنعاء؟ اتضح في قصة مقتله انه لم يعد يتبعه لا حرس جمهوري ولا قوات خاصة قاتل بحراسته الخاصة وبقناة اليمن اليوم؟

- هذا هو اذا، لم يعد ذلك الشيء المهم الذي كان ممكن التعويل عليه او الرهان عليه.

* لكنه اختار لنفسه كما قد يرى البعض اختار لنفسه نهاية مشرفة واختار طريقة الموت ولم يقتل وهو يحمل السلاح في وجه اليمنيين قد يرى البعض انه لم يقتل وهو حليف القاتل وهو في صف القاتل وهو في صف المجرم بل المجرم الذي يقتل الشعب اليمني هو الذي قتل علي عبدالله صالح هل هذا الميزان من الكلام تتفق او تختلف معه؟

- انا لست موافقا على ما يبذل من جهد الان لتصوير نهاية علي عبدالله صالح على احد وجهين: وجه يصوره هاربا جبانا وقتل وهو في لحظة هروب...

* مقاطعا: وطلعت معلومة كاذبة؟

- متابعا: ووجه آخر يحاول ان يصنع له نهاية بطولية..

* مقاطعا: كبطل جمهوري؟

- كبطل جمهوري وحتى كبطل مات وبيده السلاح، انا اعتقد هناك من يصنع مثل هذه الروايات، الرواية الحقيقية لم تظهر حتى الآن، والمفروض أن نفهم علي عبدالله صالح خارج هذين السياقين، خارج السياق الذي يريده الحوثيون، ان يحطوا من قدر خصمهم، وخارج السياق الذي يحاول ان يعلي منه  ويحوله الى اسطورة وبطولة.

* فقرة مهمة اسألك عليها ايضا قراءتك لإعادة صناعة وإعادة انتاج نظام علي عبدالله صالح من جديد الى أي مدى يخدم الحياة السياسية او الى أي مدى هو كفر عشير لنضال الشعب اليمني اين انت من اعادة انتاج نظام علي عبدالله صالح بحلته الجديدة بنسخته الجديدة كما قد يفهم البعض؟

- انا اولا اثق تماما بأنه لا يستطيع احد أن يعيد انتاج نظام علي عبدالله صالح، لأن نظام علي عبدالله صالح فشل، وفشل فشلا ذريعا، وفشل عندما كان في السلطة، لان البلد بكاملها خرجت لتطالبه بالرحيل، ولتندد بوجوده، والكل اتفق على ان يخرج، وبعد ان انتقل واراد أن يكون رجل في السلطة ورجل في المعارضة فشل مرة أخرى. أفشل السلطة لأنه لم يمكنها، افشل حكومة الوفاق الوطني التي لم يمنحها فرصة واحدة ﻷن تعيد الكهرباء فقط، ظل قطع الكهرباء بدفع منه، وكانت قناة اليمن اليوم تحتفي ب "كلفوت" ومؤتمراته الصحفية كبطل لأنه يقطع الكهرباء على صنعاء وعلى المدن اليمنية.

* استاذ علي الصراري هل صحيح ان الشعب اليمني أصاب حين قام بثورة على علي عبدالله صالح؟ انكم احزاب اللقاء المشترك حينما انضممتم الى الثورة هل كنتم بمستوى هذه المسؤولية ام أضعتم الفرصة أيضا؟ من زاوية أخرى قد يفهم البعض ان علي عبدالله صالح أيضا كان عنده حالة عمى بصر وبصيرة، حصل على حصانة وأبقت له حزبه كاملا وجيشه وماله وشريك في الحكومة فاختار الانقلاب الذي قضى عليه في النهاية نريد اضاءة لموقف الأحزاب هل اصاب أم اخطأ وموقف علي عبدالله صالح ما بعد خروجه من السلطة اين اصاب وأين اخطأ؟ اسمع منك الاجابة بعد فاصل قصير لو سمحت لي؟

(فاصل اعلاني)                                   

* احييك مجددا استاذ علي الصراري سألتك قبل الفاصل ان كنتم قد اعدتم القراءة في الاحزاب اليمنية وقيمتم موقفكم في الثورة ضد علي عبدالله صالح هل كان صائبا؟ ثورة بلا خطة ولا هدف ولا قائد أخذتنا الى الحرب، علي عبدالله صالح حتى هو ايضا حينما خرج من السلطة ومنح فرصة من التاريخ، حزبه بقي واصبح شريك في العملية السياسية، وحصانة، وامواله باقية، واضاع كل هذا لأنه خاض انقلاب واتى بقتله قتلوه في الاخير اريد منك اعادة قراءة لو سمحت؟

- حسنا.. أولا هل كانت الثورة حدث صحيح او خطأ؟ انا اقول بأن الثورة كانت حدث حقيقي في مسار التاريخ لم يأت برغبة ذاتية من الاحزاب او من أي حزب او من اي قيادات، جاءت الثورة لتعبر عن حالة موضوعية، الشعب اليمني كان قد وصل الى مرحلة لا يستطيع فيها أن يستمر في ظل حكم فاسد، في ظل حكم أغلق كل إمكانيات الاستمرار والتطور، نظام توقف عن انتاج الوظائف، توقف عن انتاج المصالح الجديدة للناس، توقف عن ايجاد المزيد من الخدمات نظام استنزف امكانيات وقدرات الشعب اليمني وعمل سدود حقيقية أمام التغيير  السياسي.

* كان هذا نظام علي عبدالله صالح؟

- نعم.

* طيب من جاء بعد نظام علي عبدالله صالح كانوا طيور الجنة؟

- اسمح لي فقط أن استكمل من أجل أن تعرف انه لم ندّع اننا طيور الجنة. التغيير كان هنا حتميا ويمثل ارادة شعبية واستجابة لحاجات مجتمعية حقيقية، طبعا من ميزات هذه الثورة مثل كل ثورات الربيع العربي انها قامت وليس من حق حزب ان يدع بأنه هو الذي قام بالثورة وهو الذي قادها...

* اسمح لي بمقاطعة ارجوك.. طبعا الحديث في مزايا الثورة او عيوبها، الحديث في قيمتها وضرورتها للشعوب، الحديث في احترامنا وانحنائنا لإرادة الشعوب هذا كلام بديهي وقد خاض فيه الناس سنوات طويلة ولن اكرره، لو سمحت لي إقرأ لي من اليوم، هل اصبتم في ان تقودوا ثورة بلا خطة ولا هدف ولا فريق عمل لما بعدها؟ هل اخطأ علي عبدالله صالح حين بدد فرصة من يده كان فيها الحصانة له ولأسرته ولحزبه كان شريك في الحكومة فأتى بالقتلة الذين قتلوه هذه التي اريدك ان تجاوبني عليها؟

- انا اقول اولا نحن الان كأحزاب لا نبحث عن تزكية او عن تبرئة لأنه خرج الناس قبلنا، خرج الشباب وتظاهروا ورفعوا شعار "الشعب يريد اسقاط النظام" قبل ان نلتحق بهم، صحيح انه شبابنا كانوا موجودين وهم اول من خرج الى الساحات وهم فجروا هذا الحدث العظيم لكن موقف الاحزاب تأخر لأيام الى ان حصل استجابة منها وذهبت الى الساحات والتحقت بساحات الثورة، انا اقول ما فعلناه عمل لا نعتذر عنه، لم يكن خطأ ونحن لا نبحث عن من يزكينا...

* مقاطعا: هل كنتم بمستوى القيادة؟

- كما قلت هذه الثورة ميزتها ومن مزاياها انها بدون قيادة، انها ثورة تعددية، الناس بتوجهاتهم المختلفة خرجوا ولم يكن هناك من لديه مفهوم معين او تصور معين عن الى أين ستؤول الامور، ولكن اقول ايضا الاحزاب تصرفت بمسؤولية تاريخية عندما ذهبت نحو التسوية السياسية ونحو أن تقترح الحوار كمدخل لمعالجة اوضاع اليمن. يعني الاحزاب لم تأت بتصورات جاهزة لكيفية، او تزعم بأنها قامت بهذا التغيير لأجل ان تحكم، ومن أجل ان تفرض مشروعها السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

* كيف ترد على من يقول بأنكم في الحقيقة لم تكونوا بمستوى الحدث مطلقا بل اضعتم الفرصة  من أيادي الشباب وبأنكم تقدمتم الصفوف ومنحتم علي عبدالله صالح الحصانة ولم تنهوا شيء، لا انجزتم ثورة وابقيتموها نصف ثورة فتحولت الى مقبرة للأحياء والاموات؟

- انا اقول ان هذه وجهة نظر بعض الاطراف او بعض الجماعات والشباب يقولوا مثل هذا النقد، ولا بأس أن يكون هناك من يقيم ثورة 11 فبراير بهذا الشكل ويعتبرها ثورة مغدور بها ممن التحقوا بها لكن انا اقول لو كانت توفرت امكانية حسم الصراع واسقاط كامل لنظام علي عبدالله صالح لكان هذا حدث غصبا عن الاحزاب وغصبا عن أي محاولات لإبقاء او للوصول الى تسوية ولكن في الاخير كانت هناك ظروف داخلية وظروف اقليمية وظروف دولية هي التي صنعت هذه التسوية، والاحزاب من جانبها ايضا لم تحاول ان تقف امام امكانية هذه التسوية بل حاولت ان توظف هذه التسوية لصالح ايجاد مخرج جديد أمام الشعب اليمني ولهذا الاحزاب هي التي تبنت الحوار وتبنت انه كافة الاطراف اليمنية تلتقي على صعيد واحد وان تناقش قضايا اليمن وان تتوصل الى حلول لكافة المشكلات والقضايا لكافة....

* مقاطعا: استاذ علي الصراري ارجوك لم يعد لدي وقت كثير باقي لي في حدود ربع ساعة في البرنامج أريدها في شكل يرضيك.. اقرأ لي الفرصة التي بددها علي عبدالله صالح حين كان لديه حصانه وشريك في العملية السياسية ولديه 50% من الحكومة فأتى بجماعة الحوثيين وشاركهم الانقلاب واذا بهم يقتلوه وتضيع فرصته في السياسة وفي الحياة؟

- انا اعتقد أن علي عبدالله صالح خلال مسيرته السياسية أهدر كثير من الفرص وأهدر هذه الفرصة التي كانت تعبر عن حالة كرم غير عادية من الشعب اليمني وقواه السياسية أن يمنحوه حصانه من كل ما اقترفه هو واعوانه خلال فترة حكمه. كان كرم عظيم لكن للأسف الشديد ظل يتعالى وظل حتى ينكر انه طلب الحصانة او بحث عنها، ولكن الاسوأ من هذا انه لم يستفد من هذه الفرصة، لم يتح فرصة لليمن بأن يسير في طريق التطور السلمي وان ينتج الحلول السلمية لمشكلاته وان يقوم بتطبيق ما تم الاتفاق عليه في الحوار الوطني الشامل بل وللأسف الشديد حتى آخر خطاباته وهو يرفض المرجعيات الثلاث، يرفض المبادرة الخليجية التي صنعت له هذه الحصانة وصنعت له الشراكة والبقاء في العملية السياسية ورفض قرار مجلس الامن الذي اراد ان يقضي على الانقلاب ثم الاسوأ من هذا كله انه رفض مخرجات الحوار الوطني.

* استاذ علي الصراري الا يمكن ان تهدئوا قليلا وتعيدوا القراءة بأناة ومسؤولية وبلا تشنج وتقولوا او تجيبوا على من يسألكم الستم من أضعتم فرصة علي عبدالله صالح؟ الم يكن علي عبدالله صالح فرصة افلتت من يد اليمنيين؟ بمعنى أن علي عبدالله صالح حكمنا منذ عام 1978م وكان لا يفقه في السياسة ولا في الادارة وحتى في عام 90م الخلاف مع الخليجيين بدعمه وموقفه مع صدام حسين أخرج لنا أكثر من 3 مليون مغترب يمني وهناك مشاكل وكوارث جاءت لنا حتى حينما اتهم انه قتل مشائخ الحجرية لم تخرج مظاهرة، ولا من غضب حينما طرد 3 مليون مغترب يمني، كلما كانت تحدث مشكلة بسببه لا نعترض، حتى إذا ما نضج علي عبدالله صالح وأصبح قادراً على التعامل مع المجتمع الدولي ودرس تجربة بشار الاسد والأمم المتحدة والتعامل مع الصراعات والنزاعات وصار رقماً يحسب له إذا بكم تثورون عليه، الم تثوروا في الزمن الخطأ؟ الم تكن هذه الثورة متأخرة 20 الى 30 سنة؟ السؤال هل كان علي عبدالله صالح فرصة افلتت من يد اليمنيين وانتم السبب؟

- انا لا اعتقد بأنه مثل فرصة، بالعكس كان مهدراً لكافة الفرص، وحتى عندما قلت بأنه بدأ يستوعب العالم والمجتمع الدولي متى حدث هذا؟ هل في الثلاث الايام الأخيرة من حياته؟!! عندما قال انه سيقاوم الحوثيين بعد ماذا؟ بعد أن سلمهم صنعاء وسلمهم السلاح والجيش وامكانيات الدولة وعمل غطاءاً سياسياً ودولياً ووطنياً لحكمهم بينما هم مجموعة عنصرية طائفية معزولة من الصعب أن يسيطروا على المناطق التي جاءوا منها فما بالك أن يسيطروا على اليمن كله.

لولا علي عبدالله صالح لما كان بمقدور هذه الجماعة أن تصل الى عدن وتعز وأن تنظم كل هذه المذابح، كان شريكاً معها في كل هذه الجرائم التي اقترفت في المناطق اليمنية المختلفة. متى انقلب على الحوثيين؟ انقلب في الثلاث الايام الأخيرة عندما بدئوا يصلون الى بيوته والى بيوت أبناءه وأبناء اخيه فقط تحرك ليده ما يبدو انه صحوة، لكن انا اعتقد انه ليس هكذا، هذه ليست صحوة، انه بعد أن اوصل البلد الى هذا الدمار، الى هذا الضياع، وهناك شيء مهم جداً هل كان يستطيع؟ هل لديه قوة جماهيرية وقوة عسكرية؟ انا اعتقد فقط كان عنده غيرة شخصية على نفسه وعلى ابنائه وابناء اخيه وممتلكاته وبسبب هذه الغيرة قضى على نفسه.

* استاذ علي الصراري هناك محطات ثلاث ارجوك اقرأها بتركيز شديد وايجاز قدر استطاعتك، لطالما خرجت الجماهير بما يسمى مظاهرات مليونيه لما يسمى علي عبدالله صالح أين ذهبت هذه الجماهير اليوم تركته اعزلاً كما خرجت لصدام حسين، كما خرجت للقذافي، خرجت الجماهير لعلي عبدالله صالح حتى فقد ميزانه العسكري ماهي قراءتك لهذه الجماهير التي اختفت عن علي عبدالله صالح أيضاً الرجل ملأ الدنيا وشغل الناس والكل مشغولين بأن علي عبدالله صالح يتبعه الجيش والأمن والمخابرات والدولة العميقة ولديه الحرس الجمهوري ولديه القوات الخاصة اين ذهبوا؟ اين تبخروا؟ الامر الثالث علي عبدالله صالح بحزبه السياسي وسنوات طوال وهم يهتفون "بالروح بالدم نفديك يا علي" أين ذهب الذين يفدونه بالروح بالدم؟ إعادة قراءة لو سمحت؟

- آخر نكته سمعتها تقول: (ان جماعة من انصار علي عبدالله صالح عندما القى الحوثيين القبض عليهم سألوهم عن هذا الشعار "بالروح بالدم نفديك يا علي" فقالوا لم نكن نقصد علي عفاش كنا نقصد علي بن ابي طالب). أولا هذه الجماهير.. هذا منظر خادع وزائف.. غير حقيقي..

* مقاطعا: منظر المظاهرات والحشود؟!

- متابعا: هذه الجماهير الحاشدة كانت تختفي خلال لحظات، وتعود أدراجها ولازم نعرف أن الطغاة الذين يستغلون ظروف شعوبهم كانوا هكذا يخرجون الجماهير بالملايين لجانبهم بينما لم يكن يقف معهم أحد، أذكِّر بما قاله لويس بونابرت في القرن التاسع عشر..

* مقاطعا: وهو تقريباً شقيق نابليون بونابرت؟

- هو ابن اخيه، وكان هو من نمط علي عبدالله صالح ومن نمط قادة العالم الثالث، ذهب يزور مدينة وكان هناك جمهور يستقبله بحماس منقطع النظير فقال احد معاونيه: أنظر كيف تحتفي هذه الجماهير وتتحمس لوجودك، فقال له: انا أعرف هذا المزاج انه مزاج زائف سيكونون أكثر حماساً لو عُلّقتُ على المشنقة. وانا أعتقد ان هذا الذي لا يستطيع أن يفهم هذا المزاج الجماهيري هو غبي، من يعتقد أن هذه الحشود حقيقية ويراهن عليها أيضاً لا يفقه..

* مقاطعا:  حتى عبدربه منصورهادي منزله في شارع الستين وكانت المظاهرات التي تسمى أيضاً مليونيه تمخر باب شارع الستين وحينما تم اعتقاله اختفت هذه الجماهير أيضاً؟

- إذا لا يمكن الرهان على هذه الجماهير، الجماهير التي يمكن أن تراهن عليها هي الجماهير المسلحة بالوعي، بالوعي لمصلحتها كجماهير، ولمصلحتها الوطنية، الجماهير المنظمة القادرة على أن تستمر، عندما تخوض معركة لا تتوقف مع أول قمع يمارس ضدها، هذه هي الجماهير التي ممكن أن تراهن عليها.

* بعد اذنك سيدي العزيز كسياسي أنت معروف وربما لا يعرف الكثيرون الآن أنك كنت أقرب رجل ل- علي سالم البيض حينما كان نائباً لرئيس الجمهورية وأنك كنت ربما كاتب كل كلماته، وتقريباً نسبة تتجاوز ال 90% من بيانات الحزب الاشتراكي ربما أنت من كتبها، وانت رقم حقيقي في الحياة السياسية اليمنية لذلك كيف تقرأ أن قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة التي قيل عنها أنها القوة الضاربة التي تحدث أثر في ميزان السلاح العسكري في الدولة اليمنية وانهم جيش اليمن اين اختفوا وتركوا قائدهم يقتل في وضح النهار؟

- اولاً أقول بأن قوات الحرس الجمهوري كانت هي القوة الضاربة في الجيش اليمني، لكنها إنكسرت قبل أن تخوض معركة، ومن كسرها؟ كسرها علي عبدالله صالح، انا اقول عندما جاء الحوثيون وارادوا احتلال دار الرئاسة، انا كنت شاهد على هذه المعركة لأني كنت اسكن في شقة مطلة على النهدين وعلى دار الرئاسة، انا شاهدت كيف دخل الحوثيون الى هذه المنطقة واستلموا 280 دبابة...

* مقاطعاً: وانت تشاهد الحوثيون شوية شباب بلا تعليم وحفاة بذلك المنظر وغبار الحرب؟

- متابعاً: ولأنه هذا الحرس الجمهوري الذي كان يوجهه علي عبدالله صالح دخل هذه اللعبة وسلم الرئاسة الذي كان مؤتمناً على حراستها، هنا السؤال...

* مقاطعاً: السؤال كيف تقيم أن الحرس الجمهوري يتبخر؟

- السؤال الذي ينبغي أن نتطرق اليه هو أن هذا الحرس الجمهوري فقد شرفه العسكري، لم يعد العسكري يقاتل، طالما هو يشعر بأنه عسكري ويؤمن بأن لديه هدفاً...

* مقاطعاً: عقيدة قتالية وقضية وطنية؟

- نعم.. لكن عندما يتحول الى خديعة ووسيلة للخداع هنا يفقد شرفه العسكري، وهذا هو ما حدث هنا.

* الجندي الصغير والضابط الصغير لا يعرف هذه الحسابات يا سيدي العزيز؟ الجنود يقاتلون تبعاً للأوامر العسكرية وهذه بديهية؟

- لكن الجندي كذلك يحتاج الى المعنوية ويحتاج الى القدوة وهو لا يقاتل لأنه فقط آلة للقتل، هو يقاتل عندما يكون هناك من يقوده ويوجهه، ويكون قتاله ضارياً عندما تكون معركته عابرة.

* استاذ علي الصراري بإيجاز لخص لي الامر من جديد اختفاء الجماهير، اختفاء الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، اختفاء جمهور المؤتمر الشعبي العام، كيف تتبخر أدوات الحكم في لحظة يكون الحاكم يحتاجها ولو للحظات؟ كيف يختفي من الوجود؟

- هي لم تتبخر دفعة واحدة، هي مرت بمراحل، الحرس الجمهوري اولاً لم يربى على الولاء الوطني، الوحدات التي كان يديرها احمد علي عبدالله صالح لم تربى على الولاء الوطني..

* ربيت على ماذا؟

- على الولاء الشخصي.

* وبقية الجيوش وبقية المعسكرات والمؤسسات؟ يعني الفرقة اولى مدرع كانت مرباه على ماذا؟

- الجيش بشكل عام لم يكن له عقيدة واحدة كانت ولاءاته متعددة.

* أرجوك بطريقة منطقية السنا بهذه اللغة نتطاول ونتهجم على رجال اليمن الذين خدمونا وعاشوا في الجبال والصحاري والوديان برواتب هزيلة وتافهة.. اليوم يفترض بالمثقف والسياسي أن يسندهم ويتأسف على واقعهم واذا بنا نسلب حتى حقهم في الشرف العسكري نسلب حتى حقهم في القضية الوطنية أيليق هذا؟

- انا أرجوك أن لا تفهمني غلط، ولا تفسر كلامي هكذا.. انه انا أنظر بشماته وتعالي وغيره.. انا اقول هذا الحرس الجمهوري الذي صرفت البلد عليه مليارات الدولارات وليس مليارات الريالات، وكان مجهزاً بالإمكانيات الحديثة وبالتدريب والمعيشة....الخ، لم يسلح بعقيدة قتالية وطنية، سُلِّحْ بعقيدة الولاء للفرد الذي كان يعتبر رب نعمة هؤلاء، وطبعاً بالنسبة للجنود، الجنود مضطهدين ومقهورين، ولكن هناك قادات الوحدات العسكرية هم من كانوا ينتفع، وهم من كان يحصل على الملايين من الرديات ومن....

* مقاطعاً: كيف تبخر الحرس والقوات الخاصة؟ هل أنت فعلاً مع من يقول بأن الهيكلة العسكرية في زمن هادي قضت على أكثر من نصف قيادة الجيش الموالي لأحمد علي وعلي عبدالله صالح وأن ما تبقى من نصف الجيش في الحرس والقوات الخاصة علي عبدالله صالح أهدر نصفهم في حروبه مع الانقلاب مع جماعة الحوثيين في مواجهة الشعب اليمني وما تبقى سلمهم بنفسه لقيادة الحوثيين فأعادوا تعيين القيادات واشتروا الولاءات وغيروا العقيدة القتالية ولذلك تبخرت هذه القوة الضاربة من الحرس ومن القوات الخاصة فاذا بعلي عبدالله صالح يواجه الموت أعزلاً الا من حراسته الخاصة؟

- انا اولاً لا اوافق على هذا.. لا اوافق على مثل هذه القراءة.. لأن ما حدث أن اعادة الهيكلة كانت ستحفظ الحرس الجمهوري.. ستحفظه كمكون مهم من مكونات الجيش اليمني وكانت ستؤدي الى اخراجه من نفق الهيمنة العائلية والولاء الشخصي والعائلي، بالعكس ان هذه الهيكلة كانت الفرصة الحقيقية امام الحرس الجمهوري لأن يكون قوة.. جزء من جيش وطني حقيقي.. لكن كما لاحظنا كيف كانت تُعاق عملية الهيكلة.. كيف كانوا يعترضوا عليها ويرفضوها.. ثم ما تبقى من سيطرة على وحدات الحرس الجمهوري أيضاً سُلّمت، الوحدات من الحرس الجمهوري التي كانت منتشرة في الجنوب ومنتشرة في تعز هي التي كانت تفتح أبوابها للحوثيين وهم بضعة أفراد كانت تسلم لهم هذه المعسكرات وترفع راياتهم  ، وترفع شعاراتهم وتنصاع لقيادتهم وكان هذا...

* مقاطعاً: استاذ علي الصراري انتهى وقت البرنامج أريد منك في كلمات قليلة ان كان لديك حلول ان كان لديك مقترحات للحكومة وللشرعية والتحالف كيف لنا ان نخرج من هذا الحال؟

- اقول في هذه الظروف التي وصلنا اليها صار الآن المشهد السياسي واضحاً، علي عبدالله صالح كان يمثل حالة ارباك للمشهد السياسي لأن هناك من كان يراهن على دور له، وحتى في اطار الحل السياسي، انا التقيت مع بعض سفراء الدول الاوربية بعضهم كان يتحدث عن امكانية ان يكون علي عبدالله صالح هو المدخل لحل سياسي ممكن ان يخرج اليمن من هذه الحرب، لكن الواقع ان هذا كان مجرد ارباك للمشهد بحيث أن مواقف المجتمع الدولي والقوى الاقليمية، وحتى على المستوى الداخلي كان هناك حالة رمادية، حالة لا تساعد على خلق موقف موحد، انا اعتقد ان هذا الارباك انتهى الآن الوضع واضح.

* ماهي الحلول؟

- الحلول الآن ان كل القوى.. واذا اراد من جماعات المؤتمر الشعبي التابعة لعلي عبدالله صالح ان يكونوا جزءاً من المعركة الوطنية ضد الانقلاب عليهم ان يلتحقوا بالشرعية، وحتى ما تبقى من قطاعات الحرس الجمهوري التي أساءها الطريقة التي استخدمت في قتل علي عبدالله صالح، عليها فعلاً أن تلتحق بالشرعية وأن تخوض معركة وطنية موحدة، وانا اعتقد انه على المستوى الاقليمي والدولي الآن سيكون هناك موقف موحد لا يرى امكانيات الحل مع الجماعات الانقلابية الا من خلال ان تلقي السلاح، وان تقبل بالحل السياسي وفقاً للمرجعيات الثلاث، المبادرة الخليجية وقرار مجلس الامن (2216) ومخرجات الحوار الوطني.. بدون هذا انا اعتقد انه تضييع للوقت.

* استاذ علي الصراري عضو المكتب السياسي والامانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني انا اشكرك شكراً جزيلاً كعادتك متألق وحديثك ممتلئ وقد يثير جدلاً كبيراً في الحقيقة في هذه الساعة الحوارية شرف كبير لي انك ضيفي.

- لو تسمح لي فقط اقول كلمة أخيرة.. في هذه الايام ما كُنت اود أن أتكلم بلغة سلبية عن علي عبدالله صالح بعد أن قُتل الرجل، ولكن عندما يموت السياسي ليس كموت الانسان العادي -انه ما يتبقى منه أن نذكر محاسنه- انا أعتقد ان انسان كان بيده قرار يتصرف بمصير البلد لا ينبغي ان نتعامل معه بهذه الخفة وهذه البساطة.. لا.. علينا بالنسبة لواحد على مدار أربعة عقود من الزمن كان يتحكم بمصير اليمنيين علينا ان نتوقف أمام كل لحظة من اللحظات التي أدار فيها البلد..

* وضحت هذا انا اشكرك شكراً جزيلاً لكل احاديثك وكل اجابتك واعتذر ان كانت اسئلتي ربما طالت كثيراً او قست، حضورك معي شرف كبير لي.

- انت كعادتك متألق في ادارتك للحوارات وانا سعيد أن التقي معك.

* اشكرك كثيراً استاذ علي الصراري سنلتقي انشاء الله كثيراً في حوارات قادمة.

قراءة 8163 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة