طباعة

وسام محمد: اليمن تعيش حالة انهيار وتفكك ما تبقى من مؤسسات الدولة مميز

  • الاشتراكي نت / خاص

السبت, 17 تشرين1/أكتوير 2015 19:39
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

قال الصحفي وسام محمد "ان ما تعيشه اليمن ليس مجرد حرب وستنتهي، فنحن نعيش حالة انهيار وتفكك ما تبقى من مؤسسات الدولة،  تلك الدولة التي بناها الأباء والأجداد بكل ما توفر لديهم من معرفة وخبرة، ولم تساعدهم الظروف على اكمال بناءها بالصورة المطلوبة.

جاء ذلك خلال ردة على عدد من الاسئلة والاستفسارات التي طرحها "الاعلام الاشتراكي" على عدد من  الرفاق الذين يشغلهم على الدوام أمر ما يجري في البلد، وأمر المستقبل.

الاشتراكي نت يعيد نشر الحوار مع الزميل وسام محمد فإلى تفاصيله.

الحالة التي تعيشها اليمن؟

ما تعيشه اليمن ليس مجرد حرب وستنتهي، الأمر أخطر من ذلك بكثير. نحن بلد هش على كافة المستويات، لهذا تستطيع ان تقول أننا نعيش حالة انهيار وتفكك. انهيار ما تبقى من مؤسسات الدولة، تلك التي بناها الأباء والأجداد بكل ما توفر لديهم من معرفة وخبرة، لقد ارادوا ويحدوهم الأمل أن يضعونا على عتبة العصر، قاموا بثورتي سبتمبر وأكتوبر، تعلموا وأفنوا اعمارهم لأجل ذلك الهدف. حالف الآباء المؤسسين مقارنة بظروفهم تلك الكثير من الحظ، بنوا دولتين طوبة بعد أخرى، ثم في مراحل أخرى لم تساعدهم الظروف على اكمال البناء بالصورة المطلوبة، بعدها سارت الأمور على نحو غير جيد. الجميع يعرف كيف أديرت الدولة، كيف حدث اقصاء غالبية الشعب من المشاركة في البناء، كيف أن شعور الوطن تقلص في حياتهم ووجدانهم. لقد انتشر الفساد وعم كامل الحياة. مع ذلك يمكن القول بأنه حتى وقت قريب كان لدينا اطار يجمعنا، بكل تشوهاته كان هذا الاطار يشعرنا بالأمان، ويمنحنا الطاقة الكافية للأمل في اصلاحه والمضي قدما. ما يحدث اليوم يجعلنا أمام مشهد انهيار شامل لهذا الاطار الذي هو الدولة. هناك طرف يسيطر بقوة السلاح على اطلال الدولة، وهو طرف ليس بوسعه الحفاظ على هذه الأطلال عوضا عن بناءها. وطرف آخر يفترض أن نعول عليه في حماية ما تبقى والاضطلاع بمسئولية البناء واخراجنا من هذه التصورات المرعبة، غير أنه لا يقوم بشيء، ليس لديه رؤية ولا يمكننا عن الحديث عن أنه سيمتلكها عما قريب. الانهيار قادم اذن. أما التفكك فهو يجري بصورة جيدة. المجتمع الذي ظل متجانسا ليساعد في ايجاد دولة، يتعرض اليوم لأكبر عملية تخريب شهدتها اليمن. التفكك على أسس طائفية، على أسس مناطقية، جهوية..إلخ. عندما يتفكك المجتمع افقيا يصبح أمر بقاء الدولة متماسكة لو استطعنا ان نتفاءل، ليس للقيام بواجباتها، ولكن لتعميق التفكك وادارته. في حالتنا مالم يكن هناك تحركات على أكثر من مستوى فلن يبقى لنا دولة أو مجتمع متجانس في حده الأدنى.

دور هادي وبحاح؟

أداء الرئيس هادي لا يمكنه أن يشجعنا على التفاؤل، رغم نجاحه في عدم تسليم البلد كليا الى الانقلابيين، ونجاحه في تدمير ترسانة سلاح كانت ستقتل اليمنيين طوال عقود قادمة، وايضا نجاحه في احداث توازن في الرعب، رغم نجاحه بالصدفة أو الحظ وربما الضعف وقلة الحيلة؛ سيكون من السذاجة القول أن هادي نفسه وبنفس أدواته القديمة هو من سيقود البلد إلى بر الأمان. بقاء هادي بهذه الصيغة، لن يعدو أن يكون بقاء من أجل أن يصل مسلسل الانهيار والتفكك إلى نهايته. الأمر ليس بأفضل حالا مع بحاح. الرجل تكنوقراط يمكن الاستفادة منه في الأوضاع العادية، عندما يكون هناك استقرار وعملية تنمية مختلة ونحتاج لمن يساهم في اصلاح هذا الاختلال. بحاح ليس رجل دولة في زمن الحرب أو حتى بعدها، ليس رجل ثورة. باختصار هو تكنوقراط، حتى أنه لا ينتمي لمشروع سياسي. في مثل هذا الظرف كل السلبيات التي تحيط بشخص مثل بحاح وهو رئيس وزراء، اذا اردنا مضاعفتها حقا علينا ان نصحى في أحد ايام الحرب وقد اصبح نائبا للرئيس. لنتساءل بصدق: هل يمكننا نتجاوز الوضع القائم دون ان نفقد ما تبقى لدينا من شرعية؟ بصورة ما يمثل هادي ومعه بحاح آخر تعبير للشرعية، وعلينا التمسك بذلك مع ايجاد حلول مصاحبة لمنع الانهيار والحد من التفكك وأيضا الشروع في حسم الحرب وبناء مؤسسات الدولة من جديد.

لكن كيف؟

هذا ما سنناقشه في الفقرة القادمة.

أحد الحلول المتوفرة؟

الخطوة الأولى اذا اردنا حقا ان نمنع الانهيار والتفكك، فإننا سنحرص على امتلاك خيال يساعد على ذلك، خيال يمدنا بالأفكار اللازمة والقابلة للتطبيق. أولا لنعترف بمشاكلنا، وأحد تلك المشكلات ان الشرعية القائمة اليوم ناقصة، وهذا النقص يجعل امكانية التعافي برفقته أمر صعب للغاية. لنبدأ في معالجة هذه المشكلة. نعرف جميعا ان هادي وبحاح لا يستندون لمشروع سياسي، على أن المشروع السياسي بوسعه مدنا برؤية للتحرك والمضي قدما بدلا من هذا الركود القاتل. هذه مشكلة أخرى غير أنها ليست بتلك الصعوبة. على هادي أن يمنح القوى السياسية مساحة للتحرك بجانبه ومساعدته في انقاذ البلد. وقبل الذهاب لهذه النقطة، وحتى لا نظلم بحاح ونحن نتحدث عن تكنوقراطيته، على هادي ان يقيل بحاح من كونه نائبا ليصبح رئيس وزراء فقط، مهما يكن تكنوقراط فإن التجربة كفيلة باذكاء القدرات الكامنة لديه والتي تتطلبها المرحلة، كما ان نجاح هادي وفقا للحل الذي سنطرحه سيجعلنا نستفيد من كون بحاح تكنوقراط لأننا نطمح أن نغادر زمن العمل العشوائي ونطمح في تقليص الفساد إلى أقل مستوى لتبدأ عملية التنمية. يقول علي عبدالفتاح، وهو مثقف يساري كبير، أن شعار المرحلة القادمة يجب أن يكون التنمية المقرونة بالحرية. واحدة منهما بدون الأخرى لن تحل المشكلة. الآن سنأتي على ذكر الحل المتعلق بترميم شرعية هادي. على هادي أن يطلب رسميا من جميع الاحزاب السياسية نقل عملها المركزي الى عدن، وهناك يتباحث معها حول الحلول. كل الحلول التي تم مناقشتها من سابق، ولكن هذه المرة بدون صالح والحوثي بصفتهما انقلابيين. ليكن المؤتمر الشعبي الرافض للانقلاب حاضرا الى جانب الاحزاب الأخرى وبدون امتيازات اضافية. اقترح مثلا أن يشكل مجلس رئاسي، برئاسة هادي وعضوية ممثل عن كل حزب من الاحزاب الكبيرة: الاصلاح، المؤتمر، الاشتراكي، الناصري، وأيضا الحراك الجنوبي.

الخطوة الثانية: الخطوة الثانية هو أن تستند الشرعية الجديدة إلى أساس قوي. هذا الأساس براي يتماثل أمامنا من شقيين: الأول الرفض الشعبي الواسع للانقلاب. الثاني مخرجات الحوار الوطني المتفق عليها من قبل الجميع بما في ذلك الانقلابيين. اذا كان الشق الأول مفهوما، فإن الشق الثاني يطرح استفهامات من قبيل أن الأطراف التي من المفترض بها ان تستند لهذا الأساس لديها ملاحظات على مخرجات الحوار. هذا صحيح، لكن الحديث في هذا التوقيت عن مثل هذه الملاحظات يضعف الأساس وأيضا يؤخر عملية الاستناد إليه وهي عملية ملحة. لنترك الملاحظات جانبا ونمضي مع المخرجات كما أتفق عليها، ثم نشرع في وضع آلية مستعجلة لتنفيذها. من شأن تنفيذ مخرجات الحوار الوطني على وجه السرعة ليس فقط ترميم الشرعية الحالية، ولكن أيضا انشاء شرعية بديلة أكثر صلابة. لنسلم أيضا بأن الذهاب نحو تحرير صنعاء، وتدمير كل شيء هناك دون أن يكون لدينا وضع بديل قائم يتكفل بمنع الانهيار، هو مجرد انتحار علني واهدار لفرص لا تزال ممكنة. عندما يتم وضع رؤية بأن الشعب اليمني ماضيا في طريق دحر الانقلابيين والبدء في تنفيذ مخرجات الحوار في أول فرصة تسمح بذلك، من شأن هذا أن يساعد في انقشاع الضباب الذي يملء الأفق. لتكن الخطوات بهذا الترتيب: أولا: العمل على تحرير اقليم الجند واقليم تهامة، واستكمال تحرير اقليم سبأ وأيضا التعامل مع مشاكل اقليم حضرموت. وذلك من خلال العمل السريع على تشكيل جيش وطني يكون هو القائد الحقيقي للتحرير، وأية مقاومة شعبية تكون تحت اشرافه وتعمل بحسب توجيهاته. سيكون قد اصبح لدينا خمسة أقاليم. ثانيا: تشكيل مجلس رئاسي مهمته تنفيذ النقاط الرئيسية من مخرجات الحوار الوطني بفترة مزمنة "فترة الانتقال من الجمهورية اليمنية الى جمهورية اليمن الديمقراطية" ثالثا: نقل جميع المؤسسات السيادية بما في ذلك هيئات الاحزاب العليا الى عدن واعلانها عاصمة مؤقتة. رابعا: وضع مسودة الدستور امام اليمنيين الذين هم في الاقاليم المحررة من الانقلاب للاستفتاء عليها، والاستفتاء على اجراء انتخابات رئاسية ام استمرار المجلس الرئاسي في مهامه طوال المرحلة التأسيسية المحددة. خامسا: بعد الاستفتاء يتم الشروع في بناء مؤسسات الدولة الجديدة. سادسا: يتم التعامل مع اقليم ازال على انه اقليم محتل من قبل الانقلابيين، وأن مواطنيه يمنيين ولهم جميع الحقوق وفقا لقوانين الدولة الجديدة، ولهم الحق في الاستفتاء وفي كل الاستحقاقات العامة عقب تحرير الاقليم. ثامنا: تدعم الدولة الجديدة كل عمل يسعى الى التحرر الكامل من سلطة الانقلابيين، بالتزامن مع بناء الجيش لحماية الدولة الجديدة، وفي حال اصبح جاهزا لعملية التحرير، يصدر له قرار بذلك. هذا ما استطيع الرد به على استفساراتكم.

 

قراءة 7252 مرات

من أحدث