لماذا القاعدة تختار المجندين الجدد أكثر من غيرهم؟

بصنعاء كان المجندين الجدد وطلاب كلية الشرطة هم الاكثر استهدافا.

طبعا الى جانب كل الاهداف المباشرة والمفهومة سواء ايام حكومة الوفاق في صنعاء او بعد ايام من حديث نقل البنك المركزي الى عدن أو حتى قبل ذلك، هناك دائما اهداف جانبية لا تقل اهمية.

من ضمن هذه الاهداف، منع تشكل أي جيش لا يكون مواليا لصالح. التساهل مع الفرقة الاولى حتى وقد اصبحت معداتها العسكرية خردة ومنتسبيها هياكل عظمية يتسلمون رواتب حقيرة وهم في منازلهم، حتى مع كل هذا فالفرقة صنعت فارقا ايام ثورة فبراير. مهما تكن ملاحظاتنا الا ان نظام صالح ظهر هشا بعد انشقاق الفرقة، ولعل هذا يفسر لماذا دشن حروب الثورة المضادة بالقضاء على القشيبي ومعسكره ولماذا اصبحت الفرقة هي الهدف الاول بعد دخول صنعاء. هذا الهدف الاول.

الهدف الثاني: منع جيل الثورة والحراك السلمي من التحول الى جيش نظامي، لأن هذا الجيل صنع كل الذي صنعه وهو لا يمتلك شيء فما بالكم لو اصبح جيشا بذلك الطموح الجبار والروح المتوقدة.

طبعا في دول العالم الثالث حيث لا وجود للديمقراطية عوضا عن الحديث عن مؤسسات ديمقراطية؛ فالتغيير لا يمكن ان يحدث الا اذا وجدت حركة ثورية منظمة، بمعنى آخر حزب سياسي يقود الثورة ويعرف ما يريد وتريده طبقات الشعب المسحوقة. أو وجود جيش شاب يعتنق الثورة من قبل ان يصبح جيشا.

واذا كانت مسألة وجود تنظيم سياسي يقود الشعب نحو خلاص افضل، مسألة معقدة وتحتاج لوقت طويل بسبب التشويه الذي تعرضت له السياسة والعمل السياسي وفصل اجيال كاملة عن اي اهتمام من هذا النوع، يبقى وجود جيش شاب غير مدجن او مرتهن هو الرعب بعينه.

ما يتعلق بأول تفجير يستهدف الجيش والامن، والذي كان في ميدان السبعين بعد نحو ثلاثة اشهر من انتخاب هادي رئيسا، ما يتعلق بذلك رغم انها قوات أمن مركزي مخلصة لصالح ونظامه، فإن الهدف كان بث الرعب في اوساط الجيش والامن وحملهم على الاعتقاد ان حياتهم لم يعد لها معنى في الزمن الجديد، وأن اوقاتهم الطيبة انتهت بخروج صالح من السلطة. هذه اول رسالة سيكون لها وقعها في اثارة الحنين والتمسك بالماضي.

لمتابعة قناة الاشتراكي نت على التليجرام

اشترك بالضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet