أخـــر الأخبــــار

 

الى الناس الذين كانوا برفقتنا في وداع ابي احمد قاسم دماج

السبت, 07 كانون2/يناير 2017 18:07 كتبه 
قيم الموضوع
(3 أصوات)

"كان ابي حزينا ومهموما في العام الاخير ودائما لأسباب لا شخصية ولا علاقة لها بوضعه كفرد أو وضعنا كعائلة.

اليمن والناس الذي لم يبصر وجوههم ولا يعرف اسمائهم كانوا هم السبب، وهم كل الاسباب.

جسده النحيل كان يذوى بلطف ولكن بثبات ، كالضوء حين تذهب الشمس في الغروب.

الامل المشع الذي وسم عينيه حياته كلها وحده بقى متمسكا بالحياة. افكر الان ان تلك كانت وسيلته ليُبقي التماسك وينُقص القلق في ومن حياتنا.

كان يودع عاداته، وهي جزء من وجوده، ويتخلص بهدوء من الخيوط التى تبقي وتر العمر مشدودا وتمنح العيش معنى وتجعل البقاء محتملا. كان يخلع الحياة برفق وهدوء ولكن ايضا بثبات واطمئنان. يخلعها كأنما لتتعرى روحه وقلبه من الوقت والرغبات.

شعر بالحزن والالم وربما باللاجدوى و الهزيمة ، لكنه لم يشعر ، للحظة ، بالندم أو الانكسار .

كانت حياته ،حين يتذكرها، تمر صافيه امام عينيه ووسط دمائه ولا يشعر بالندم.

لم تكن مألات الحياة تشبه شيء مما تمناه أو بذل حياته لاجله .ولم يكن يكابر في الاعتراف بحجم الخسارات والهزائم التي تجاوزت اثارها قضيته واحلامه لتطال بقسوة حياته كشخص وحياة عائلته .

حياته كانت سيرة رجل رأي بوضوح وأختار بيقين وتقبل بجسارة دفع ثمن خياراته.

كانت سيرة رجل بقى حتى يومه الاخير من العمر راض عن خياراته ولا يشعر بالندم.

اختار البسطاء وعاش معهم وبطريقتهم ولأجلهم وهو الذي لم يولد بينهم.

اختار الناس الذين تأخذهم متلازمة الفقر والقهر الى قدر الضحايا.

اختار الجسد النحيل والمشاعر الصادقة والدروب الشائكة والمقدمة في المشي والخطى الحانية والعيون الحالمة والضمير مفتوح العينيين واحتمال الكلف ودفع الاثمان والغياب عن الصور التي يقطعها المنتصرون كتذاكر لقطارات المجد . اختار الجلوس في الظل حيث يكون لا مرئيا يتأمل بصمت وفرح حقيقة اللوحة .

اختار لسانا عفا وعبقري لم يتورط يوما في النميمة أو الاساءات ، وفؤادا نبيلا لم يزدري كالظلم شيئا عدا الغطرسة والضغائن.

لا اعرف لماذا اقول لكم كل هذا ،ولم تطمع إرادتي الا ان تعرفوا شعوري الذي هو كلمة شكر لكم ؟!

كلمة شكر وامتنان.

كان البسطاء رهانه الابدي . كانوا رهان اليوم الاول الذي ادرك فيه نفسه ومعنى الحياة ورهانه في يومه الاخير.

اعرف الان في اليوم الرابع بعد الموت وبيقين أنه كسب الرهان.

اعرف انه يجلس، وقد غادره الحزن والهم، في الابدية يدخن سيجارته ويبتسم.

اشكركم

لم تتركونا وحيديين

لم تتركوا احمد قاسم دماج في رحلته الاخيرة وحيدا.

ومثلما حملتم معنا جسده الصامت الى المثوى الاخير ، حملتم معنا الحزن والالم .

اشكركم بكل حب

واحبكم بكل امل

انتم رهاني، انا ايضا... رهاني الاول والاخير

قناة الاشتراكي نت تليجرام _ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

https://web.telegram.org/#/im?p=@aleshterakiNet

قراءة 2119 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة