بعض من ذكريات الثورة مميز

  • الاشتراكي نت/ خاص - كتبه ناصر شريف

السبت, 11 شباط/فبراير 2017 22:04 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ضمن ملف استعادة تفاصيل الأيام الأولى للثورة وأبرز المحطات، وبحث أسئلتها، وهو الملف الذي يفتحه موقع "الاشتراكي نت" بمناسبة الذكرى السادسة لثورة فبراير، كخطوة أولى على طريق تدوين الحدث الأبرز في تاريخ اليمن المعاصر من زواياه المختلفة، ننشر هنا تباعا الكتابات المتصلة بموضوع الثورة تحت عنوان "أسئلة الثورة وتفاصيلها".

...........

قبل تدشين الفعل الثوري، ونصب الخيام أمام جامعة صنعاء، كنت قد تشرفت بحضور اجتماع ضم عدد من الشباب الناشطين، عقد في منتدى الجاوي. كان ذلك مطلع شهر فبراير من العام 2011م.

في ذلك الاجتماع، استمعنا إلى شباب متحمسين عن ضرورة التغيير، وعن انسداد الأفاق السياسية والاقتصادية في بلادنا. سرد الشباب أيضا ما واجهوه من أعمال قمع، خلال الأيام السابقة. ملامحهم الشاحبة، والتعب والارهاق الذي كان يرتسم على وجوههم، دون أن ينال من عزمهم على مواصلة الخروج والمطالبة بإسقاط النظام، كان محفزا لكل من حضر هذا الاجتماع.

وسط حصار أمني، نصبت الخيام في ساحة التغيير، حينها كنت أقوم بالتواصل مع عدد من الشخصيات القبلية، ثم شرعت مع رفيقي الشيخ خالد أحمد عبدربه العواضي بعقد اجتماعات قبلية، تفاعل معها عدد من المشايخ منهم الشيخ علوي الباشا بن زبع، فقد كان من المؤيدين لفكرة الانضمام للثورة.

 أتفقنا في هذه الاجتماعات، على تبني مبادرة سميت "قبائل من أجل التغيير" وصدر بيان موقع من قبل 18 شخصية تمثل 12 قبيلة، ثم أنضممنا إلى ساحة التغيير بتاريخ 21 فبراير، وكان من ضمن استقبلنا ونسق لنا في الساحة، الشهيد محمد العبسي.

من هناك بدأ المشوار، لا اخفي أنني يوم دخول ساحة التغيير شعرت أننا في عالم مختلف تماماً. مئات من الشباب والناشطين في الخيام الصغيرة الزرقاء كالنحل، يتمتعون بحيوية ونشاط وتفاؤل غير مسبوق. كانت الساحة بمثابة ورشة عمل سياسية كبرى. أجواء تسودها الوئام والترحاب حتى بدأ مسلسل العنف من السلطات آنذاك يهاجم الشباب، ومع هذا تزايدت الحشود بشكل متوالية هندسية.

 كلما زاد القمع زاد الحضور، حقيقة للتاريخ كانت ثورة لها قبول شعبي وكان من الممكن أن تحقق أهدافها في وقت قياسي إلا أنها عرقلت مسيرتها عدة عوامل منها قبول جزء من مراكز النفوذ والفساد وسطوة وأنانية التيارات الراديكالية المتصارعة التي استدعت معارك الماضي لتصفية حساباتها في ذلك الحدث التاريخي الاستثنائي العظيم.

 لقد عمل نظام صالح بكل الوسائل لتقويض الثورة السلمية وفشل بالمال والعنف والعنف المضاد والدعاية والتحريض والضغط حتى بضرب بعض وسائل البنية التحتيه من كهرباء ومشتقات نفطيه واسعار ....الخ لإضعاف قدرة التغيير إلا أن سلطته فشلت من تقويض مظاهر الثورة السلمية الجميلة.

لقد كسر حاجز الخوف ورفع سقف الأمل بدوله مدنيه حديثه يسودها العدل والمساواة، وكانت هذه هي القيم التي جسدتها ثورة الشباب.

ذكرياتنا مع مناضلي هذه الثورة كثيرة، ولا يتسع المجال لسردها. لكن من أهم هذه الذكريات، زيارتنا في مارس من نفس العام لساحة الحرية بتعز، برفقة الأستاذ القدير عبدالباري طاهر وأخي خالد العواضي والشهيد محمد العبسي واحمد سيف حاشد والفقيد سميح الوجيه.

كانت ظروف بالغة التعقيد، فتعز وقتها كانت شعلة من الحماس الثوري، المحاط بثكنة عسكرية. ثم توجهنا إلى عدن، وجدانها هي الأخرى محاصرة بالقوات العسكرية المنتشرة في كل مداخلها.

وأتذكر اننا مررنا في النقاط من كرش والعند مستخدمين حيلة تغيير الاسماء في النقاط العسكرية ولكن هذا لم يشفع للاستاذ عبدالباري طاهر واحمد سيف حاشد في العند، فقد تم معرفة هويتهم وأرجعوهم إلى تعز ونحن في سيارات أخرى واصلنا المسير إلى عدن.

 استقبلنا عدد من قيادات الحراك الجنوبي وأمين عام حزب الرابطة محسن محمد بن فريد وزرنا ساحة الشهداء بالمنصورة، وألقيت هناك كلمة حماسية مقتضبة في أجواء كان يسودها الامتعاض والحزن على الشهداء الاثنى عشر الذي سقطوا في عدن بحضور قبل أيام قليلة.

 ألتقينا بعدد من الشخصيات الجنوبية، منهم الأديب نجيب يابلي ومحمد سعيد سالم ومحسن البدهي وعفراء حريري وحشد كبير من الشباب والشخصيات وكان يميز تلك الذكريات الشهيد العبسي رحمة الله عليه الذي كان يجمع بين الذكاء والنشاط والحيوية والعلاقات بالناس ورح الدعابة ألف رحمه ونور عليه.

 ومن عدن توجهنا إلى أبين مروراً باتجاه البيضاء وكان في استقبالنا شباب الثورة والمشايخ، كان يوم خميس، وفي اليوم الثاني أقيم مهرجان ألقى فيه الشيخ خالد احمد عبدربه العواضي كلمة في مهرجان البيضاء. التقينا بعدد كبير من الشباب والشخصيات وطرحنا لهم فكرة إقامة ساحة لهم، ثم عدنا نحو صنعاء.

فِي طول مراحل الثورة السلمية كان يعتبر الأستاذ الدكتور القائد السياسي ياسين سعيد نعمان هو الشخصية الإبراز لتشجيع الكثير من الشباب والمرجع السياسي الذي تعود إليه القيادات الشبابية للأخذ برأيه ومشورته ومعالجة الأخطاء التي كانت ترافق مسيره تلك الاحتجاجات السلمية، أو عندما ينسد الأفق أمامنا، كنا نتواصل به نلتقي به فطرحه كان يقنع الجميع.

 كان حريص كل الحرص على النهج السلمي للثورة، وكان يحذر ويحذر من العنف والعنف المضاد وينصح بعدم شخصنة خطاب الثورة والارتقاء به بعيداً عّن المهاترات والإساءة حتى للخصوم.

 من الأشياء التي أتذكرها حرصه على عدم اجتثاث حزب المؤتمر الشعبي العام، كان ذلك الإنسان يبذل جهود ويطلق إبداعاته السياسية الوطنية لمصلحة اليمن، كان مزار للشاب وقادات الأحزاب وبعض الرموز والقيادات العسكريين.

قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

@aleshterakiNet

 

قراءة 2561 مرات آخر تعديل على الخميس, 16 شباط/فبراير 2017 19:13

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة