أخـــر الأخبــــار

 

الحراك بين السياسة والواقع ونزق اللا سياسة

الأربعاء, 11 حزيران/يونيو 2014 11:03
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

سنكون ساذجين حين نعتقد أن الحراك الجنوبي ليس في مأزق؛ يحتاج الحراك إلى توحُّد قيادته، ينبغي أن تنبثق منه قيادات جادة ومسؤولة على الأرض، إن عظمة الحراك في سلميته التي يجب أن تستمر مهما كانت الظروف. بالتأكيد فإن مطالب حل مظالم قضية المحافظات الجنوبية أكثر من عادلة؛ الحاجة ماسة إلى جبر الضرر الوطني الذي حدث جرّاء تفاقم هذه القضية. طبعاً بالمقابل ثمة متربصون بالحراك الجنوبي من داخله كما تشير المعطيات، والحاصل هو أن شحن الشارع بالمنطق اللا سياسي لن يقود إلى كسب نقاط سياسية وحقوقية هو بحاجة شديدة إليها. في السياق من ينكر الدور التاريخي الرائد في تأسيس الحراك الذي قام به العميد ناصر النوبة- نقول ذلك مهما بلغ حجم الاختلاف معه في وجهات نظر مثلاً - بينما المتضرّرون يريدون حلولاً في الواقع وليس صراخاً في الهواء يخرج من حناجر المتاجرين بالقضية الجنوبية وهم في الخارج؛ وبالمحصلة لن ينجو الحراك إلا بنجاته أولاً من مرض الزعامات. كذلك فإن مزيداً من الانشقاقات بين الحراكيين ليس في مصلحة هذه القضية على الإطلاق؛و المعنى أن على زعماء الجنوب التطوّر وفق خطوطهم الخاصة لخدمة قضيتهم بالشكل الموضوعي الأمثل محلياً ودولياً. أحترم ثقة النوبة بقضيته واستعداده إلى التحاور مع الرئيس بشأن ما ينبغي، وباختصار صارت النوعية المأزومة من القيادات أشبه بفريق محامين متدرّبين يتلهّون بقضية الجنوبيين الكبرى – القضية الوطنية الأولى - بحيث يحصلون وهم في الخارج على منتهى الرفاهية النضالية، في الوقت الذي يزداد فيه تعب الناس في الداخل وتعرّضهم للخذلان أكثر، بينما وحدهم البسطاء من يدفعون بلا فائدة ضريبة نزق ومزاج ادعاءات هؤلاء الذين يترفّعون عن الواقع والسياسة بماتنطوي عليه من ممكنات حيوية ، إضافة إلى ركاكة وغثاء منطقهم أمام العالم، رغم كل التضحيات التي قدّمتها القضية الجنوبية العظيمة على مدى سنوات.

 
قراءة 1312 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة